الصبر على نقصٍ، في الأنفس والأموال، صبر في مواجهة حصارات اقتصادية.
السيد حسين بدرالدين الحوثي.
سورة المائدة الدرس الرابع صـ13.
{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ} أليست هذه الصفات يحكيها كواقعة؟. صفات متجسدة فيهم, في مختلف المجالات. {صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ} هذا هو الصبر العملي: الصبر على نقصٍ، في الأنفس على نقصٍ في الأموال، صبر على شدائد، صبر وهم يواجهون حصارات اقتصادية، صبر وهم يواجهون هجمات إعلامية؛ لأنهم في ميدان العمل بوعي وثقة بالله وصدق مع الله، منطلقين في أعمالهم من واقع الوفاء بعهد الله، ومواثيقه، والحرص على أن يصلوا ما أمر الله به أن يوصل فلا ينقطع في نصف الطريق الذي أمرهم الله بأن يواصلوا السير عليه، إلى الغاية المنشودة التي يجب أن يسعوا لأن يصلوا وهم في طريقهم إليها.
وهم عندما يصبرون يصبرون ابتغاء وجه ربهم؛ لأنهم مخلصون له فلا ينتظرون ثناء من ذا أو من ذاك. {ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ}، فهذا هو الصبر العملي، الصبر الذي منزلته من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد. أما ذلك الصبر على الذل، الصبر على الخضوع، الصبر على القهر، الصبر والباطل يسود، والفساد ينتشر، والحق ضائع، والناس يظلمون، ويقهرون، وعباد الله يستضعفون، واليهود والنصارى يتحركون هنا وهناك، وأمريكا وإسرائيل تتحرك هنا وهناك، الصبر في هذه المرحلة هو ذل، لا يمكن أن يسمى صبراً، إنه ذل بكل ما تعنيه الكلمة، إنه ضياع للإيمان، إنه انحطاط في النفوس. هؤلاء المؤمنون يصبرون في ميادين العمل في مواجهة أعداء الله، ويتحملون مختلف الشدائد، مهما كانت؛ لأنهم صبروا ابتغاء وجه ربهم.