صعدة عطاءُ رغم الجراح. بقلم/ علي الشرفي.
على الرغم من كونها منكوبة منذ أكثر من عام ، وتعيش لحظات قصف جوي ومدفعي وصاروخي هستيري متواصل ودمرت جميع بناها التحتية ومنشآتها الحيوية واستشهد وجرح فيها الآلاف من النساء والأطفال والرجال ولازال العدوان يتربص بها بين الفينة والأخرى عله يجد منشأة خفيت عليه طيلة أكثر من 500 يوم من الإجرام والتوحش السعودي الأمريكي الصهيوني إلا أن محافظة صعدة الصمود بأبنائها رجالاً ونساءاً كباراً وصغاراً لم ينحنِ لهم ظهر خوفاً أو ضعة إلا من جبار السموات والأرض .
صعدة التي كانت ولازالت تتصدر عناوين الأخبار في الصمود والتحدي وفي القصف والدمار وفي الكرم والعطاء وفي التضحية والاستبسال بقيت هي محتفظة بذلك الرصيد من السبق كله فلا شموخ إلا شموخ جبالها ولا عنفوان إلا عنفوان أهلها ولا صبر إلا تجد مصدره في أبنائها وأهاليها ، وبالتزامن مع اعلانها منطقة منكوبة فقد أعلنها العدوان بكل مديرياتها الخمسة عشر منطقة عسكرية يقصف من يتحرك فيها ويُستهدف من يطئ ترابها ..
حينما تدقق في أرشيف يوميات العدوان ويوميات الجهاد المقدس ضده من بدايته وحتى الآن ستجد صعدة حاضرة في كل صعيد فلا يخلوا يوم إلا ولها مشهدة فيه إن في القصف الوحشي والدمار أو في الدفاع والتضحية والصمود ، ما جعل منها مهوى الأفئدة وما يشار إليها بالبنان وباللسان حينما يحضر الحديث عن العزة والكرامة وعن التضحية والاستبسال وعن العطاء والكرم .
إنها فعلاً تنزف بعيداً عن الأعين وتقدم صورة ناصعة عن الإنسان اليمني الأصيل الذي يتجلد ويصبر رغم كل الظروف في سبيل أن لا يستعبده المستكبرون والمجرمون والطغاة ، باذلاً نفسه قبل المال ومسارعاً ملبياً لنداء النفير لا يعرف كلل أو ملل مستشعراً للمسؤولية الكبرى ومقدراً للمقامات التأريخية التي لا يكون فيها سوى خياران ، العزة والكرامة أو الاستعباد والهوان .
وحينما يعود العدوان مراراً وتكراراً لقصف ما قصفه في السابق مرات عديدة فإنما من باب الحقد الذي يملئ صدر النظام السعودي وأسياده الأمريكان ومن تحالف معهم من فراعنة الغرب والعرب على اليمن أرضاً وإنسان، وبهذا الصمود الذي نراه ماثلاً في وجوه اليمنيين الأباة لن يحصد العدوان الهمجي البربري سوى مزيداً من الخسائر واللعنات التي ستطارده مدى الحياة ، وستبقى صعدة هي قبلة الثوار والأحرار لكل مرحلة وجيل .