على الأمة ان تعرف مسؤوليتها ودورها الهام في الحياة.
يوميات من هدي القران الكريم
السيد حسين بدر الدين الحوثي
الدرس الرابع عشر من دروس رمضان صـ22.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} (الحديد: من الآية28،29) بعد ما قال من أيام نوح أنه أورثهم الكتاب والنبوة ثم يذكر ـ معنى الآيات ـ قليل يؤمنون وأكثرهم فاسقون في مرحلتين هو عددها هنا في [سورة الحديد] بشكل أعني بينها علاقة وبين هذه الآية، أي ليفهم الناس أن القضية، أن دورهم هو الدور النهائي فعليهم أن يحذروا أن لا يكونوا كالسابقين.
بعد ما قال: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحديد: الآية25) هذه المهمة الرئيسية للأمم {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (الحديد: الآية26) لاحظ هنا قال: {فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (الحديد: من الآية 26، 27) لاحظ يبين إنما ذكر من الأمم [صحطت] على ما نقول؟ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} هذا تذكير للأمة هذه أنها تعرف مسئوليتها ودورها الهام، مثلما يقول [بقي أنتم] كأنه مثلما يقول: [بقي أنتم الذين أنزل إليكم هذا الكتاب وبعث منكم هذا الرسول].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} (الحديد: من الآية28) لإلتزامكم، ولتقدموا أنفسكم مثلاً أعلى، يكون ماذا؟ في مقابل الذين كانوا ماذا؟ {وكثير منهم فاسقون} (الحديد: من الآية 27) {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} (الحديد: من الآية 28، 29) حتى لا يأتي أهل الكتاب يقولون: [إذاً كل الأمم فاشلة وما أعطي لغيرنا من فضل هو لا يصلح له] يعني اثبتوا جدارتكم، معناها اثبتوا جدارتكم قدموا من أنفسكم شهداء على أن الله يختص برحمته من يشاء ويختص بفضله من يشاء، لا تجعلوا أهل الكتاب في الأخير يتشبثون بما هم عليه ويرون بأنه فعلاً نظرتهم وكأنها واقعية أنه لا يصلح للدين على الرغم مما حصل لديهم إلا هم، وأنه [لاحظوا الآخرين كيف جاء منهم نبوة وكتاب كيف وصل الحال فيهم] معنى هذا أن واقع الأمة خطير جداً مسئولية كبيرة جداً عليها لأنها تمثل شهادة، تمثل شهادة هنا يقول أيضاً: {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (آل عمران: من الآية 110) انتبهوا أنتم أيضاً، أنتم خير أمة اختيرت لهذه المهمة، لا تطلع النتيجة على هذا النحو.
الآن أصبحت المسألة في الأخير إلى أنه مثلما نقول: [كنا أمة أو كانوا] أليس العرب الآن يقولون: [كنا وكنا ويوم كنا وصلنا إلى الصين ووصلنا إلى فرنسا ووصلنا إلى … ].