الإندبندنت البريطانية: لماذا يتعمد العدوان السعودي استهداف القطاع الزراعي ومزارع الأبقار والدواجن في اليمن.
اشارت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية في مقال نشرته بتاريخ 23 أكتوبر/تشرين الأول 2016 للكاتب البريطاني روبرت فيسك Robert Fisk، الى أن السعودية تستهدف بشكل متعمد القطاع الزراعي ومزارع الأبقار والدواجن والنحل في اليمن، وكل البنية التحتية، وأن ذلك التعمد الممنهج يكمن في الهدف المؤجل للسعوديين وحلفائهم في ترك اليمنيين يواجهون الجوع عندما تنتهي الحرب ويضطرون للاعتماد على الأغذية المستوردة التي ستأتي دون شك من دول الخليج التي تقوم بقصفهم يومياً.
وفي التفاصيل أشار للكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقالة بعنوان “المملكة العربية السعودية تستهدف عمدا المزارع والصناعة الزراعية الفقيرة في اليمن ” الى أن حرب اليمن تجمع معاً بشكل فريد ما بين المأساة والنفاق والمهزلة، فالضحايا نحو 10 آلاف بينهم 4 آلاف من المدنيين، ثم يعمل مستشارون بريطانيون وأمريكيون في مساعدة السعودية على قصف الجنائز والأسواق وأماكن أخرى يعتبرها هؤلاء أهدافاً عسكرية.
وأضاف بالقول : ثم تأتي التكاليف السعودية بأكثر من 250 مليون دولار شهرياً على تلك الحرب، وفي المقابل لا تدفع الديون المستحقة لشركات الإنشاءات وفقا لبنك ستاندرد تشارترد ، موضحاً بأن النظام السعودي يصر على مواصلة قصفه اليمن رغم التكاليف الباهظة التي يتكبدها، ورغم العجز المالي الذي تعاني منه السعودية حالياً.
ولفت «فيسك» إلى أن طيران النظام السعودي لم يستثن حتى الحيوانات، فهو يستهدف المزارع اليمنية بما تحويه من أبقار ومواش ليترك المزارعين دون أي مصدر للرزق، فيما وصف ذلك بأنها كوميدية سعودية ساخرة قاتمة.
وذكر «فيسك» في مقالة أن المأساة تكمن أيضاً في قصف السعودية للأبقار والمزارع والذرة التي يمكن استخدامها للحصول على الخبز أو علف الحيوانات الماشية، فضلاً عن قصف منشآت زراعية أخرى كثيرة.
وأوضح «فيسك» أنه في الواقع هناك أدلة متزايدة وقوية على أن السعوديين وحلفاؤهم “الائتلاف” ، ومن بينهم “المستشارين” البريطانية البشعين ، لا تقصف المدنيين فحسب في اليمن، بل يستهدفون عمداً بشكل ممنهج القطاع الزراعي الصغير في اليمن الفقير وذلك ضمن حملة التي في حال نجاحها يترك الشعب اليمني في مرحلة ما بعد الحرب جائعاً ومعتمداً على الواردات الغذائية بشكل كلي من دول الخليج التي يقصفونه حاليا والخارج من أجل البقاء
مشيراً إلى أن الناجين من القصف السعودي المتواصل على اليمن سيواجهون الجوع عندما تنتهي الأزمة في بلدهم، وسيضطرون للاعتماد على الأغذية المستوردة التي ستأتي، دون شك، من دول الخليج التي تقوم بقصفهم يومياً، وذلك في إجبار أية حكومة يمنية قادمة على اللجوء إلى دول الخليج طلباً للدعم والمساعدات.
وقال كاتب المقال أن الأكاديميين يجمعون بيانات من اليمن توحي، بشكل قوي، بأن الحملة التي تقودها المملكة في اليمن تشمل برنامجاً لتدمير سبل العيش في المناطق الريفية ، وأن المعلومات المستقاة من أكاديميين تظهر أن الحملة العسكرية السعودية في اليمن تتضمن خطة لتدمير المناطق الريفية والزراعية
واستند الكاتب «فيسك» إلى «مارتا ماندي»Martha Mundy ، وهي أستاذ فخري في كلية لندن للاقتصاد وتعمل حاليا في لبنان مع زميلها «سينثيا غاريوس» Cynthia Gharios ، وقال انه بحسب الإحصاءات التي حصلوا عليها من وزارة الزراعة اليمنية، فإن “السعودية أقدمت بشكل متعمد على استهداف البنى التحتية الزراعية في بعض المناطق من أجل تدمير المجتمع المدني”.
ويشير تقرير «موندي» الى أن 357 قنبلة استهدفت 20 محافظة، بما في ذلك المزارع والحيوانات والبنية التحتية للمياه ومخازن المواد الغذائية والبنوك الزراعية والأسواق وشاحنات الغذاء.
وذكرت، أن المناطق التي شملها القصف هي: منطقة باقم محافظة صعدة، وأيضاً في مران. وكذا هيئة تطوير تهامة الرئيسة في سهل البحر الأحمر الساحلي.
ووفقاً إلى منظمة الأغذية والزراعة قالت «موندي» ان مساحة 2.8% من اليمن مزروعة فقط ولقصف هذه المساحة الصغيرة يجب استهدافها كلها”.
وكانت السعودية قد اتُهمت بجرائم حرب بالفعل ، لكن قصف المناطق الزراعية والمنتجات الغذائية والنفط الخام في اليمن يضاف إلى سجلها، في خرق للبروتوكول الإضافي لاتفاقية جنيف في أغسطس 1949 الذي وقعت عليه السعودية والذي ينص تحديدا على “حظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة ومثلها المواد الغذائية والمناطق الزراعية مهما كان الباعث أو الدافع…”.
وفي محاضرة لها في بيروت ، حددت «موندي» العواقب الخطيرة للسياسات الاقتصادية السابقة في اليمن – القمح الأمريكي الرخيص من 1970s وتدفق المواد الغذائية من البلدان الأخرى التي تثبط المزارعين من الحفاظ على الحياة الريفية (المدرجات المزارع، على سبيل المثال، أو المياه تربية) – وتأثير حرب المملكة العربية السعودية على الأرض.
وفي ختام مقالة «فيسك» أشار إلى أن هناك صوراً كثيرة للمزارع، ومزارع الدواجن والنحل والأبقار التي دُمرت، والمصانع والأبقار ملقاة في الحقول تتناثر فيها الذخائر مما منع بشكل فعال المزارعين من العودة إلى العمل لعدة شهور أو سنوات.
متابعات.