اليمن في جحيم القنابل العنقودية
| تقارير | جمال الاشول
بعد مرور أكثر عشرون شهراً على العدوان الأمريكي السعودي الذي يصب معظم غاراته على عدد من المحافظات لاسيما صنعاء والمناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، لا يزال طيران ” التحالف ” يستهدف مديريات صعدة بقنابل عنقودية وانشطارية تترك آثارها على السكان على المدى الطويل
إلى جانب نصيبهما الأكبر من غارات الطيران والقصف الصاروخي والمدفعي، تتلقى عدد من المحافظات أطناناً من الأسلحة المحرمة من قبل الطيران السعودي بين الحين والآخر، ما يفاقم من كارثية الوضع الإنساني ويخلف مزيداً من الضحايا.
فمنذ الساعات الأولى من يوم أمس ، استشهد وإصيب العشرات من المواطنين في غارات لطيران العدوان السعودي الأمريكي في مختلف المحافظات ، منها مديرية الحيمة بالمحافظة صنعاء ، الذي استشهد اثني عشر مواطناً وإصابة أربعة آخرين في ثلاث غارات على مسجد وسيارة أحد المواطنين في منطقة بني يوسف ، كما سقط شهيدان وجريحان إثر غارات على مديرية بني حشيش.
صعدة هي المحافظة التي تنال نصيبها من الغارات السعودية بشكل اكثر وبصورة مستمرة ، وسط اتهام الصحافة الغربية السعودية بارتكاب جرائم حرب في اليمن بأسلحة بريطانية وأميركية، ألقت الطائرات السعودية عشرات القنابل العنقودية على قرى وأحياء سكنية في أكثر مديرية في محافظة صعدة.
مصادر محلية أكدت لـ وكالة ” مرصد ” أن طيران العدوان ألقى ، يوم أمس الجمعة ، ألقى قنبلتين عنقوديتين على وادي خلب بمديرية الظاهر و قنبلة على مثلث شدا وثلاث قنابل على منطقة مران بمديرية حيدان، تزامنت مع خمس غارات استهدفت منطقة آل الشيخ بمديرية منبه إحداها عنقودية ، وثمان غارات آخرى ، على منطقة مندبة ومناطق متفرقة من مديرية باقم وثلاث غارات على العقبة في منطقة مران بمديرية حيدان.
وأوضحت المصادر أن مواطنين اثنين استشهدا في غارات لطيران العدوان استهدفت سيارة أحد المواطنين في منطقة آل الشيخ بمديرية منبه محافظة صعدة ، كما استشهد طفل متأثر بجراحه التي أصيب بها في غارة لطيران العدوان استهدفت منازل المواطنين قبل يومين في مدينة ضحيان .. مبينة أن طفلاً أصيب في قصف صاروخي سعودي على مديرية رازح.
وكانت الفرق الهندسية المتخصصة قامت في وقت سابق ، قد وجهت الفرق تحذيرات إلى أهالي صعدة للابتعاد عن المناطق المستهدفة تجنباً لوقوع إصابات، وأشارت إلى استحالة نزع القنابل العنقودية وتفكيكها في الوقت الراهن نظراً إلى انتشارها بشكل واسع داخل الأودية الزراعية والمناطق الجبلية الآهلة بالسكان.
وبالإضافة إلى الدمار الكبير الذي خلفه القصف على ممتلكات المواطنين ومزارعهم ، شن طيران العدوان ثلاث غارات على منطقة العند بمديرية سحار في محافظة صعدة وثلاث غارات أخرى على شبكة الاتصالات في الجبل الأحمر بمديرية الصفراء ، فيما استهدف قصف صاروخي ومدفعي سعودي مناطق متفرقة من مديريات رازح وشدا والظاهر. وتُعد رازح المتاخمة لجيزان أكثر مديريات صعدة ازدحاماً بالسكان وهي في الوقت نفسه من أكثرها عرضة للقصف الصاروخي والغارات الجوية. في وقت شن طيران العدوان غارة على وادي الثعبان في عسير وألقى قنبلة عنقودية على قرية قمر في جيزان.
وفي نهم ، ومأرب ، وشبوة ، أشارت المصادر إلى أن طيران العدوان شن غارة غرب جبل القتب بمديرية نهم وست غارات على جبل هيلان ومنطقة المخدرة وغارتين على منطقة المصادر بمديرية صرواح ، وغارتين على الهجر وحيد بن عقيل في مديرية عسيلان بمحافظة شبوة .
وفي محافظة تعز شن طيران العدوان غارتين على مديرية المخاء وغارة على منطقة الضباب ومثلها على مدينة ذباب وغارتين شرق منطقة العمري بمديرية ذباب ، فيما أقدم مرتزقة العدوان على قنص طفل يبلغ من العمر (9 سنوات) في منطقة عصيفرة .
وفي عمران استشهاد مواطن وإصابة 10 آخرين جلهم نساء وأطفال جراء 6 غارات لطيران العدوان استهدفت منزلا في منطقة خيوان بمديرية حوث .
وبحسب مصادر محلية إلى أن طيران العدوان شن طيران العدوان ثلاث غارات على الدفاع الساحلي بمديرية الصليف في محافظة الحديدة، ومثلها على منطقة عطان بالعاصمة صنعاء، كما شن غارتين على منطقتي كهبوب والكيمرة بمحافظة لحج.
وتعيش اغلب المحافظات لاسيما صعدة ، حالة إنسانية هي الأصعب منذ بداية العدوان في ظل ارتفاع معدل الغارات اليومية، وسقوط المئات من الضحايا خلال الايام السابقة ، تزايدت بعد تضرر القطاع الصحي بشكل كبير وكارثي بعد استهدافها من قبل طيران العدوان ، حتى مستشفى أطباء بلا حدود في صعدة وحجة لم يسلما من غارات تحالف العدوان ، مما شكل فراغ كبير ، في ظل تزايد عدد الجرحى يومياً .
يأتي هذا في ظل اثباتات المنظمات الدولية ، استخدام السعودية للقنابل العنقودية المحرمة دولياً في اليمن منذ بداية العدوان . تزامنت مع انتقادات دولية للرياض وواشنطن لعدم تجاوبهما في العمليات الاجرامية التي ترتكبها . ومطالبات بفرض حظر على بيع الأسلحة الأوروبية والأمريكية للسعودية بشكل كامل.