في ميدان المواجهة مع اعداء الله لابد من توحيد الصف والكلمه.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس الثاني من سورة ال عمران صـ13.
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً} يؤكد، عبارة: {وَاعْتَصِمُوا} فيها [واو الجماعة] الذي يوحي باعتصام الجميع، ثم {جميعاً} تأكيد من جديد، {وَلا تَفَرَّقُوا} تأكيد من جديد بالنهي عن التفرق، ثلاث عبارات توحي بأهمية وحدة المسلمين، وحدة أي أمة تتحرك في مواجهة أعداء الله، وحدة تقوم على أساس الإعتصام بحبله، اعتصام جماعي بحبله.
{وَاعْتَصِمُوا} [واو الجماعة] يفيد اعتصام جماعي {بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} أليست هذه ثلاث عبارات؟. هذا التأكيد من قبل الله سبحانه وتعالى يوحي بل يدل بما لا غبار عليه أن هذه القضية لا بد منها لأي أمة في أن يتحقق لها الإعتصام بحبل الله؛ فتكون في مستوى أن يسود فيها دين الله، في مستوى أن تواجه أعداء الله، لابد أن تكون متوحدة. ونحن نلمس آثار التفرق في حياتنا، كيف تضيع كثير من قيم الدين في حياتنا، ليس شيء من أسباب ضياعها إلا تفرقنا، تسود قيم فاسدة، يسود ضلال، يسود ظلم، تحدث ظواهر كثيرة من الفساد والظلم، وليس هناك سبب صريح في سيادتها في أوساط المجتمع إلا تفرقنا، أليس هذا واردا وحاصلا؟.
متى ما تفرقت قرية واحدة أمكن أن يظهر فيها فساد، وينتشر حتى يصل كل بيت فيها، توحد الكلمة لا بد منه في ميدان مواجهة أعداء الله، لابد منه في تطبيق دين الله في المجتمع، لابد منه في أن تبرز أنت كفرد ملتزما بدين الله، متى ما حصلت فرقة في الأمة ما الذي سيحصل؟ ستكون النتيجة أنه هذا فاسد، وهذا مقصر، الجميع عند الله ماذا؟. يستوجبون غضبه، الجميع عند الله عاصين. من الذي يتصور أن يكون هناك مجتمعاً متفرقاً يمكن أن يكون متقياً لله كامل التقوى، لا يحصل هذا. أنت أقل أحوالك إذا لم تكن أنت فاسد في حد ذاتك فأنت عنصر مساعد على الفساد أن ينتشر في مجتمعك لماذا؟ لسكوتي، لتقصيري، لإهمالي، لانزوائي بمفردي.