عواقب الإعراض عن القرآن الكريم.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
محاضره بعنوان (القران الكريم) 7رمضان 1433هجريه.
يقول سبحانه وتعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى}(طه:123) نتيجة عظيمة، سعادة، خير في الدنيا والآخرة، لا ضلال ولا ضياع ولا شقاء بل سعادة وهدى، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}(البقرة: 124-126) الشقاء في الدنيا والضياع، ضياع الحياة، ضياع العمر، ضياع بلا هدف ولا وجود قائم على حقائق وأشياء أساسية لها عواقب إيجابية، ضياع وخسارة شاملة، ومعيشة ضنك لا سعادة فيها، حتى من تتوفر لهم الإمكانيات المادية، حتى من لديهم الملايين والمليارات هم يعيشون الشقاء في أنفسهم حينما يكونون مبتعدين عن هدى الله ولا ينعمون بالسعادة لو ملكوا من الدنيا ما ملكوا ولو حازوا ما حازوا.
حساب وسؤال ويوم القيامة المعيار المعيار الأساس لنجاتك أو خسرانك هو هذا {أَتَتْكَ آيَاتُنَا} وإذا كان الإنسان أعرض في الدنيا، لم يتبع، لم يتمسك، لم يهتد فالنتيجة هي هذه تنسى من كل خير، هذه هي عواقب الإعراض عن القرآن الكريم، عواقب غياب توجيهاته وإرشاداته، المواقف التي يرسمها ويدعو إليها جلية في واقع أمتنا المسلمة اليوم ضعفاً سقوطاً تحت هيمنة أعدائها، شقاءً وعناءً في كل أمور الحياة، اختلافاً وتفرقاً وشتاتاً لا نضير له في العالم، خسارة كبيرة جداً، ولا بدائل.. ليس هناك شيء أرقى من القرآن فيُتبع، ولا أحسن منه فيُعتمد، ولا أحكم منه فيُتمسك به.
لا يوجد أي مبرر لابتعاد الأمة عن اتباع هذا الكتاب، لا يوجد أي مبرر {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}(الإسراء:88) لا يأتون بمثله لا في خطابه، لا في بلاغته، لا في مضامينه، لا في حكمته، لا في.. كل ما يتعلق به ما هو عليه من حق وهدى ونور وبصائر لا يأتون بمثله بأي شكل من أشكال المماثلة، لا يأتون بمثلة، لو تعاونوا بكلهم، لو اجتمعوا بأجمعهم وتضافرت كل جهودهم، إذاً لا بدائل.