عندما يتحرك الناس على أساس هدى الله ومن اجل القضية التي حوربوا من اجلها يكون النصر حليفهم.
بصائر من نور القياده.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
محاضره بعنوان الذين ان مكناهم في الأرض 1432هـ
{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} وهذا وعد مؤكد، وعد مؤكد من الله سبحانه وتعالى.
حينما تكون القضية التي يتحرك من أجلها المؤمنون وهم ملتزمون بالإيمان يتحركون على أساس هذا الإيمان، على أساس هدى الله سبحانه وتعالى، وقضيتهم التي حُوربوا من أجلها وحَاربوا من أجلها، عاداهم الطاغوت من أجلها وهم كانوا معادين للطاغوت من أجلها هي قضية الله، دينه، كلمته أن تكون هي العليا، هداه أن يكون هو السائد والمتبع.
فالله سبحانه وتعالى هكذا تكفل، هكذا وعد وعداً قاطعاً مؤكداً لا ريب فيه أبداً {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} قوي، والآخرون هم الأضعف أمام الله، القوة لله جميعاً وهو ملك السموات والأرض، والمهيمن على كل شيء، والقاهر على كل شيء، وهو عزيز من عزته أن ينصر أولياءه، أن ينصر جنوده.
ثم عقب ذلك يقول سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} هنا – أيها الإخوة الأعزاء – تحدث بعد النصر عن التمكين، من توابع النصر الإلهي ومن توابع التأييد الإلهي للمؤمنين الذين يسعى العدو إلى إخراجهم من الأرض إلى استفزازهم من الأرض إلى طردهم من كل مكان، هؤلاء يُراد لهم من الله سبحانه وتعالى أن يمكنهم في الأرض، وحين يتمكنون بإيمانهم، حينما يتمكنون بقيم الإيمان، بأسس الإيمان، بأخلاق الإسلام، بتعاليم القرآن تكون نتيجة تمكينهم هذه النتيجة، هذه النتيجة، يجعلون من الأرض التي يُمكنون فيها ساحة للخير، ساحة للعدل، ساحة للحق، ساحة للمعروف، لا يقبلون فيها بأن تكون ساحة للمنكر، فهم أهل المعروف، يدفعون بالكل إلى التوجه إلى الله سبحانه وتعالى، توجههم هم إلى الله سبحانه وتعالى توجه واضح وبيِّن في كل المجالات، في كل الاتجاهات, العبادة البدنية وجانب الإنفاق وجانب المال والجوانب الأخرى جوانب المسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.