أميركيون يفكرون في مغادرة بلادهم بسبب سياسات ترامب
| متابعات | افاد موقع “بي بي سي كابيتال” ان بعض قرائها من الأميركيين أعربوا عن عزمهم مغادرة الولايات المتحدة بسبب السياسات التي يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتطبيقها.
عندما فاز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، ابتهج الأميركيون الذين صوّتوا له.. لكن آخرين تملّكهم شعور بالحيرة والغموض، وعبر آخرون عن انزعاجهم.
وعبر بعض الأميركيين عن شعورهم بالقلق لدرجة أنهم بدأوا في دراسة خيارات تتعلق بمغادرة الولايات المتحدة الأميركية والانتقال إلى الخارج.
وقال موقع بي بي سي، بعد واحدة من بين أكثر الانتخابات الأميركية المثيرة للانقسام في التاريخ المعاصر، والتي جاءت في أعقاب تصويت مماثل في المملكة المتحدة لصالح خروجها من الاتحاد الأوروبي، طرحنا سؤالا على موقع “بي بي سي كابيتال” حول ما إذا كان البعض يخطط لمغادرة الولايات المتحدة بسبب حالة الغموض، والمناخ السياسي الجديد.
وقد تلقينا مئات الردود المثيرة للاهتمام، وكان بعضها يتسم بالاستقطاب. لكن غالبيتها كانت تعبر عن شعور بالقلق. وفيما يلي بعض ما قصّه علينا قرّاؤنا من الولايات المتحدة، والأسباب التي دعتهم أو تدعوهم لمغادرتها، أو تأجيل العودة إلى الوطن بالنسبة للأميركيين المقيمين في الخارج.
المغادرون فورا
يسهل على البعض دون غيرهم مغادرة الولايات المتحدة الأميركية، إذ قال عدد من هؤلاء إنهم يسعون للحصول على جنسية مزدوجة، أو تتبّع أصول الوالدين التي قد تساعد في تأمين الحصول على جنسية أخرى.
وكتب جوناثان ألّن يقول: “التقيت في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني بمحامٍ، وبدأت في إجراءات التقدم للحصول على الإقامة في إسبانيا. فزوجتي مواطنة من دول الاتحاد الأوروبي، ولا أتوقع لعائلتنا العودة إلى الولايات المتحدة الأميركية. إنه أمر محزن حقا”.
أما الأميركية ماري-دينيس جولي فلديها خطة أخرى على وشك أن تنفذها، وكتبت تقول إنها ستنتقل إلى كندا في الثامن من فبراير/شباط الجاري.
وأضافت: “ولدت وترعرعت في الولايات المتحدة الأميركية، حتى إنني خدمت في الجيش الأميركي، لكن عندي جنسية مزودجة لأن أحد والدايّ كندي. لم أتوقع أبداً الانتقال إلى كندا، لكن لا يمكنني البقاء هنا، وأشكّ في أنني سأعود لأميركا إلا بهدف قضاء رحلات قصيرة”.
وتابعت: “أغادر الولايات المتحدة الأميركية وقلبي مليء بالحزن والأسى، وأشعر بنفور بشكل عام. أشعر بالخجل من البلد الذي خدمته فيما مضى”.
تغيير نمط للحياة
أما بالنسبة لفيل موريل، فهو يدرس مسألة مغادرة الولايات المتحدة بشكل جدي، وكتب يقول: “زوجتي مكسيكية، بينما أحمل أنا جواز سفر لدولة من الاتحاد الأوروبي. ورغم أننا نعيش في كاليفورنيا، إلا أننا نشعر بأننا لا نحظى بكامل حقوقنا بسبب اللغة المتعصبة والتحريضية، والمواقف الخطيرة التي اتخذت مؤخرا”.
وكتبت أليكسا تينجو، وهي تنظر إلى الأمر بترقب وحذر: “أدرّس في الخارج حاليا، ونظرا للظرف السياسي الراهن، ليست لدي نية للعودة”.
وأضافت: “بصفتي أميركية سوداء، وامرأة أيضا، فإن الأمور لا تسير في صالحي بالتأكيد”.
وتتوقع كاثرين هانان المقيمة في أميركا وقوع الكثير من الاضطرابات مستقبلاً، حتى إنها وشريكها يخططان لمغادرة البلاد قبل أن يصبح الأمر صعباً للغاية.
وكتبت هانان: “نعيش في منطقة ريفية حيث ترى الناس وقد بدأوا بالفعل يعربون عن أسفهم للتصويت لصالح ترامب. حاولنا أن نحذرهم، لكن معتقداتهم أعمت بصيرتهم”.
وقالت هانان: إن مواقفها تتميز عن بقية الناس في منطقتها، لأنها في الأصل من كاليفورنيا، التي تعتقد أنها ولاية أكثر تقدمية.
وتابعت بالقول: “إننا متقاعدان بشكل جزئي، ونحصل على معونات اجتماعية وراتب تقاعدي، لكننا لا نعلم إن كان ذلك سيبقى متوفراً لوقت طويل في ظل إدارة ترامب. سنتخلى عن كل شيء، بما في ذلك دوابّنا. نحن نرى أن التغييرات قادمة، ونعرف أنها ليست إلا مسألة وقت قبل أن نشهد نزوحاً جماعياً”.
العودة ليست متوقعة
بالنسبة لبعض الأميركيين، تحول الانتقال المؤقت للعمل في الخارج إلى أمر دائم، أو طويل الأجل، بشكل غير من خططهم المتعلقة بالعودة إلى بلادهم.
وكتبت أنجلينا فيلارد: “أنا مواطنة أميركية أعيش في المملكة المتحدة. كانت لدي خطط للعودة إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد إكمال دراستي للماجستير في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي”.
وأضافت: “لكن بعد فوز ترامب في الانتخابات، أجّلت مسألة العودة. ولحسن حظي أن زوجي مواطن بريطاني. ولذا، فقد حصلت على تأشيرة سارية المفعول لمدة عامين ونصف العام”.
أما الأميركية إيميلي آن غرانغر فقد انتقلت إلى سيدني باستراليا في ديسمبر/كانون الأول منذ أوائل عام 2016.
وكتبت غرنغر تقول: “شريكي أسترالي الجنسية، وكنا نفكر مليّاً في الانتقال إلى الولايات المتحدة الأميركية. لكننا الآن سعداء جداً لاتخاذنا القرار الصائب بالبقاء في أستراليا بعدما أخذنا في الاعتبار كل ما يحدث، وما سيحدث في بلدي”.
اعتبارات اجتماعية
في الوقت الذي نجد فيه قرار الانتقال إلى الخارج سهلاً بالنسبة للبعض، يجد آخرون أن بعض الارتباطات الشخصية تجعل مغادرة الولايات المتحدة الأميركية أمراً مستحيلاً من الناحية العملية.
وكتب جون ليبساك يقول: “لو كان بوسعي (المغادرة)، لكنت فعلت. لكن سني، وحفيدي يضطراني لكي أبقى هنا”.
وبالنسبة لجين دروسّ، فإن عمرها، والرعاية الصحية المتوفرة لها، من الأمور الأساسية التي قيدت الخيارات المتاحة أمامها فيما يتعلق بالسفر للخارج.
وكتبت دروسّ: “أنا متقاعدة، كما هو حال العديد من أصدقائي، وهذه نقطة أساسية تحرمنا من الحصول على فرص عمل في جميع الدول الأوروبية تقريباً، و في أستراليا، ونيوزيلندا أيضا”.
وأضافت: “أما في البلدان القليلة التي يمكن أن تقبلنا، مثل البرتغال، وبلغاريا، وكوستاريكا، وبنما، تصل نفقات التأمين الصحي فيها إلى حد لا نستطيع تحمّله كي نغادر الولايات المتحدة. ومع أننا دفعنا ضريبة الرعاية الصحية لعقود من الزمن، فإن حصولنا على تلك الخدمة يتوقف عندما نعبر الحدود إلى الخارج”.
وبالطبع، يعتقد كثيرون أن البقاء هو أكثر نفعا لهم من المغادرة.
لكن الأميركي سيمون ديرّي، على سبيل المثال، يشعر بالقلق لأن المغادرين سيساهمون في تفاقم بعض المشكلات.
وكتب ديرّي: “يبدو من المؤسف أن أكثر المتأثرين بسياسات ترامب (من فقراء الأرياف، وأبناء الأقليات، وغيرهم) لا يمكنهم تحمّل تكاليف مغادرة البلاد، وليست لديهم المهارات والمؤهلات التي تجعلهم قادرين على الانتقال إلى أماكن أخرى في العالم”.
وأضاف: “ويبدو أن هناك كثيرا من الأشخاص الرائعين أيضا (ممن خططوا للمغادرة) من الذين تحتاجهم الولايات المتحدة الأميركية ليكونوا مصدر عون لمن سيعاني مستقبلا. الأمر مفهوم، لكنه مخجل”.