الهداية في كل جوانب الحياة الأمنية والغذائية والصحية والإيمانية
يوميات من هدي القران الكريم
السيد حسين بدر الدين الحوثي
آيات من سورة الكهف صـ15.
الهداية تأتي هداية إرشادية، بقيم تتحلى بها، بأعمال تمارسها، خلال تتخلق بها، وطريقة تسير عليها.
كذلك إن الله يهدي فيما يتعلق بوضعية الناس، فيما يتعلق بوضعيتك، في الجانب الأمني، والغذائي، والجانب الصحي. {مَن يَهْدِ اللَّهُ} كلمة هدى، معنى كلمة هدى الله أن الله يهدي الإنسان في كل مجالات حياته، ويقدم ما يصل به إلى الأفضل، والأقوم في كل مجالات حياته. ألم يقل هناك: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (الإسراء9).
فمن يهدي الله، من يتولى الله هدايته فهو المهتدي حقاً، {وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً}، من يضيعه الله بسبب إعراضه عن هديه، بسبب إعراضه عن كتابه، فلن تجد له ولياً يرشده إلى الصواب، ويرشده إلى ما ينفعه في حياته.
فعندما يتجهون إلى الأمريكيين، عندما يتجهوا إلى البريطانيين، عندما يتجهوا إلى هؤلاء ويستوردوا خبراء من عندهم، كم يجلسوا يستنزفون من العرب! خبراء ألمان، بريطانيين، أمريكيين، كم يستنزفون من أموال في مجالات أخرى، ومع هذا ترى الناس ضالين، ضالين! أمة تائهة، أمة مستضعفة، أمة مقهورة، وهي تمتلك أضخم الثروات في العالم هذه الأمة؛ لأنه هكذا: ومن يضلل، من يضيعه الله فلن تجد له ولياً، أي ولي آخر على الإطلاق يرشده إلى الصواب، وإلى ما ينفعه.
{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ} (الكهف18) هذا فيما يتعلق بالجانب الأمني بالنسبة لهم، كأنهم أيقاظ وهم رقود، بحيث أن أي شيء يدخل عليهم يخاف، ويرجع، سواء إنسان، أو حيوان، أو أي شيء كان.
وضعية مهيبة، وضعية مخيفة، يخاف من يبدي عليهم، وهم رقود. ما هو هنا شكل الباري من وضعيتهم، من قوله: {مِنْ أَمْرِكُمْ مَرْفِقَا} من حالكم، ومن وضعيتكم، ومن هيئتكم فيما يتعلق بالجانب الأمني والغذائي، ما تستغنون به عن الغذاء، وما يحقق لكم أيضاً أمنا وأنتم رقود!.
{وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} حتى لا تؤثر الأرض فيهم، أو يتعب جزء من الجسم {وَنُقَلِّبُهُمْ} لاحظ العبارة هنا: {وَنُقَلِّبُهُمْ}، إلى درجة التقليب يتولاها الله سبحانه وتعالى! ما هذه هي الرعاية الكاملة؟ من تقليب الشمس وتحركها إلى تقليب أجسادهم في الكهف.
هنا يضرب لك مثلاً بأن الله سبحانه وتعالى هكذا يعمل لمن يهتدون بهديه، ومن يسيرون على هديه، أنه يرعاهم في الأشياء الكبيرة والصغيرة.
{وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} وضعية الكلب نفسه يجعلها بالشكل الذي يبدو الكلب في وضعية حراسة وهو جالس في فناء الكهف باسط ذراعيه، فينقل الوضعية التي يكون الكلب عليها في حالة الاستعداد للحراسة.