من اساسيات عقائدنا اننا نتولى علياً ونعادي من عاداه وننصر من نصر.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
امر الولاية صـ1.
عيد مبارك، وكل عام وأنتم بخير.
إنها أعياد مباركة، عيد الأضحى، وعيد الغدير، أعياد إسلامية، أعياد لها قيمتها، ولها أثرها في النفوس، وفي حياة الناس لو كانت تُحيا بالشكل الصحيح.
إنها الأعياد الإسلامية التي هي تعتبر بمثابة فرح بنصر الله، فرح بنعمة الله، حديث عن نعمة الله سبحانه وتعالى، وذكر لفضله على عباده.
إن الأعياد كثيرة تمر على هذه الأمة، أعياد كثيرة، أعياد وطنية، كل بلد من البلدان العربية وغيرها له يوم وطني، وأحياناً تزدحم الأعياد، أحياناً في بعض البلدان – كما هو الحال في بلادنا – زحمة أعياد! لكننا نلاحظ أنه في كل عام تمر تلك الأعياد والأمة تهبط إلى الأسفل، إلى الأسفل! أعياد لا قيمة لها.
إن العيد الذي هو عيد هو العيد الذي هو فَرَح بنعمة من نعم الله، الذي هو ذكر لله، كعيد الأضحى المبارك، كعيد الفطر، كعيد الغدير. {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ} (يونس58).
كم تستعرض الحكومات في الأيام الوطنية! والأعياد الوطنية، تستعرض القوات المسلحة، وتستعرض أنواع كثيرة من الأسلحة، ولكننا نجد أنه لا أثر لتلك الأعياد في نفوس الناس، ولا أثر لتلك الأسلحة في رفع معنويات الناس، ونجد الهزائم تتتابع على هذه الأمة كل عام، بل كل شهر، كما هو الحال في هذه السنة التي رأينا الأحداث العجيبة فيها.
أيها الإخوة: نحن نحتفل في كل سنة بيوم الغدير، وهي عادة جرينا عليها، وسار عليها أسلافنا جيلاً بعد جيل؛ لأهمية إحياء هذه المناسبة، أولاً: أنها نصر لله تعالى، وثانياً: نصر لرسوله، ودفاع عن مقام رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وثالثاً: نصر للإمام علي (عليه السلام).
إن يوم الغدير الذي جمع فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أكثر من مائة ألف من الحجاج، وصعد فوق أقتاب الإبل؛ ليرفع يده ويد علي؛ ليقول للجميع: ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه)) بعد خطبة طويلة، يقرر فيها الأمة على أنه قد أكمل البلاغ لها.
فعل ذلك في مثل هذا اليوم، بعد أن نزلت تلك الآية بلهجتها الساخنة: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة67).
فنحن عندما نحيي هذه الذكرى؛ لأن هناك – وكما قلنا أكثر من مرة – وكل من يراقب الأحداث منكم، وكل من يراقب ما يعمله حتى من يسمون أنفسهم دعاة للإسلام، هل يتحدثون عن هذه الحادثة؟ ما أكثر الجامعات الإسلامية، ما أكثر المراكز الإسلامية، ما أكثر الدعاة بذقونهم الطويلة، وثيابهم القصيرة، ما أكثر من يتحدثون باسم الإسلام، وخدمة السنة!. هل سمعتموهم مرة من المرات يتحدثون عن يوم الغدير؟ لا.
إن يوم الغدير هم يشهدون بأنه حادثة لا شك فيها، قضية متواترة، قضية مسلَّمة، لا أحد يشك من المسلمين بأنها حدثت، وفي أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) قال في ذلك اليوم على مرأى ومسمع من الحجاج الذين حجوا معه في تلك السنة: ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)).
دعاة سنة رسول الله! أليس هذا من السنة؟ من يتشدقون دائماً بأنهم أنصار للسنة، ودعاة للسنة، نقول لهم: هناك حديثان مهمَّان، يرتبط بهما مصير الأمة، مستقبل الأمة، لا تتحدثون عنهما، وهما من الأحاديث، الصحيحة، المتواترة، التي لا شك فيها، في مراجعكم الحديثية، لا تتحدثون عنها! ونحن نراكم تتحدثون عن أحاديث ضعيفة وباطلة، تتحدثون عنها كثيراً.
هل هذا هو أسلوب من يسمون أنفسهم أهل السنة؟ أو أنصاراً للسنة؟ لا، إن أنصار السنة هم من ينصرون رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ويقفون مواقفه، ويعملون على أن يمتد بلاغه في الأمة جيلاً بعد جيل، كما نحن في هذا اليوم بإذن الله وبمشيئة الله نقول أننا نبلغ عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
كلنا جميعاً، وكل واحد منكم يحضر هذا المقام إنه بلا شك، وبمشيئة الله يكون مبلغاً عن رسول الله ما بلغه في يوم الغدير، ويدخل ضمن دعوة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما قال في علي: ((اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)).
إننا نتولى علياً، ونعادي من عادى علياً، وننصر علياً، ونخذل من خذل علياً. أليست هذه عقيدتنا؟ وما نعمله في هذا اليوم هو إعلان لذلك؛ لندخل ضمن دعوة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).