الإنسان هو من يحدد مصيره إما خيراً وإما شراً.
السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي.
محاضرة بعنوان (اليوم الاخر) 25رمضان 1433هجرية
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التحريم:6) في هذه الآية المباركة يوجه الله ندائه ونذيره لعباده الذين آمنوا، الذين آمنوا أنا وأنت.. كل من ينتمي إلى الإسلام، وكل من يدعي الإيمان، هكذا يخاطبنا الله سبحانه وتعالى: {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} وتوجيه هذا الخطاب إلى الذين آمنوا يدلل على أن الإنتماء الإيماني ليس كافياً، لا يكفي أن تحسب نفسك على الإسلام وتنتمي إلى الإيمان فيكون ذلك بطاقة حصانة لك تسلم بها من عذاب الله، فأن تقول: أنا مسلم أنا مؤمن وتختار شيئاً من الدين من شكلياته وظواهره على حسب مزاجك، على حسب ما تهواه نفسك، بقدر ما تنسجم معه، هذا ليس كافياً في أن يحقق لك الأمن يوم الفزع الأكبر، أن يحقق لك النجاة من عذاب الله، أن تكسب به رضوان الله سبحانه وتعالى، لا يكفي.
من واجبنا جميعاً كمؤمنين كمسلمين ننتمي إلى الإسلام ندَّعي الإيمان أن نأخذ بعين الاعتبار هذا النداء الإلهي المهم، هو نداءُ رحمة، وهو نداءٌ فيه الكثير الكثير من رحمة الله، من حكمة الله، من هداية الله؛ لأنه يدفعنا إلى كل ما أرشدنا الله إليه، دائرة واسعة من الأعمال، طريق رسمها الله سبحانه وتعالى نتحرك فيها، منهجٌ نلتزم به، تعليماتٌ نأخذ بها، نتحرك على أساسها، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} تحركوا، التزموا، اعملوا ما يحقق لكم النجاة من عذاب الله، ما يشكل وقاية لكم تدفع عنكم نار الله، فمجرد انتمائكم للإيمان ومجرد احتسابكم أنفسكم في دائرة الإسلام ليس كافياً.
ثم من نفس هذا النذير الذي يوجهه الله لنا كمؤمنين كمسلمين {قُوا أَنفُسَكُمْ} أنتم المعنيون بذلك، الإنسان هو من يحدد مصيره بنفسه، هذا إليك أنت، أنت من تتخذ قرارك وتحدد مصيرك ومستقبلك، أنت من تتخذ قرارك وتحدد مصيرك أن يكون في قعر جهنم، أنت بما تعمل بتحركك في الحياة بطبيعة موقفك من رسالة الله، من تعليماته، من توجيهاته من تحدد مستوى العذاب الذي تعذب به في نار الله في نار جهنم، فالإنسان هو من يحدد مصيره إما خيراً وإما شراً.