الثقافات المغلوطة والابتعاد عن هدى الله تنعكس بشكل اهمال وتفريط وتقصير.
يوميات من هدي القران الكريم
السيد حسين بدر الدين الحوثي
مسؤولية اهل البيت عليهم السلام صـ7.
يجب أن نأخذ عبرة من ماضينا، وما نحن فيه في حاضرنا شاهد على الأثر السيئ للثقافة المغلوطة التي زحفت إلينا من الآخرين، ممن هم في ضلال، وفي ظلمات متراكمة بعضها فوق بعض، كذلك نحن يجب أن نحذر من أن نثقف أنفسنا بأي ثقافة أخرى فلا المناهج الدراسية يجوز لك أن تثقف نفسك بها، وتعتمد عليها، خذ فقط من المناهج الدراسية نص القرآن فقط، لا تاريخ، ولا عقائد، ولا فقه، ولا أي شيء أخر تعتمد عليه في المناهج الدراسية القائمة.
لا تكن ممن يأخذ أي كتاب من السوق، أو ممن يحضر أمام أي شخص يتكلم وتكون أذناً سامعة لهذا، وهذا. على أهل البيت أن يكونوا أحرص الناس على ترسم طريق الهداية، وأن تكون ثقافتهم ثقافة قرآنية، ثقافة بعيدة عن كل دخيل مضل؛ لأنهم هم سينطلقون هداة للآخرين، ولأنهم إذا ما فسدت ثقافتهم لن يكونوا مؤهلين لهداية الله سبحانه وتعالى لهم، وسينعكس أثار ثقافتهم المغلوطة الضالة التي هي دخيلة عليهم، فستنعكس بشكل قعود، وإهمال، وتقصير، وتفريط كما هو حاصل الآن فينا.
ألم يكن الواحد من أهل البيت يحرك أمة؟ هاهم عشرات العلماء من أهل البيت لا يحركون ساكناً! أليس هذا واضحاً؟ عشرات العلماء من أهل البيت في اليمن لا يكادون يحركون ساكناً من أين جاء هذا؟ قواعد في [أصول الفقه] وفي [علم الكلام] قواعد ركنوا إليها فجعلتهم يقعدون، وهم من قال الله سبحانه وتعالى لهم: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ} (الحج: من الآية78) وفي نفس الوقت يرون الألمان، والأمريكيين، والفرنسيين، والبريطانيين، والإسرائيليين يجوبون بحار الدنيا، فرق مقاتلة في بحار البلاد الإسلامية وأقطار البلاد الإسلامية!
وهذا يقرأ، يقرأ، ثم يبحث له عن مخرج من هذا الواجب، من هذا الأمر الإلهي، ومن هذه الآية القرآنية؛ فضاعوا، وإذا ما ضاع أهل البيت ضاعت الأمة، وضياع الأمة مسئولية كبيرة على أهل البيت، هم مسئولون عن ضياع الأمة، وضلالها.
كلما وجدنا آية فيها شرف لأهل البيت؛ فإنها مسئولية كبيرة أيضاً على أهل البيت، كلما سمعنا حديثاً فيه ذكر بالفضل، والشرف لأهل البيت؛ فإنه أيضاً تحميل لمسئولية كبيرة على أهل البيت.
إذاً فعندما نتحرك – أيها الأخوة – في هذه الأيام فإن علينا أن نكون، ولو لم يكن إلا نحن وشيعتنا, نحن، ولو لم نكن جميعاً، لا تنتظر أن يتحرك العلماء جميعهم، لا تنتظر أن يتحرك الآخرون جميعاً، إذا ما أصبحت أنت تعرف أن ما تدعى إليه حق, وأن الموقف الذي تدعى لاتخاذه موقف حق فإن هذا هو المطلوب.
ثم اسأل الآخر تجد أنه لا يرى أن موقفه موقف حق، إنما يرى أنه قد يكون – إن شاء الله – معذور، له عذره! ليست المرحلة مرحلة البحث عن الأعذار، والتبريرات، إنها مرحلة البحث عن الإمكانيات، ووسائل الإستطاعة للمواجهة، لمواجهة اليهود والنصارى، لا يجوز لأحد في هذه المرحلة أن يفكر في البحث عن التبريرات والأعذار ليقعد، وليسكت، وليتخلف.
مرحلة البحث عن كل وسائل الاستطاعة لمواجهة اليهود والنصارى، ونقول لأولئك الذين يبحثون عن تبريرات من علمائنا – مع احترامنا الكبير لهم -: انتبهوا، اقرؤوا ما عمل اليهود في البلدان الأخرى، هل أنت منتظر حتى ترى [الأمن السياسي] في اليمن مطعماً بشخصيات يهودية تحت عنوان: خبراء؟ سيعذبونك، ويعذبون أمثالك بأوهى الحجج، ممكن أن يبحثوا عن أوهى مبرر من أجل أن يأخذوك فيزجون بك، وبأمثالك إلى أعماق السجون، ثم يعذبونهم أشد العذاب؛ فترى اليهودي الذي كنت لا تفكر أن تصرخ في وجهه يوم وطأت قدمه بلادك، تراه هو من يعذبك بالكهرباء، وبالنار، وبأبشع وسائل التعذيب.
يجب أن تبحثوا عن الكتب ككتاب [اليهود وراء كل جريمة] وكتاب آخر اسمه: [قادة الغرب يقولون دمروا الإسلام أبيدوا أهله] وكتيبات من هذا النوع التي تتحدث عن جرائم اليهود، وما عملوه في الهند بعلماء المسلمين، ما عملوه في بنقلادش، ما عملوه في مناطق أخرى بعلماء المسلمين، أعمال رهيبة جداً، جداً.