الاحتلال المتعدد الجنسيات يذبح عدن وأخواتها!! بقلم/ علي ظافر.
يبدو أن هناك صراع نفوذ ومصالح محموم في جنوب البلاد بين الإمارات المستقوية بأمريكا من جهة والأخوان المسلمين” المدعومين من السعودية بكل أصنافهم القاعدة وداعش و … الخ من جهة أخرى، ما يعزز ذلك هو التفجيران الإجراميان اللذين استهدفا المجندين في خور مكسر بعدن، وراح ضحيتهما مالا يقل عن 41 قتيلاً وأكثر من 60 مصاباً جلهم أو كلهم من أبناء الجنوب.
وفيما تسعى الإمارات إلى تجنيد بعض الشباب لخدمة مشروعها، والسيطرة على الجنوب منفردة بغية تحقيق احلامها الاستراتيجية، فإن الأطراف المدعومة من الرياض (داعش – القاعدة) تعمد إلى استهدافهم بطرق وأساليب مختلفة بما فيها التفجيرات، وهذا الحادث ليس الأول ولن يكون الأخير، كما أن هذا الحادث يذكرنا بمحاولة اغتيال “رئيس الوزراء السابق في حكومة هادي خالد بحاح) كونه في نظر الفريق الآخر “محسوب على الإمارات” ، ودائما ما تبرز”داعش” لتبني العمليات.
اللافت في الأمر أنه وبد تبني “داعش” للعملية الإجرامية نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً للشاب الذي نفذ التفجير، وهو جوار أحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين في اليمن الشيخ حميد الأحمر المقيم حالياً في تركيا (الداعمة الأبرز لحركات الأخوان المسلمين في المنطقة ) ، كما أن هذين التفجيرين جاءا بالتزامن مع زيارة لقائد الجماعات الإرهابية في تعز، حمود المخلافي قادماً من الرياض ، ما يضع عدداً من علامات الاستفهام حول صلة الإخوان بالتفجيرين ، وهل فعلاً الصورة حقيقة أما أنها مفبركة، وما المغزى من الجولات المكوكية بين الرياض وتركيا وقطر.
قد يتساءل البعض، أين موقع أمريكا مما يحصل؟؟ وهل الإمارات بريئة أيضاً؟؟ … الجواب بكل بساطة أن أمريكا هي المستفيد الأبرز من الفوضى التي تعصف بالجنوب، فكلما ازدادت الفوضى عززت أمريكا من تواجدها هناك تحت مبرر مكافحة ” الإرهاب”، أما الإمارات فهي أداة أمريكية شأنها شأن القاعدة وداعش والسعودية، وهي من طلبت أمريكا للتدخل في جنوب البلاد.
المتضرر الأكبر مما يجري هم أبناء المحافظات الجنوبية، الذين ظلوا يلهثون وراء حلمهم بـ ” الانفصال”، وخدعوا في كثير من المحطات حينما جند بعضهم نفسه مع الغزاة ” التحالف” على أمل ” تحرير الجنوب من الاحتلال” إذ كانوا ينظرون إلى الجيش اليمني واللجان الشعبية على أنهم احتلال، ليجدوا أنفسهم اليوم تحت احتلال حقيقي متعدد الجنسيات، وضحية لصراع النفوذ المحلي والإقليمي والدولي ، فيما غابت “القضية الجنوبية” ، وذبحت عدن وأخواتها.