الدرس السادس والعشرون من البرنامج الرمضاني.
- غاية اليهود من وراء صدهم عن سبيل الله
- حديث الفران الكريم عن اليهود
- تنصيب اعلام وهميين لصرفنا عن اعلام الهدى
يقول السيد حسين سلام الله عليه :-
هناك أشياء أخرى ذكر فيما يتعلق بوضع حلٍ للأمة إذا ما تبنته لا بد أن تقهر أعداءها تحت ولاية الله ورسوله, وقيادة عترة رسوله (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم)، دعا إلى الجهاد, دعا إلى الإنفاق في سبيل الله. تجد من الأشياء العجيبة في كتاب الله الحكيم يتحدث عن الإنفاق في سبيله، يتحدث عن الجهاد في سبيله في إطار الحديث عن بني إسرائيل, وما يعرضه من أخبار بني إسرائيل؛ ليقول لنا: أنتم بحاجة إلى أن تربوا أنفسكم, وتربوا الأجيال من بعدكم، إلى أن يحملوا روح الجهاد، روح العطاء، روح الإنفاق في سبيل الله، لا بد لكم أيها المسلمون أن تنفقوا في سبيل الله، أن تكونوا مجاهدين في سبيل الله, وإلا فلن تستطيعوا أن تقهروا هذه الطائفة.
من العجيب أيضاً أن تأتي الآيات التي تأمر الناس بالتوحد والاعتصام بحبل الله أيضاً في إطار الحديث عن بني إسرائيل، في [سورة آل عمران] الآية التي يقول الله سبحانه وتعالى فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران:102) جاءت بعد الحديث عن أهل الكتاب، وهذا من السر في أن ورد الحديث كثيراً عن أهل الكتاب في القرآن الكريم أنهم سيكونون هم الأعداء الحقيقيون, والمؤثرون, والخطرون على الأمة، قال عن أهل الكتاب: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تعْمَلُونَ}(آل عمران:99).
ماذا تعني هذه الآية أيها المسلمون؟ ماذا تعني هذه الآية؟ أن اليهود يصدون عن سبيل الله وهم يعرفون ما هو سبيل الله يعرفون أن الإسلام هو دين الله حقيقة، يعرفون حقيقة، إنما حسداً وكراهية كما عمل الشيطان، أليس الشيطان يعرف الله؟ أليس الشيطان يعرف الجنة ويعرف النار؟ أليس يعرف أن أمر الله له بالسجود لآدم حق؟ ويعرف أن عمل الملائكة في سجودهم لآدم طاعة لله؟ لكنه استكبر فتمرد رغم علمه، وهكذا يحصل من اليهود, ويحصل من الشيطان، ويحصل من كثير من البشر أن يصد عن الحق وهو يعرف الحق.
ثم عندما يتحدث عن اليهود أنهم يعملون، لا يتحدث عن أي طائفة يمكن أن لا يكون لها أي تأثير وإن اجتهدت؛ يتحدث عن اليهود أنهم خطيرون جداً، ولن يقدر على مواجهتهم إلا أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، لن يعرف فضح مخططاتهم وإحباط كيدهم، لن يعرف أن يقهرهم إلا أهل بيت رسول الله, وتحت قيادة أهل بيت رسول الله، والتاريخ يشهد على ذلك، والحاضر يشهد على ذلك.
قناة واحدة فضائية لحزب الله استطاعت أن تجعل إسرائيل تعترف بأن أخطر شيء عليها في هذه الدنيا هو القناة الفضائية لحزب الله، لحزب واحد يقودها واحد من أهل بيت رسول الله، من أولياء علي، وليس من أولياء الآخرين الذين انهزموا أمام يهود خيبر, ليس من أوليائهم, من أولياء علي.
وفعلا يصرخون وما قضية نيويورك, ولا قضية أسامة والأشياء هذه إلا محاولة من أعمال اليهود – الذين حكى الله عنهم أنهم يلبسون الحق بالباطل – أن يصنعوا للأمة, هذه الأمة التي قد لعبوا بعقولها لعبوا بأفكارها، لعبوا بتوجهاتها – يصنعون لها قدوات مزيفة، يوهمون المسلمين أن هؤلاء هم الخطيرون جداً علينا.
أسامة يشكل خطراً على أمريكا! أسامة وطالبان تصيح منهم أمريكا وهي تعرف، أمريكا تعرف أن أسامة لا يشكل أي خطر على أمريكا، اليهود يعرفون – ونحن نقطع – أن أمريكا واليهود يعرفون بأن أسامة وطالبان لا يشكلون أي خطورة حقيقية على أمريكا؛ لأنهم لا يحملون أي رؤية لهذه الأمة لتكون بمستوى المواجهة لأمريكا إطلاقاً؛ ولهذا عملوا على ترميزهم، عملوا على ترميز أسامة ليحل أسامة في ذهنية الأمة كخميني مزيف؛ لأنه برز خميني حقيقي، خميني حقيقي.
الإمام الخميني – رحمة الله عليه – أربكهم أذلهم قهرهم جعلهم يتيهون، حتى قال عنه الرئيس الأمريكي: [هذا رجل إلهي] قال عن الخميني رئيس أمريكا في أيامه: [هذا رجل إلهي]. عجزت أمريكا أن تعمل شيئاً معه، حتى عندما عملوا على اختطافه من منـزله تضاربت الطائرات التي أرسلوها لاختطافه في صحراء يسمونها صحراء طَبَس أو قبس في إيران.
فاتجه اليهود من جديد وهم يعرفون بأن أفكارنا تحت أيديهم وتحت تأثير إعلامهم وكتّابهم وتحت تأثير دعاتهم إلى أن يصنعوا للأمة – لا يتركونها تستقر يوم من الأيام – قدوات مزيفة، أعلام مزيفة، تصيح منهم أمريكا وهي تعرف أنهم لا يشكلون خطورة عليها؛ لتتجه أذهاننا نحوهم.
ماذا عملوا بطالبان؟ ماذا عملوا بأسامة في هذه الحرب؟ لقد عرف الغربيون وقال رئيس وزراء [اندنوسيا] وقال وزير إيراني – لا أعرفه بالتحديد – [أنه قد ظهر أنه ليست طالبان ولا أسامة هي المستهدف]. كانت حرب أضحوكة، كانت حرب عجيبة، طالبان يتوقع لها, يتوقع لطالبان أن تعود من جديد.
وأسامة بن لادن كان مرمّزاً من أيام [كارتر] من قبل، وكان الأمريكيون دائماً يرمزونه، وفي هذه الأيام في شهر شعبان رأيت في التلفزيون السعودي يقول: بأن مسئول سوداني, أو وزير سوداني قال: أن الرئيس كارتر رفض عرضاً بتسليم أسامة بن لادن، عرضوا عليه أن يسلموا أسامة فرفض. لا نريده, نريد أن يبقى نصنعه رمزاً لكم أيها الأغبياء المسلمون تتجهون نحو أسامة، وتنصرفون عن الحقيقيين الذين يحملون رؤية حقيقية، من يحملون رؤية صائبة ضد أمريكا وإسرائيل، من يحملون قوة نفسية، من يحملون رؤية قرآنية.
يتجهون بهم إلى رموز وهميين وخطر وهمي.. كما شدوا العرب في يوم من الأيام إلى صدام، فالتفوا نحوه وقالوا:[حارس البوابة الشرقية]، [وبطل الأمة العربية]، [وبطل القومية العربية]، وشدوهم سابقاً إلى جمال، وهكذا يلعبون بأفكار المسلمين، أحياناً ينصبون لنا علماً في مجال القومية للقوميين، وأحياناً متى ما رأوا توجهاً دينياً ينصبون لنا علماً وهمياً – بدقنته, بعمامته – باسم أنه يشكل خطورة على أمريكا، وأنه إنسان قوي، وأنه.. وأنه.. إلى آخره.
أسامة ماذا أصابه؟ إذا لم تكن المسألة استغناء عن طالبان وعن أسامة فأتوقع أن تعود طالبان من جديد وأن يعود أسامة من جديد، ولن يفرطوا في أسامة.
الأمريكيون عرفوا كيف يقتلون أحمد شاه مسعود، ويعرفون كيف يقتلون أعداءهم في أي بقعة، على مدى هذه السنوات الطويلة لم يعرفوا كيف يقتلون أسامة!. ماذا أصاب أسامة في هذه الحرب؟. لم يصبه شيء. من يدري ربما أن يكون أسامة في أي بلد من البلدان التي هي صديقة لأمريكا، من يدري قد يكون أسامة في فندق من الفنادق بتمويل أمريكي، من يدري!. أنا لا أستبعد كل هذا.
هذه من الأشياء الخطيرة جداً على المسلمين، أن اتجهوا إلى أن يصنعوا قدوات، قدوات. عندما وجدوا [حسن نصر الله] برز في هذه الفترة الأخيرة، وأصبحت قناة حزب الله تبث إلى بلدان أوروبا، وبرز كقائد قوي، وبرزت إسرائيل عاجزة أمام حزب الله وأمام صيحات حسن نصر الله، وبدأ صيته ينتشر في البلاد العربية بدأ الناس حتى في صنعاء يأخذوا الأقمار التي تستقبل قناة حزب الله الفضائية، وتأثروا بنصر الله. اليهود يعرفون من هم الذين يشكلون خطورة عليهم.
ليس في دقنته، ليس في تركعه، في رؤيته بالنهوض بهذه الأمة، كيف يمكن أن تتوقع ممن لا يرى الإسلام إلا دقنة وثوباً قصيراً و مسواكاً أن يجعل الأمة بمستوى المواجهة ضد اليهود وضد الغرب!!.
ممن يرى أن الله قد أنعم علينا أن جعل الغربيين والكفار يصنِّعون لنا ونحن نعبده ونسير في عبادته، وهم يصنعون لنا كل شيء! هل هذا يمكن أن يواجه الغرب؟.
الإمام الخميني عندما نهض برؤية صحيحة، وعرف بأن هذه الأمة أصبحت في صراعها مع اليهود في صراع حضاري، صراع حضارات, لم يعد صراعاً عسكرياً أصبح صراع أمة, صراع حضارة، قال: لا بد لهذه الأمة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي، لتعتمد على نفسها في مجال غذائها فتهتم بالزراعة تهتم بالتصنيع، في كل المجالات، تهتم بالتصنيع العسكري، تهتم بالتصنيع في مختلف الأشياء التي يحتاجها الناس لتكون بمستوى المواجهة، تهتم أن تنشئ جيلاً يعرف كيف ينظر إلى الغرب، يصيح بالعداء لأمريكا، بالعداء لإسرائيل يهتفون.
وهكذا كان الإيرانيون يهتفون بـ[الموت لأمريكا وبالموت لإسرائيل]، عرف كيف يجب أن تربى الأمة على نهج هذا الكتاب حتى تكون بمستوى المواجهة، فتحمل العداء، وتبني نفسها لتكون بمستوى المواجهة.