سبط النور مدرسة.للشاعر/ إبراهيم حسين حميد الدين.
مزجتُ دموع حزني بالدماء
لما لاقى الحسين من البلاء
حُسَين من أُبِيحَ دماً بشهر الـ
محرم من جُيُوشِ الأدعياءِ
ولم يَرْعَ الطُغاةُ له مَقَاماً
ولا قُربْى لخير الأنبياءِ
قلوبٌ شابَهتْ في بغيها للـ
ـيهودِ بقتلها للأولياءِ
لمن قتلوا جُمُوعَ الأنبياء
بلا حَقٍ يُرى غيرَ العداءِ
فمأساةُ الطفوفِ دَليلُ بُعدٍ
عن القرآن مِنْهاجِ الضياءِ
نَتَاجُ تآمُرٍ مِن بَعْدِ طه
على الكرارِ خير الأوصياءِ
بها سِبْطُ النبي غدا شهيداً
وآل البيتِ سِيقوا كالإماءِ
مُقطّعُ في الفلاةِ صريعُ أرضٍ
سليبٌ للعمامةِ والرِداءِ
تروحُ وتغْتدي خيلُ العِداةِ
على الجسد المضرّج بالدماءِ
ويُرفعُ رأسُهُ مِن بَعْدِ حَزٍ
له فوقَ الأسنةِ للهواءِ
يُطَافُ بهِ ويُحملُ نحو قصرِ الـ
لعين يزيدِ في طسْتٍ كماءِ
ويُهدى لليزيد رجاءَ جاهٍ
مُقَابل ذاك أو بَعْضَ العطاءِ
كيحيى صَارَ إِذ أهدوه رأسْاً
إلى ذات الخساسة والبغاءِ
نبيٌّ طاهرٌ من ذا كيحيى
صفيِّ الله خيرِ الأَصفياءِ
ألا تباً لِمن شهروا سيوفاً
عليه لدى التجمّع واللقاءِ
وسلُّوها مِن الأغمادِ بغياً
على الطُهْرِ المجَللِ بالكساءِ
أذاكَ جزاءُ أحمد أن يُلاقي
بنوه بعدُ أصنافَ البَلاءِ
لقاتِلهِ يكونُ غداً خصيماً
رَسُولُ الله في يوم الجزاءِ
لدى حشر العبادِ غداً ينادي
بِلَعْنِ ظلومِهِ عند النِداءِ
حسينٌ مَن بَكَت حُزناً عليه
(سِلامٌ) قبْلَ أفلاكِ السماء
حُسَينٌ آخرُ الأَسباطِ مَنْ ذَا
كمثلِ السِبط في حمل اللواءِ
سيحمي شرعة الهادي ويَهْدي
جميعَ الخلْقِ للنهجِ السَواءِ
لأجل الدينِ قَام وذَادَ عنه
بحدِّ السيف أرباب الشقاءِ
بلا أشَرٍ وكِبْرٍ ثارَ يرجو
صَلاَحَ الوضعِ مِن بعدِ انكفاءِ
أرادَ لأمةِ الإسلامِ عَيشاً
تعِزُ بِهِ وتنعم بالرَّخاءِ
ومِن سَوطِ العَذَابِ وكلِّ سجنٍ
لها تحريرُها بَعْدَ اكتواءِ
ولكن قابلوه بِكُلِّ لُؤْمٍ
فعاشوا في المذلةِ والعَنَاءِ
وأضحوا تحت وطأةِ كل طاغٍ
جزاءَ فعالِهم قَبْلَ الجزاء
فَسِبطُ النور مَدْرسةٌ لديه
فُنُونٌ في البطولةِ والفداءِ
تَعَلَّم مِنْه أحرارٌ فخاضوا
غمارَ العز في ألقِ الإباءِ
وثاروا في وجوه ذوي فسادٍ
وكُلِّ قوى العمالة والعداءِ