ولاية الامر.
دين ودولة ولاية الامر.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس الـ23 من دروس رمضان صـ4.
تعود إلى هذا الدين وإذا هو يعطي هذه الأمة مهمة عالمية وكبيرة جداً، جداً حركة جهاد في العالم، إيصال هذا الدين إلى كل أنحاء العالم، أليس هذا بالتأكيد يتطلب قيادة عالية؟ فالذي انهزم أمام اليهود، وليس قبيلة عربية، ربما لو كانت قبيلة عربية الأمر أهون، لأن القبل العربية أقوياء، لكن اليهود هم أذلة، انهزم أمامهم، هذا يعطي مؤشراً واضحا بأن مثل هذا ليس جديراً بقيادة أمة مجاهدة، وتربى على أساس أن تكون مجاهدة، وتحمل هذه الرسالة إلى العالم كله. نحن نعتبر بأنه تراجع الدين، وتراجعت الأمة تراجعاً كبيراً جداً، جداً من أيام أبي بكر إلى الآن.
لكن إذا أنت فاهم فقط أن ولاية الأمر فقط تعني: واحد يرتكز يجيش جيوشاً، أيّ واحد يستطيع يجيش جيوشا، ويعين محافظين، ويزيل محافظين، أو أمراء، أو ولاة، على حسب منطق السلطة في أي زمن كان، أليس باستطاعة أي واحد، وباستطاعة أي واحد يقسم الأموال لهذا، وهذا، وهذا، باستطاعة أي واحد أنه يحاول يسترضي كبار العشائر، يعطيهم أمولا كبيرة، والباقين في ستين داهية، أليس باستطاعة أي واحد يعمل هذه؟ أليست هذه مظاهر تتنافى مع ولاية الله؟.
إذًا فبالتأكيد أنه ليست قضية الولاية قضية فقط نختلف حول: هل واحد أو اثنين أو أن يكون واحد فقط، أو يكون هناك مؤسسات، أو تكون الطريقة هكذا، أو تكون الطريقة هكذا، حول ما يسمى نظام، أو هيكلية، حول المهام ما هي أولاً.
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (المائدة: 55) في كثير من المواضع يأتي بالكلام عن الصلاة والزكاة وكأنهما نموذج للمجالين الرئيسين في العبادة ـ مثلما يقولون ـ عبادة روحية، وعبادة بدنية مالية. هذه الآية المشهور فيها أنها نزلت في الإمام علي (صلوات الله عليه) عندما تصدق بخاتمه وهو راكع، ومثلما قلنا في درس سابق: أن هذا فعلا يعطي مؤشراً هاماً جداً، الإمام علي عندما دخل فقير يسأل ولم يعطه أحد أشر إليه بخاتمه ليأخذه.