اليمن يخرجنا من الوهم الكبير. بقلم/ الدكتور حسن فرحان المالكي.
كل ماكان حولنا اكتشفنا أنه أوهام منفوخة صدقناها لعقود مجلس أمن هيئة أمم متحدة جامعة عربية منظمة مؤتمر إسلامي، إعلام بقنواته وصحفه ورجاله وحرياته، حقوق، إنسان ،حقوق الطفل، حقوق الآثار ،تقصي حقائق محكمة العدل الدولية ،شيوخ أجلاء للافتاء ،دعاة أخيار للفضيلة، فنانون لطفاء يكرهون لون الدم ،محللون حاذقون يعرفون الحقائق ،عالم كبير جداً كنا نراه أمامنا؛ كله أصبح وهماً كبيراً؛ كشف الغطاء كله؛ ما بقي لا بطانية ولا شرشف ولا حتى شيء يستر العورات ،كل هذا نسفه أهل اليمن أثبتوا لنا بأن هذا كله ليس له وجود كانت شبكة شيطانية من الأوهام فقط!
كان كل هذا جزءاً من الحكومة الإبليسية الخارجية؛ بعد إنشائه الدولة الداخلية في القلوب والعقول وأثبتوا لنا أيضاً أن بعض ما كنا نتغنى به يعود في أصدق صورة، عقل ،ضمير ،مروءة ،شرف ،حياء، صدق ،تكافل، وضوح ،هدف ،حكمة، تقديم ،أولويات ،بقي ما أثبته أهل اليمن وكنا نظن أنه انتهى؛ مثل الحقائق الكبرى البسيطة التي لا يدركها غيرهم إلا قليل حقيقة الإيمان وروحه التضحية التي لا مثيل لها ،الصبر اللا محدود ،الفهم السريع لكل هذا العالم ،اللامبالاة بالأهوال ،ما لم نكن نصدقه أعادوه وما كنا نصدقه نسفوه وأبطلوه استعادوا كل فضيلة كان ميئوساً منها وخربوا على الناس كل وهم كانوا قد صدقوه وحدهم؛ نعم وحدهم، صدقوني وحدهم ،بفقرهم بجوعهم ببنادقهم بلبسهم بأوتارهم بقاتهم بتناقضهم أحياناً بطيبتهم بعجائزهم بشيوخهم وشبابهم اعادوا كل هذا وهدموا كل ذاك بلا معونة من أحد؛ لا هيئات ولا منظمات ولا إعلام ولا شيء أليس اليمن معجزة هذا القرن؟