اليمن بعد 600 يوم من العدوان. بقلم/ حامد البخيتي.
600 يوم من العدوان والجرائم البشعة التي ترتكب في حق أبناء اليمن بشكل يومي وحصار ظالم زاد من معاناة أبناء اليمن بشكل عزز من شعور كل يمني بالتفريط والتقصير عن القيام بمسؤوليته ودوره كيمني حر يشاهد ما نتج عن العدوان وجرائمه واستهدافه لقوت أبناء اليمن بل لم يعد شعور التقصير والتفريط يقتصر على من يقوم بدور كبير في مواجهة العدوان فقط بل أصبح شعور أولئك الذين يقومون بدورهم في مواجهة العدوان بأن دورهم هامشي وهم يشاهدون تفاقم معاناة اليمنيين وتردي الوضع الإنساني.
إن شعور التفريط والتقصير أو الشعور بأن الدور الذي تقوم به هو دور هامشي شعور منطقي وسليم، لكن العدو الذي تسبب بعدوانه في كل معاناة اليمنيين يسعى بكل جهد عبر وسائل إعلامه وعملائه وأبواقه لتوظيف هذا الشعور لصالحه ولصالح مشروعه التدميري والتمزيقي والاستعماري لشعب الإيمان والحكمة متجاهلاً أن الشعب هذا يستلهم من آيات الله “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم” وحتى قوله تعالى ” وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون” من سورة الزمر، يستلهمون من تلك الآيات العظيمة الحكمة انطلاقاً من القيم والمبادئ والأخلاق والتي هي حال شعب الإيمان.
لا شك أن العدو بعد أن فشل عسكرياً في استهداف شعب اليمن لن ينجح في استهداف وعيهم وحرفهم عن الانطلاق في مواجهته ومواجهة كل ما أنتجه هذا العدوان الغاشم، فأمام مساعي العدو لاستهداف صمود أبناء اليمن وتضحياتهم وانتصاراتهم سيدفع ذلك أهل اليمن إلى تعزيز الموقف الداخلي وتعزيز الصمود بكل أشكاله سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي أو على مستوى النشاط المجتمعي وكل ذلك في إطار الحفاظ على وحدة ولحمة هذا الشعب أمام مساعي العدو المكشوفة والواضحة والتي لم تتوقف منذ بدء العدوان لتمزيق النسيج المجتمعي وتفكيك الصف الداخلي والحدة الداخلية وبعثرة المجتمع اليمني وتشتيته بغية التسهيل في القضاء عليه والتحكم به.
إن حكمة أهل اليمن وإيمانهم بالله ستدفع كل يمني ليتحمل مسؤوليته في مواجهة العدوان وما نتج عنه وسيحول كل يمني شعور التفريط بداخله أو التقصير عن القيام بواجبه في مواجهة العدوان قاعدة ينطلق منها للعمل الواعي والمسؤول والجاد:
1 – فمنهم من سينطلق إلى تعزيز الجبهة العسكرية.
2 – ومنهم من سيتجه لتعزيز النشاط المجتمعي المندد والرافض للعدوان والداعم والرافد للجبهات.
3 – ومنهم من سينطلق لمساعدة الفقراء والمحتاجين لتقوية ودعم الموقف الداخلي في مواجهة العدوان.
4 – ومنهم من سيسعى إلى تعزيز الروابط الاجتماعية فيما بين الناس.
5 – ومنهم من سيسعى إلى تعزيز العلاقات والروابط النفسية لتهيئة هذا الشعب لأن يكون مجتمعا متماسكا أمام مساعي العدوان في خلق مشاكل فيما بينه لجعله مجتمعا قلقا وغير مستقر ليتمكن من القضاء عليه.
6 – ومنهم من سيتجه للإنفاق في سبيل الله في السراء والضراء.
7 – ومنهم من سيكتم الغيظ ويعفو عن الناس.
وبمثل هذه التحركات التي تنسجم وشعب الإيمان والحكمة سيفشل العدو في توظيف شعور كل يمني بالتقصيرأو التفريط في القيام بدوره في مواجهة العدوان بل سيحوله إلى أن ينتج بذلك كل عمل يعزز ويدعم قوة الموقف الداخلي ويصنع الانتصار لأهل اليمن ويستذكر قوله تعالى ” أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول ومن معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب”