موسم التطبيع والتطويع. هذا العام إجباري؟! بقلم/ صادق البهكلي.
هل أصبحت مسألة الانتماء و الهوية العربية مجرد سلعة يتاجر بها في أقبية أجهزة الموساد لتبرير الحروب التي تحرق المنطقة و تطال كل صوت حر لا زال يعتبر القضية الفلسطينية قضيته المركزية ولازال الكيان الصهيوني في عقيدته مجرد كيان غاصب يجب أن يزول؟
و هل ما تشهده سوريا و العراق و اليمن و لبنان هو نتاج مقايضة عروش الممالك المتهاوية مقابل التصدي لصوت المقاومة وحاضنتها الاجتماعية و القضاء على اي مشروع عربي و اسلامي تحرري، استقلالي يوجه بوصلة اهتماماته نحو الأقصى الشريف ومظلومية الشعب الفلسطيني.. بإسم العروبة و الدفاع عنها؟
على ما يبدو واستناداً لمعطيات الواقع أننا سنشاهد يوماً ما— نتانياهو — يخطب في الجامعة العربية وحاخاماً يعتلي منبر الأزهر ليتحدث عن يهوديته السمحة!..
فمنذ بداية العدوان على اليمن الذي اتخذ شكلاً وواجهة عربية وانطلاقاً من مبررات أثبت الشعب اليمني بصموده زيفها و في مقدمتها الدفاع عن العروبة و حمايتها من المد الفارسي المزعوم و اذا نحن في الاخير و بعد عام و نصف نشاهد ما لم يكن يتخيله احد عندما نجد هرولة غير مسبوقة للانظمة المتحالفة في الحرب على اليمن باتجاه تل أبيب بدأً من النظام التركي ثم الأنظمة الخليجية و اغلب الأنظمة العربية و البقية في الطريق ..
ما يميز موسم التطبيع هذا العام انه لم يعد على ما يبدو مجرد تطبيع روتيني بل امتد إلى طلب بعض الأنظمة الخليجية و في المقدمة نظام آل سعود من تل أبيب حمايتها من عدو مشترك كما يزعمون و ثانياً و بعد أن اضطر الكيان السعودي الخروج من دائرة التطبيع السري نحو التطبيع العلني فإنه اتجه نحو فرض ضغوطات ترهيب و ترغيب على بقية الأنظمة العربية باتجاه التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني و اقامة العلاقات المحرمة على أشلاء أطفال و نساء فلسطين.
سيفرض نتانياهو سلاماً من عنده و سيكون على الأنظمة العربية التي أصبح اغلبها خصوصا الملكية منها عبداً طيعاً لرغبات الصهيونية و مشاريعها ومن لا يقبل ما سيقدمه نتانياهو فإن التهمة بالتحالف مع إيران جاهزة و ستتكفل السعودية و من معها مهمة التصدي له كما تفعل في اليمن و سوريا و العراق و ما على الشعوب العربية إلا تحمل مسؤوليتها فهي بين خيارين لا مناص منهما أما رفض مشروع صهينة الأمة وتطويعها تحت أقدام اليهود أو الموت تحت سياطهم فاليهودي لن يقبل بك ما لم تكن عبداً لرغباته و حينها لا كرامة و لا شرف و على الاسلام السلام..