العلاقات الامريكية الصهيونية عبر التاريخ.
منذ الحرب العالمية الثانية، يعتبر الكيان الاسرائيلي من أكبر المتلقين للمساعدات العسكرية من أمريكا. ووفقاً لآخر تقرير رفعه الكونغرس الأمريكي، تبلغ نسبة المساعدات العسكرية التي يتلقاها الكيان الاسرائيلي حوالي 53 في المئة من المساعدات الخارجية لأمريكا. في حين تبلغ قيمة هذه المساعدات 3 مليار دولار سنوياً الا أنها تبلغ 1/5 من الميزانية الكاملة للكيان الاسرائيلي، ويصرف منها حوالي 74 في المئة من أجل شراء الأجهزة العسکرية من الشركات الأمريكية بينما يذهب الباقي أي 16 لشراء المعدات الحربية من شركات اسرائيلية مستقرة في الكيان الاسرائيلي.
وأصبح الكيان الإسرائيلي منذ عام 1948، من أكبر المتلقين للمساعدات العسكرية من الخارجية الأمريكية ما يصل مجموعه إلى 121 مليار دولار. هذا الدعم بدأ ب 100 مليون دولار فقط، وذلك لأن الدعم الرئيسي للكيان الاسرائيلي كان يأتي بشكل رئيسي من فرنسا. حيث عقدت أولى الصفقات العسكرية بين الطرفين بعد انتهاء الحربين اللتين دارتا بين العرب والكيان الاسرائيلي أواخر عام 1960 وأوائل عام 1970، وكانت الصفقة عبارة عن صواريخ ضد طائرات “هوك”. وخلال هذه الفترة تعهد الكونغرس الأمريكي بزيادة الدعم العسكري للكيان الاسرائيلي، حيث ارتفعت المساعدات الى حوالي 102 مليون دولار.
هذه المساعدات زادت بشكل كبير أيضا عندما أصبحت أمريكا الداعم الأساسي للكيان الاسرائيلي، وبعد معاهدة السلام التي وقعتها مصر والكيان الاسرائيلي في عام 1979 وشملت 21.3 مليار دولار لفترة أمدها عشر سنوات. وفي آب/ أغسطس 2007 عاد الإسرائيليون يطالبون بزيادة المساعدات وذلك بسبب انخراط الجيش الاسرائيلي في حروب في فلسطين ولبنان فارتفعت المساعدات الى 30 مليار دولار لمدة عشر سنوات أيضاً.
وكان التفاهم الأخير على الشكل التالي:
1- لا يستطيع الكيان الاسرائيلي التفاوض على زيادة المساعدات كل عام.
2- يحق للكيان الإسرائيلي استخدام التمويل من خلال التدفقات النقدية لشراء الأسلحة الأمريكية.
3- يسمح لأمريكا تمويل المشتريات المتعددة السنوات من خلال أقساط بدلاً من الاضطرار إلى دفع كامل المبلغ مقدماً.
4- بإمكان الكيان الاسرائيلي التفاوض على صفقات أسلحة كبيرة مع متعهدي التوريد للشؤون الدفاعية في أمريکا وتمويل هذه الصفقات عبر المساعدات المالية المستقبلية.
5- تسليم المساعدة الأمريكية المخصصة للكيان الاسرائيلي في أول ثلاثين يوماً من السنة المالية، خلافاً لمعظم متلقي المساعدات الآخرين.
وترافق هذا التفاهم مع اضافات تمويلية، حيث تجاوزت تمويل الكونغرس الأمريكي للكيان الاسرائيلي موازنة وزارة الدفاع الأمريكية بحوالي 1.9 مليار دولار وعلى سبيل المثال:
1- خصص مشروع قانون الإنفاق الشامل الذي تمت المصادقة عليه في كانون الأول/ديسمبر الماضي مبلغ 487 مليون دولار لبرامج الدفاع الصاروخي الثنائية.
2- في صيف عام 2014، استجاب الكونغرس لطلبات الکيان الإسرائيلي خلال “عملية الحافة الواقية” من خلال المصادقة على تمويل طارئ لنظام “القبة الحديدية” قيمته 225 مليون دولار.
3- تخصص الميزانية المالية لـ “وكالة الدفاع الصاروخي” الأمريكي للعام المالي 2017 مبلغ 540 مليون دولار سنوياً لبرامج تعاونية إسرائيلية لكل عام من الأعوام الخمسة المقبلة.
وهنا نستعرض بعض احصائيات للدعم الأمريكي المباشر للكيان الاسرائيلي والذي من الواضح أنه قد استقر في الأعوام الأخيرة على 3.3 مليار دولار
لا يقتصر دعم الكيان الاسرائيلي على الحكومة الأمريكية فقط، حيث هناك دعم من نوع آخر، من شخصيات يهودية تتبوأ مراكز عليا في أمريكا، بعضهم أصحاب بنوك وشركات ومستشفيات وغيرهم حيث تشير الاحصاءات الأمريكية إلى أن قيمة دعم اليهود في أمريكا وأوروبا للكيان الاسرائيلي تصل الى مليار دولار سنوياً، ونلاحظ كيف يزيد هذا الدعم من سنة الى سنة.
وتفيد بعض التقارير أن الکيان الإسرائيلي يطلب 5 مليارات دولار سنوياً على مدى السنوات العشر القادمة، في حين يقوم الموقف الأمريکي على اعتماد مبلغ يتراوح ما بين 3.4 و 4 مليار دولار سنوياً. ووفقاً لوجهة نظر الکيان الإسرائيلي، فإن مبلغ 3.4 مليار دولار يمثل في الواقع انخفاضاً في المساعدات، لأن مذكرة التفاهم من عام 2007 كانت ستبلغ 3.6 مليار دولار سنوياً إذا تم أخذ إطار التضخم في عين الاعتبار.
من وجهة نظر أخرى، للدعم الأمريكي وجوه متعددة، فمثلاً تدفع أمريكا 500 دولار شهرياً لليهود المقيمين في الكيان الاسرائيلي، وهذا المبلغ يختلف ما بين يهود أمريكا وأورويا وأفريقيا وغيرها من اليهود الذين جاء ليستوطنوا في فلسطين المحتلة. أيضاً تأتي مساعدات على شكل دعم من جمعيات خيرية ليست محسوبة من ضمن الموازنة الأمريكية.
اذا بناءاً على ما تقدم يستمر الدعم الأمريكي للكيان الاسرائيلي وذلك من أجل تنفيذ الخطط المشتركة فيما بينهما، وهي تفكيك العالم العربي والأمة الاسلامية لكي يبقى الكيان الاسرائيلي القوة الوحيدة في الشرق الأوسط، ولكن على الطرف الآخر ورغم الأضرار التي حلت جزئياً بمحور المقاومة والممانعة بضرب سوريا الا أنه يقف في وجه الخطط الأمريكية الاسرائيلية ويفشلها يوما بعد يوم.