مساعي امريكية لمسح السخط واعادة ادواتها الى الداخل. بقلم/ اسامه ساري.
مساع حثيثة هذه اليومين للمبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ للتحضير لجولة جديدة من المفاوضات في ضوء المقترحات الامريكية البريطانية التي قدمت في جدة…
اذن امريكا وضعت نفسها في الواجهة سياسيا كوسيط رغم انها عدو أول..
وهذا يدلل على حرص امريكي مسبق على انجاح اي مفاوضات قادمة .. لمعرفة امريكا ان فشل هذه المفاوضات يلحق بشخصيتها في المنطقة المزيد من الضعف والهزالة وهذا لن يعجبها..
وهذا التحرك يأتي في ظل يقين اليمنيين ان أمريكا وبريطانيا هما من تقودان هذا العدوان الاجرامي على وطننا وشعبنا.. وتقفان وراء ما يرتكبه طيران العدوان من جرائم..
لذا هذه التحركات الجديدة يبدو من خلالها ان امريكا تتجه الى تمرير مشروع اعادة تجميل صورتها ولو خرجت بأقل المكاسب..
اليهود اذكياء ويدرسون الميدان ويقرأون النتائج… وهم يدركون جيدا عبثية عدوانهم هذا على اليمن وانه لن يحقق لهم هدفا بقدر ما يحقق في المقابل اهداف كبيرة لليمن كوطن وشعب لمسيرة قرآنية فكرها ومشروعها الثقافي المتحرك على هدى الله وبشكل يعطي هذه المسيرة دفعة عملاقة الى الامام ولربما تحترق مراحل زمنية عدة لانتقال مشروع المسيرة القرآنية الى حواضن مجتمعية جديدة في المنطقة العربية عامة ودول الخليج خاصة..
فالهزائم التي تتعرض لها السعودية وما يلحق بجيشها وقواتها من تنكيل وخزي بسلاح جيش اليمن ولجانه الشعبية كان شفاء لصدور ملايين المسلمين الذين يبغضون السعودية ومشاريعها القبيحة العدوانية التي افسدت الوطن العربي واستبحات حرمات الشعوب وقدمتها للمشروع الامريكي الاسرائيلي على طبق من ذهب… وهذا حقق للمسيرة القرآنية مكاسب كبيرة جدا ..وشكل لها نقطة تفوق هائلة في هذا الصراع العالمي الثنائي بين الحق والباطل..
لذا تدرك امريكا حجم خسارتها سابقا وما ستخسره لاحقا ربما في غضون عامين بالكثير … فقد ضربت جميع مشاريعها التي حشدت لها والطاقات طيلة اكثر من سبعين عاما لتفرض هيمنتها كقوة واحدة على شعوب المنطقة ..
وللحد من هذه الخسائر والنزيف لمشاريعها البغيضة ها هي تتحرك لتحاول تحقيق هدفين هامين ..
الهدف الأول: تأطير مشروع المسيرة القرآنية جغرافيا واعاقته عن الخروج من اليمن الى شعوب المنطقة..
وهذا لا يتأتى للامريكيين سوى بإعادة ادواتهم القذرة الى الداخل ولو بأقل المكاسب.. فهذه الادوات مثل هادي وبن دغر وعلي محسن وغيرهم وجودهم بالداخل السبيل الوحيد امام امريكا _ وفق تفكيرها _ لخلق عراقيل كبيرة امام مشروع المسيرة القرآنية واستنزاف طاقاته وقوته في جبهات صراع مفتوحة داخل اليمن .. معززة بنشاط ثقافي واجتماعي وشغل استخباراتي للاستقطاب و تمزيق اللحمة ..بهدف اضعاف المسيرة القرآنية واعاقة حركتها ولو لعدة سنوات قادمة بما يتيح للامريكي اعادة ترتيب اوراقه.. ولربما في سبيل ذلك تقبل امريكا من خلال المفاوضين نيابة عنها وعن دول العدوان ان يتم وضع خطة عسكرية تسبق الخطة السياسية لمواجهة ما يسمى بالقاعدة وداعش . لكنها ستحرص لاحقا من خلال ادواتها بالداخل الى تطويل التنفيذ وربما ايضا دفع ادواتها الممثلة بالقاعدة وداعش الى العمل الصامت والمتخفي والذوبان في اوساط المجتمع حتى يتمكنوا ويتغلغلوا و يعيدون تشكيل خلاياهم النائمة والانتشار الواسع في مناطق اكثر من السابق قبل معاودة التحرك وتنفيذ عملياتهم الاجرامية المزعزعة لأمن واستقرار الداخل..
اما الهدف الثاني وهو الاكثر خطورة فيتمثل في سعي امريكا الى ان تمسح من ذهنية المواطن اليمني انها هي العدو الذي قتله ودمر بلده واستباح حرماته..
ولربما اذا نجحت في اقناع الاطراف بالدخول في هذه المفاوضات ان تعمل على تحريك الركود وخلق استجابة لدى دول العدوان ومنافقيهم .. للقبول بأي شروط يفرضها انصارالله وحلفاؤهم ولو حتى بالقبول بتعديل بعض بنود المبادرة الامريكية سيما الجانب منها الذي يلمح الى الاقاليم سعيا من أمريكا لإنجاح هذه المفاوضات تحقيقا لألق اعلامي كبير سيصاحب ذلك لتكون أمريكا في الذهنية العامة محليا وخارجيا هي صاحب الفضل في وقف العداون على اليمن من خلال مبادرة وزير خارجيتها جون كيري.. وذلك الوعي الزائف لربما يحل بدلا عن السخط الذي كبر في نفوس اليمنيين والشعوب العربية وتحديدا الفئات المجتمعية التي لا تمتلك حصانة ثقافية قرآنية امام هذا الخداع والتضليل اليهودي الامريكي.