حاول ان ترسخ في نفسك دائماً حالة التنزيه لله حتى لا تتزلزل مع الشدائد.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
معنى التسبيح صـ3.
حاول أن ترسخ في نفسك دائماً التنزيه لله، وإذا لمست بأنك لا تزال في وضعية قد تتعرض فيها لارتياب فاعلم بأنك لا تزال مهيئاً لنفسك أن تكون ضحية للضلال في أي وقت .. فيقولون لك: قال رسول الله كذا، وكان السلف الصالح كذا، وقال الصحابي الفلاني كذا، وكان كذا, والمفسر الفلاني قال كذا ….. ويهذفوا عليك حتى تعتقد عقيدة باطلة هي كفر بنزاهة الله، كفر بقدسية الله، فتؤمن بها على أنها من دين الله، أليس هذا هو من الضلال؟.
الله يريد منا أن نتعبد له بقدسيته, بنزاهته، فنأتي لنتعبده بماذا؟ بالنقص، نتعبد له بنسبة الفواحش إليه، نتعبد له بالسوء، أليس هذا من الباطل؟ الباطل الذي يعتبر باطل مضحك [وشر البلية ما تضحك].
نجد كذلك التسبيح مما أًمر به أولياء الله، والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يقول الله له: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} (الطور:48 – 49).
وحتى في حالة الشدة كما حدث لنبي الله يونس وهو في بطن الحوت ماذا قال؟ {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ} (الأنبياء: من الآية87) ألم يقل سبحانك؟ أنزهك {إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء: من الآية87) فأن تكون أنت مؤمن بهذه القاعدة بشكلٍ واعٍ، وفي كل الحالات؛ لأنها قاعدة إيمانية في كل الظروف لا يمكن لحظة واحدة من لحظات حياتك تقول فيها: أما هذه ما تنزه فيها .. أما هذه ما تنزه فيها .. لا يصح إطلاقاً. في كل الظروف في كل الحالات, في كل الشدائد, في حالة الشدة والرخاء, وحالة السراء والضراء، لا بد أن تكون قاعدة لديك ثابتة.