أمريكا عين على مثلث اكراد الشام واخرى على جنوب اليمن.
محمد فايع/ كاتب صحفي.
رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد وصل امس الثلاثاء الى الرياض بعد زيارته لتركيا فيما العنوان التعاون العسكري والامني على مستوى المنطقة
وكان لافتا ان وزارة الدفاع الأميركية كانت قد استبقت زيارة الجنرال دانفورد إلى السعودية ببيان أصدرته، أمس الاثنين، وقالت فيه: “السعودية، حليف مقرب للولايات المتحدة في المنطقة المضطربة جدا من العالم”.
زيارة رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكي لا يمكن قرآتها الا في اطار تدشين مخطط امريكي جديد في المنطقة والذي سيعمل عليه الرئيس الامريكي القادم
من جهة اخرى يبدو أن المخطط يحتاج الى دور اساسي لكل من نظام ال سعود والنظام التركي وهذا ما تؤكده طبيعة التحولات السياسية والعسكرية والامنية التي تشهدها المنطقة اليوم
فعلى مسار تحالف المواجهة للمشروع الامريكي الصهيوني التكفيري يأتي المشهد السياسي في لبنان المتزامن مع التقدم العسكري الامني السوري وحلفائه في معركة حلب ومع الانجازات العسكرية والامنية للجيش العراقي والحشد الشعبي في معركة الموصل.
على مسار العدوان على اليمن فان السقوط السعودي الامريكي في مستنقع العدوان على اليمن وشعبه يزداد يوما بعد يوم فنتائجه وشواهده واثاره العسكرية والاقتصادية والسياسية والاخلاقية الفاضحة لم يعد بالإمكان اخفائها وكل ذلك في ظل فشل وهزائم متتابعة ومتعاظمة لكل محاولات الكيد والتآمر والاجرام الامريكي السعودي الاماراتي امام تعاظم صمود وصبر وارادة وعطاء الشعب اليمني وعلى هذا المسارات يبدوا ان الامريكي غير مستعد للمزيد من المغامرة.
الا ان امريكا في المقابل تعد لتكوين تحالفا جديد تحالف سيشارك فيه العدو الاسرائيلي عسكريا وبشكل مباشر اما ساجته فيتمثل بجنوب اليمن ومثلث اكراد الشام والذي بدأ بما يسمى معركة الرقة التي هيئت لها امريكا اعلاميا
معركة الرقة السورية تأتي في اطار مخطط امريكي صهيوني يعتمد تنفيذه على استخدام التكفير وانظمته الداعمة وفي تفس الوقت استخدام الاكراد بهدف عزل المثلث الجغرافي الغني بالطاقة والذهب والمشترك بين كل الحدود السورية التركية العراقية وصولا الى السيطرة عليه واستقطاعه تحت عنوان الانتصار لدولة القومية الكردية المستقلة بينما الهدف هو تحويل ذلك المثلث الجغرافي وقوميته الكردية الى اشبه ما يكون يمستعمرة أمريكية صهيونية ومن هنا فان من المتوقع ان يكون مبرر مشاركة العدو الاسرائيلي بحجة حماية امن كيانه على اعتبار القرب من الحدود الفلسطينية وقد يعملون ان يمددوها الى داخل الحدود الفلسطينية المستعمرة اسرائيليا.
أمريكا تسعى اليوم الى اعتماد خطة انشاء كيان كردي في الشمال الشرقي السوري في منطقة يقطنها 700 الف سوري كردي و معهم و يحيط بهم اكثر من 3 ملايين سوري عربي ، و تمكين الأقلية الكردية بدعم أمريكي و حماية أمريكية علنية و مباشرة من وضع اليد على المنطقة و تنفيذ تطهير عرقي فيها لمصلحة الاكراد و تهجير العرب بشكل خاص من الحسكة و المناطق العربية الأخرى مستعيدة بذلك خطة تقسيم فلسطين و إحلال الصهاينة مكان العرب فيها .
ان أمريكا تكرر اليوم في الشمال السوري تماما ما حصل في فلسطين وهذه المرة بأداة كردية فهل تنجح؟ وهل يكون للأكراد دولة منفصلة عن الدولة الأم انفصالا كليا كما حصل في جنوب السودان او انفصالا مقنعا كما حصل في كردستان العراق.
لا شك ان الاكراد السوريين ليسوا جميعا مؤيدين او ملتزمين بالمشروع الأمريكي التقسيمي الانتحاري، وان الفئة التي انخرطت في هذا المشروع تكاد لا تصل الى الأكثرية المطلقة منهم وتمثلت في حزب العمال الكردستاني المعروف بتاريخه وعلاقاته المشبوهة والذي انخرط في المشروع واتخذته أمريكا مطية وأداة تنفيذية بيديها هو من يتولى التنفيذ، لكن هذا المشروع يفتقر الى مقومات النجاح وتواجهه عقبات وصعوبات لا يستطيع أصحابه تخطيها.
ان أمريكا تسعى الى فرض “إسرائيل” كردية في سورية، تماما كما فرضت في زمن الغفلة ككيان غاصب في فلسطين الا ان الظروف اليوم تغيرت وموازين قوى اختلفت وان هناك من إمكانات المواجهة وقدرات اجهاض المشروع ما لا يستطيع أصحابه تجاهله او تخطيه. فمحور المقاومة مع ما يملك من قدرات عسكرية رفدها بقدرات وهناك وعي شعبي عربي اسلامي متنامي لن يسمح بتمرير هذا العدوان الاجرامي على امن المنطقة ووحدة أقاليمها.
أما على مسار العدوان على اليمن فهناك ايضا في المقابل تحرك أمريكي بريطاني صهيونيي راس حربته الامارات والسعودية ومن المتوقع ان تدخل قطر سيركز على جنوب اليمن ولاسيما أن الاطماع الامريكية الصهيونية واضحة قائم من البداية للسيطرة على باب المندب والى انشاء قواعد عسكرية في المناطق والمحافظات الساحلية والنفطية وبعض الجزر كجزيرة سقطرة
ولأن ذلك لن يتحقق لهم الا في ظل استمرار حالة الفوضى الشاملة امنيا وعسكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا وذلك باستخدام المجاميع التكفيرية من جهة واستخدام العملاء والمنافقين والمرتزقة من جهة وبالتالي فانهم يحتاجون الى الدعم والعلاقات السعودية الاماراتية القطرية التكفيرية ان في جنوب اليمن وأن في مثلث اكراد العراق وسوربا وتركيا.
الا أنه يبقى امام الامريكان والصهاينة وادواتهم يقينهم انه لن يتحقق لوجودهم أي أمن او استقرار ويدركون اليوم ان الايدي اليمنية قادرة على ان تطال كل غازي ومستعمر في كل شبر من الارض اليمنية برا او بحرا
وفي الختام يبقى صمام أمن أي بلد والسلاح الأقوى لأي بلد او شعب في مواجهة المشروع والمخطط الامريكي الصهيوني هو التحرك الشعبي الواعي والموحد في مواجهته ولو لم يكن هناك الا ارتفاع اصوات السخط والعداء في وجه امريكا واسرائيل لكان كافيا في افشال مخططاتهم الاستعمارية الاجرامية.