ذكرى ميلاد الرحمة المهداة للعالمين.بقلم / امل الحملي.
“ولد الهدى فالكائنات ضياءُ ** وفم الزمان تبسم وثناء
تحل علينا في هذه الأيام المباركة ذكرى مولد الرسول الهادي والنبي المختار صلى الله عليه وعلى اله الطاهرين تلك الذكرى المباركة التي تُذكرنا بميلاد هذا الإنسان العظيم الذي غير مجرى التاريخ، وحقق العدل والرحمة في المجتمع الذي عانى الظلم والاستبداد والجور وشتى الأمراض الخُلقية ردحا من الزمان قبل بعثته، وأزال الجهل ونشر العلم ورسخ الإيمان في نفوس الناس وقضى على العصبيات والقوميات وأنقذ أجيالا من الجاهلية ومن براثنها وقاد البشرية نحو العلاء و العزة والكرامة ، حتى أصبحت أمتُه خير أمة أخرجت للناس ملكت أزمة القيادة، ونالت درجات الريادة وضربت للعالم أروع الأمثلة في كل المجالات ..
ذكرى مولده الرسول الأعظم نذكُرها ونُذكر بها الأمة لأنها من أيام الله العظيمة ونذكُرها ونُذَكر بها لأن الذكرى تنفع المؤمنين نذكرها ونُذكر بها لأن عهد الأمة برسول الله الأعظم طويل وبعيد فهي بحاجة لمن يُذكرها، وبسيرته وحياته يربطها بمحبته واتباعه يحلِّيها وبأخلاقه وآدابه يزكيها وعلى خدمة ونُصرة دينه والجهاد في سبيله يربيها.
إن الرسول الاعظم هو الرحمة المهداة للعالمين، فواجب على الأمة أن تنعم بهذه الرحمة وتفرح بها، قال الله تعالى” قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا، هو خير مما يجمعون ”
فعندما تُطِل ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم كل عام ينبغي أن يسري عبق هذه الذكرى فرحاً في النفوس حتى يُحدث نشوة في الرؤوس، فتتحرك المشاعر، ويهيج الحب الذي قد يكون راقداً جامدا فيصبح حيا متجددا وإلى الأعلى صاعدا.
إننا حينما نحتفل بمولد نور الهدى إنما نحتفل بمولد رسالة ظهرت بإرادة الله متمثلة في رسول الله باعتباره شخصاً حفته العناية الإلهية ليحمل الرسالة العالمية الخاتمة للبشرية جمعاء، ويوصل النور الإلهي إلى كل إنسان عبر الأزمان، ويبلغ رسالة ربه كي يهتدي الناس، ويَعُم الدين شؤون الحياة كلها.
نتذكره صلى الله عليه وآله وسلم ونذكُره في ذكرى مولده كي تتجسد فينا تلك الشخصية النبوية النورانية سلوكا إيمانا وعملا جهاديا وحتى نكتشف من خلال دراسة سيرته أسرار منهاجه في التربية والتعليم وفي التنظيم والجهاد ما يرفع العبد إلى مقام الإحسان والأمة إلى حيث تنال شرف الاستخلاف في الأرض..
#دمتم يا أمة الرسول على نهج ابا البتول