حين تتشابه النهايات. بقلم/ علي جاحز.
لازلنا نتذكر جيدا تنويهات السيد القائد حفظه الله للشعب اليمني مطلع العام 2015م قبل اندلاع العدوان الى اننا مقبلون على مرحلة صعبة وتحديات كبيرة وظروف خطيرة تستدعي من الجميع الصبر والتحمل والصلابة وتوحيد الجهود و التحرك الجاد ، تلك التنويهات كانت بمثابة وضع اوراق المستقبل على طاولة الشفافية والصراحة امام الشعب ليختار ويقرر ، وكان رد الشعب ” فوضناك ” و كان القرار الالتفاف حول الخيارات الثورية واستكمال مسيرة التحرر والانعتاق من الوصاية .
ليست المرة الاولى التي توضع الحجة الواضحة بين يدي الشعب اليمني من قبل السيد القائد ، وليست المرة الاولى التي يوضع الشعب اليمني كله او جزء منه امام امتحانات صعبة ومريرة في مراحل معقدة وصعبة ، فيختار النصر والانعتاق ويرفض خيارات الاستسلام والاذلال حتى ولو كان الثمن سنوات من القتل والخراب سواء عبر الحروب اللااخلاقية او عبر الحصار المطبق اللاانساني .
للاسف هناك من يتذمر من قطع الرواتب اليوم وينسى الحصار والحرب الاقتصادية والعسكرية التي اجهزت على كل مقدرات البلد ، ولا اعتقد انه ينسى وانما يتناسى ليصطاد في المياة الضحلة ، بينما يفترض بنا ان نقرأ التاريخ جيدا لنعرف الى اين نحن ذاهبون ، ولنقرأ بعيون منصفة معاناة ابناء صعدة ايام الحروب الست وقطع رواتبهم وبعضهم لاتزال رواتبهم مقطوعة لليوم .
باعتقادي ان النهايات عادة ما تكون متشابهة اذا كانت فصول الحكايا وادواتها وسلوك عناصرها متشابهة ، ومن يقرأ التاريخ ولايستفيد منه يحكم على نفسه بالوقوع ضحية غبائه او غروره او غفلته امام ما يشاهد ويعايش من تجارب انسانية كثيرة تحمل نفس البدايات ونفس النهايات و ان تغيرت الوجوه والالوان والتفاصيل الصغيرة .
لا اعتقد ان السعودية ومن يقف خلفها من قوى الاستكبار العالمي من النوع الذي يستفيد من تجارب التاريخ ، وخاصة تجارب الخيارات العسكرية في مواجهة مشروع التحرر اليمني منذ بداية انطلاق اول شعاع له من جبل مران وجرف سلمان ، وصولا الى دخول صنعاء وانتهاء بالعدوان على اليمن بكله .
العدوان السعودي الامريكي اليوم هو نفسه العدوان السعودي الامريكي في الحروب الست وفي حروب مابعد المبادرة ، واداواته هي نفسها ، والهدف هو نفسه ، والاساليب هي نفسها ، كانت السعودية لاتزال تقف بعيدا خلف ادواتها في اليمن وامريكا في موقع ابعد خلال الحروب الست وما تلاها ، فكيف لا تكون النتائج هي نفسها ؟!
الدور الذي تلعبه السعودية وحلفها اليوم يشبه الدور الذي كان يلعبه النظام الحاكم ايام الحروب الست ، ومرتزقة السعودية المطرودين اليوم يلعبون نفس الدور الذي كان يلعبه عملاء النظام واياديه المطرودون من صعدة ، وامريكا تلعب اليوم نفس الدور الذي كانت تلعبه السعودية ، والقتل الذي كان يمارس بحق ابناء صعدة بالنار والحصار هو نفسه القتل الذي يمارس بحق ابناء اليمن ككل اليوم ، ولكن الهدف هو نفسه لم يتغير وهو وأد مشروع التحرر والاستقلال الذي بدأه الشهيد القائد سلام الله عليه .
ومثلما كانت نتيجة الحروب الست و ما تلاها من حروب وحصار على صنعدة ، ذلك الزلزال الذي اسقط النظام الحاكم ومزق تحالفاته و فكك منظومته ، فإن نتيجة هذه الحرب والحصار على ابناء اليمن ككل بعد ان اصبحت اليمن كلها ” صعدة ” ستكون بإذن الله وتأييده زلزالا اخر يهز المنطقة ويسقط تحالف الشر والعدوان ابتداء بسقوط النظام السعودي وتساقط الانظمة الكرتونية التي تحيط به وتفكك تلك التحالفات التي دمرت المنطقة وانهكت دولا وشعوبا بكاملها .
هذه هي النهايات المنطقية لاي حكايا تاريخية متشابهة الحيثيات والسلوك والاهداف والادوات واللاعبين ، شريطة ان يقابل كل ذلك التشابه تشابه في التحرك والتمسك والمبدأ والصدق والاخلاص في النوايا والعمل داخل منظومة المشروع الذي يراد قتله والقضاء عليه .
لنكن على يقين من حتمية تشابه النتيجة ، ولكن لابد ان تتشابه روحية وسلوك ومبادئ وتحرك ومنطلقات الجبهة التحررية التي تواجه العدوان اليوم ، مع تلك الروحية والسلوك والمبادئ والتحرك والمنطلقات التي كانت تحكم مرحلة الحروب الست و الحروب التي تلت المبادرة الخليجية ، لكي تكتمل شروط تشابه النتيجة ويحدث الزلزال المأمول في المنطقة ، وحينها سنقف مع شرفاء المنطقة بمواجهة امريكا مباشرة مثلما نقف الان اقوياء بالله وبقضيتنا ومشروعنا مباشرة بمواجهة السعودية وحلفها الموجه امريكيا .