العبره من قصة غزوة احد.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدرالدين الحوثي.
دروس من غزوة احد صـ5.
قصة [أحد] نأخذ منها عبراً؛ لأن الله خلدها، وعندما خلد هذه القصة؛ لأن الأمة بحاجة إليها في كل مراحل حياتها، والقرآن ليس كتاباً تاريخياً، أو كتاب قصص، يخلد القضية؛ لأنها مُهمة، وموطن العبرة فيها هي المخالفة، والمخالفة التي قد نقول: أولئك لا يأثمون، إذا جئنا على قواعدنا، أنهم يأثمون أو لا يأثمون، متأولين، ألم يقولوا هكذا: التأويل ينهي الإثم ونحوه؟ لم ينطلقوا بجرأة، لكنهم عصوا، أنت عصيت أمراً، الأمر هذا لا تنطلق تتأول في مواجهته أبداً، وهذا هو ما دار حوله القرآن الكريم: التأكيد على أن لا يفسح المجال أبداً للتأويلات، والتصنيفات، والتقديرات، وربما .. ولعل كذا، والغاية واحدة، وعبارات من هذه .. التزم، التزم، وهكذا كانت روحية الإمام علي (عليه السلام) روحية الالتزام المطلق لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
ولأن من يلتزمون هذا الالتزام هم من يحصلون على الكمال المكتوب لمن دانوا بهذا الدين العظيم؛ لأن الإسلام دين تكامل، دين تكامل للبشر، فمن التزم به، من سلَّم روحيته له، وأطاع الله، وأطاع رسوله الطاعة المطلقة، يحصل على العلم، يحصل على الكمال المقدر له، لكن من ينطلقون وراء التصنيفات والتأويلات هم من يجنون على الأمة، ما ضربنا من ذلك اليوم إلى الآن إلا من التأويلات هذه.