الدرس السابع والعشرون من البرنامج الرمضاني.
القران وحده كفيل بوضع حلول للأمة في صراعها مع اعدائها
السيد حسين بدر الدين الحوثي
يوم القدس العالمي.
ليعود الناس إلى القرآن الكريم من خلال تدبر آياته، ومن طريق قرناء القرآن الذين أرشد إليهم الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في حديث الثقلين: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) وعن طريق القرآن الذي يؤكد في سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}(الفاتحة:6-7) ليبحث الناس عن من هم الذين أنعم عليهم بأن جعلهم أعلاماً لدينه، وهداة لعباده, وقادة لخلقه.
يجب أن يبحثوا وهم يقرؤون دائماً: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (الفاتحة:6) لكن لا. أقصى ما يمكن أن يعملوه أن يقنتوا في الصلوات [اللهم أهلك أمريكا، اللهم أهلك إسرائيل] ثم يدعون في القنوت لولي الأمر ولسلاطين المسلمين، يدعون لهم, وهم من يتولون اليهود والنصارى. ليعود الناس إلى القرآن، وليس إلى المفسرين الذين لعبوا بالقرآن, وشوهوا القرآن, وحرفوا القرآن.
هذا فيما يتعلق بهذه الآيات، ذكر شيئاً من الأشياء التي تعتبر خطيرة جداً، ثم أرشد إلى القيادة التي يجب أن يلتجئ المسلمون إليها.
هناك أشياء أخرى ذكر فيما يتعلق بوضع حلٍ للأمة إذا ما تبنته لا بد أن تقهر أعداءها تحت ولاية الله ورسوله, وقيادة عترة رسوله (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم)، دعا إلى الجهاد, دعا إلى الإنفاق في سبيل الله. تجد من الأشياء العجيبة في كتاب الله الحكيم يتحدث عن الإنفاق في سبيله، يتحدث عن الجهاد في سبيله في إطار الحديث عن بني إسرائيل, وما يعرضه من أخبار بني إسرائيل؛ ليقول لنا: أنتم بحاجة إلى أن تربوا أنفسكم, وتربوا الأجيال من بعدكم، إلى أن يحملوا روح الجهاد، روح العطاء، روح الإنفاق في سبيل الله، لا بد لكم أيها المسلمون أن تنفقوا في سبيل الله، أن تكونوا مجاهدين في سبيل الله, وإلا فلن تستطيعوا أن تقهروا هذه الطائفة.
من العجيب أيضاً أن تأتي الآيات التي تأمر الناس بالتوحد والاعتصام بحبل الله أيضاً في إطار الحديث عن بني إسرائيل، في [سورة آل عمران] الآية التي يقول الله سبحانه وتعالى فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران:102) جاءت بعد الحديث عن أهل الكتاب، وهذا من السر في أن ورد الحديث كثيراً عن أهل الكتاب في القرآن الكريم أنهم سيكونون هم الأعداء الحقيقيون, والمؤثرون, والخطرون على الأمة، قال عن أهل الكتاب: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تعْمَلُونَ}(آل عمران:99).
ماذا تعني هذه الآية أيها المسلمون؟ ماذا تعني هذه الآية؟ أن اليهود يصدون عن سبيل الله وهم يعرفون ما هو سبيل الله يعرفون أن الإسلام هو دين الله حقيقة، يعرفون حقيقة، إنما حسداً وكراهية كما عمل الشيطان، أليس الشيطان يعرف الله؟ أليس الشيطان يعرف الجنة ويعرف النار؟ أليس يعرف أن أمر الله له بالسجود لآدم حق؟ ويعرف أن عمل الملائكة في سجودهم لآدم طاعة لله؟ لكنه استكبر فتمرد رغم علمه، وهكذا يحصل من اليهود, ويحصل من الشيطان، ويحصل من كثير من البشر أن يصد عن الحق وهو يعرف الحق.
ثم عندما يتحدث عن اليهود أنهم يعملون، لا يتحدث عن أي طائفة يمكن أن لا يكون لها أي تأثير وإن اجتهدت؛ يتحدث عن اليهود أنهم خطيرون جداً، ولن يقدر على مواجهتهم إلا أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، لن يعرف فضح مخططاتهم وإحباط كيدهم، لن يعرف أن يقهرهم إلا أهل بيت رسول الله, وتحت قيادة أهل بيت رسول الله، والتاريخ يشهد على ذلك، والحاضر يشهد على ذلك.
قناة واحدة فضائية لحزب الله استطاعت أن تجعل إسرائيل تعترف بأن أخطر شيء عليها في هذه الدنيا هو القناة الفضائية لحزب الله، لحزب واحد يقودها واحد من أهل بيت رسول الله، من أولياء علي، وليس من أولياء الآخرين الذين انهزموا أمام يهود خيبر, ليس من أوليائهم, من أولياء علي.
وفعلا يصرخون وما قضية نيويورك, ولا قضية أسامة والأشياء هذه إلا محاولة من أعمال اليهود – الذين حكى الله عنهم أنهم يلبسون الحق بالباطل – أن يصنعوا للأمة, هذه الأمة التي قد لعبوا بعقولها لعبوا بأفكارها، لعبوا بتوجهاتها – يصنعون لها قدوات مزيفة، يوهمون المسلمين أن هؤلاء هم الخطيرون جداً علينا.
أسامة يشكل خطراً على أمريكا! أسامة وطالبان تصيح منهم أمريكا وهي تعرف، أمريكا تعرف أن أسامة لا يشكل أي خطر على أمريكا، اليهود يعرفون – ونحن نقطع – أن أمريكا واليهود يعرفون بأن أسامة وطالبان لا يشكلون أي خطورة حقيقية على أمريكا؛ لأنهم لا يحملون أي رؤية لهذه الأمة لتكون بمستوى المواجهة لأمريكا إطلاقاً؛ ولهذا عملوا على ترميزهم، عملوا على ترميز أسامة ليحل أسامة في ذهنية الأمة كخميني مزيف؛ لأنه برز خميني حقيقي، خميني حقيقي.
الإمام الخميني – رحمة الله عليه – أربكهم أذلهم قهرهم جعلهم يتيهون، حتى قال عنه الرئيس الأمريكي: [هذا رجل إلهي] قال عن الخميني رئيس أمريكا في أيامه: [هذا رجل إلهي]. عجزت أمريكا أن تعمل شيئاً معه، حتى عندما عملوا على اختطافه من منـزله تضاربت الطائرات التي أرسلوها لاختطافه في صحراء يسمونها صحراء طَبَس أو قبس في إيران.
فاتجه اليهود من جديد وهم يعرفون بأن أفكارنا تحت أيديهم وتحت تأثير إعلامهم وكتّابهم وتحت تأثير دعاتهم إلى أن يصنعوا للأمة – لا يتركونها تستقر يوم من الأيام – قدوات مزيفة، أعلام مزيفة، تصيح منهم أمريكا وهي تعرف أنهم لا يشكلون خطورة عليها؛ لتتجه أذهاننا نحوهم.
ماذا عملوا بطالبان؟ ماذا عملوا بأسامة في هذه الحرب؟ لقد عرف الغربيون وقال رئيس وزراء [اندنوسيا] وقال وزير إيراني – لا أعرفه بالتحديد – [أنه قد ظهر أنه ليست طالبان ولا أسامة هي المستهدف]. كانت حرب أضحوكة، كانت حرب عجيبة، طالبان يتوقع لها, يتوقع لطالبان أن تعود من جديد.
وأسامة بن لادن كان مرمّزاً من أيام [كارتر] من قبل، وكان الأمريكيون دائماً يرمزونه، وفي هذه الأيام في شهر شعبان رأيت في التلفزيون السعودي يقول: بأن مسئول سوداني, أو وزير سوداني قال: أن الرئيس كارتر رفض عرضاً بتسليم أسامة بن لادن، عرضوا عليه أن يسلموا أسامة فرفض. لا نريده, نريد أن يبقى نصنعه رمزاً لكم أيها الأغبياء المسلمون تتجهون نحو أسامة، وتنصرفون عن الحقيقيين الذين يحملون رؤية حقيقية، من يحملون رؤية صائبة ضد أمريكا وإسرائيل، من يحملون قوة نفسية، من يحملون رؤية قرآنية.
يتجهون بهم إلى رموز وهميين وخطر وهمي.. كما شدوا العرب في يوم من الأيام إلى صدام، فالتفوا نحوه وقالوا:[حارس البوابة الشرقية]، [وبطل الأمة العربية]، [وبطل القومية العربية]، وشدوهم سابقاً إلى جمال، وهكذا يلعبون بأفكار المسلمين، أحياناً ينصبون لنا علماً في مجال القومية للقوميين، وأحياناً متى ما رأوا توجهاً دينياً ينصبون لنا علماً وهمياً – بدقنته, بعمامته – باسم أنه يشكل خطورة على أمريكا، وأنه إنسان قوي، وأنه.. وأنه.. إلى آخره.
أسامة ماذا أصابه؟ إذا لم تكن المسألة استغناء عن طالبان وعن أسامة فأتوقع أن تعود طالبان من جديد وأن يعود أسامة من جديد، ولن يفرطوا في أسامة.
الأمريكيون عرفوا كيف يقتلون أحمد شاه مسعود، ويعرفون كيف يقتلون أعداءهم في أي بقعة، على مدى هذه السنوات الطويلة لم يعرفوا كيف يقتلون أسامة!. ماذا أصاب أسامة في هذه الحرب؟. لم يصبه شيء. من يدري ربما أن يكون أسامة في أي بلد من البلدان التي هي صديقة لأمريكا، من يدري قد يكون أسامة في فندق من الفنادق بتمويل أمريكي، من يدري!. أنا لا أستبعد كل هذا.
هذه من الأشياء الخطيرة جداً على المسلمين، أن اتجهوا إلى أن يصنعوا قدوات، قدوات. عندما وجدوا [حسن نصر الله] برز في هذه الفترة الأخيرة، وأصبحت قناة حزب الله تبث إلى بلدان أوروبا، وبرز كقائد قوي، وبرزت إسرائيل عاجزة أمام حزب الله وأمام صيحات حسن نصر الله، وبدأ صيته ينتشر في البلاد العربية بدأ الناس حتى في صنعاء يأخذوا الأقمار التي تستقبل قناة حزب الله الفضائية، وتأثروا بنصر الله. اليهود يعرفون من هم الذين يشكلون خطورة عليهم.
ليس في دقنته، ليس في تركعه، في رؤيته بالنهوض بهذه الأمة، كيف يمكن أن تتوقع ممن لا يرى الإسلام إلا دقنة وثوباً قصيراً و مسواكاً أن يجعل الأمة بمستوى المواجهة ضد اليهود وضد الغرب!!.
ممن يرى أن الله قد أنعم علينا أن جعل الغربيين والكفار يصنِّعون لنا ونحن نعبده ونسير في عبادته، وهم يصنعون لنا كل شيء! هل هذا يمكن أن يواجه الغرب؟.
الإمام الخميني عندما نهض برؤية صحيحة، وعرف بأن هذه الأمة أصبحت في صراعها مع اليهود في صراع حضاري، صراع حضارات, لم يعد صراعاً عسكرياً أصبح صراع أمة, صراع حضارة، قال: لا بد لهذه الأمة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي، لتعتمد على نفسها في مجال غذائها فتهتم بالزراعة تهتم بالتصنيع، في كل المجالات، تهتم بالتصنيع العسكري، تهتم بالتصنيع في مختلف الأشياء التي يحتاجها الناس لتكون بمستوى المواجهة، تهتم أن تنشئ جيلاً يعرف كيف ينظر إلى الغرب، يصيح بالعداء لأمريكا، بالعداء لإسرائيل يهتفون.
وهكذا كان الإيرانيون يهتفون بـ[الموت لأمريكا وبالموت لإسرائيل]، عرف كيف يجب أن تربى الأمة على نهج هذا الكتاب حتى تكون بمستوى المواجهة، فتحمل العداء، وتبني نفسها لتكون بمستوى المواجهة.
الآن اليمنيون أنفسهم – وهم واحد من الشعوب العربية وحالتهم مستوية – هل يمكن أن يصمدوا أسبوعاً واحداً في حرب مع إسرائيل؟. لا. أنا أقطع أنه ولا أسبوعاً واحداً يمكن أن يصمد اليمنيون؛ لأن كل موادنا الغذائية، كل أكلنا، كل لباسنا، كل معداتنا، كل شيء من الضروري والكمالي لنا كله يخضع لهيمنة أمريكا، وبقرار من أمريكا تستطيع أن تقطع كل شيء فيستسلم اليمنيون.
فلماذا يصيح أولئك الزعماء أحياناً ويظهرون أنفسهم كفرسان، وأنهم أعداء ألداء لإسرائيل، وهم يعرفون أنهم هم الذين أوصلوا هذه الأمة إلى درجة أنها لا تستطيع أن تقف أمام اليهود؟! لا يستطيع العرب الآن إطلاقاً أن يقفوا أمام اليهود إلا بأن يستأنفوا حياتهم من جديد، يستأنفوا حياتهم من جديد، ولن تستأنف حياتهم من جديد تحت الزعامات التي تحكمهم الآن؛ لأنهم هم الذين أهملوا كل الأراضي الزراعية.
تجد وزارة الزراعة في أي بلد عربي هي أحط الوزارات، وأقل الوزارات نشاطاً.. في اليمن نفسه كم من الأراضي في اليمن تصلح للزراعة, ونحن نستورد حتى العدس وحتى الفاصوليا والقمح والذرة من استراليا ومن الصين وغيرها؟ واليمن يكفي – لو زُرع – لليمن ولغير اليمن. لماذا يستورد اليمنيون كل شيء مما هو خاضع لهيمنة أمريكا وإسرائيل؟.
هل يمكن للعرب, هل يمكن للعرب أن يقاتلوا وقد أذلهم زعماؤهم، وأوصلوهم إلى هذه الحالة؟. كانت المواجهة عسكرية قبل خمسين سنه، أما الآن فقد أصبحت المواجهة حضارية، أصبحت المواجه حضارية.
لا بد أن تبرز قيادة تستطيع أن تبني الأمة من جديد كما استطاع الإمام الخميني، ولقد كان الإمام الخميني (رحمة الله عليه) رحمة من الله, وحجة على هذه الأمة العربية لو عرفت قدره، قائد عظيم، ورؤية صحيحة، وشعب قوي في ثرواته, في أعداده, وفي قوته، الإيرانيون معروفون بقوتهم في القتال، وشعب يمتلك ثروات هائلة، وقيادة حكيمة قوية، وتوجَّه نحو العداء لإسرائيل وأمريكا، وصرخ في العرب أنه مستعد.
لقد كان الإمام الخميني نعمة على العرب لو كانوا يريدون تحرراً من إسرائيل، ولكنهم بدلاً من أن يلتفوا حول الخميني, وحول إيران ليضربوا إسرائيل, ويحرروا أنفسهم من أمريكا ماذا عملوا؟ اتجهوا هم لأن يقفوا ضد إيران وضد الخميني ليشغلوه عن أن يضرب إسرائيل، لم يتركوه وشأنه حتى ليتجه ضد إسرائيل، ثم هاهم الآن يصرخون من إسرائيل، وهم الذين حموا إسرائيل من الخميني، هم الذين حموا أمريكا من الخميني، هم الذين حموا إسرائيل من إيران، هم الذين يصرخون الآن، هم الذين وقفوا لصالح إسرائيل يوم حربها ضد إيران، حرب لا مبرر لها وتحركوا بإشارة من أمريكا ليقف الجميع في خدمة أمريكا وإسرائيل لإيقاف الثورة الإسلامية، ولإيقاف الخميني حتى تبقى إسرائيل آمنة. وهاهي إسرائيل ترد عليهم بالجميل، ردت عليهم بالجميل تضربهم وتسخر منهم {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ} (آل عمران: من الآية119) تحبونهم ولا يحبونكم {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً}(المائدة: من الآية58) يقول عن اليهود أنه مهما عملتهم لهم لن يحبوكم، لن يعزوكم، لن يجلوكم، لن يقدّروا لكم أي شيء، حتى أنتم أيها العملاء الذين تتولونهم.
نحن عرفنا ما حصل لعميل إسرائيل في جنوب لبنان [أنطوان لحد] ألم يَشْكِ هو, ألم يشك من إسرائيل؟ أنها تخلت عنه، أنها أهانته، الله قال للعرب في القرآن من قبل أن يتولوا اليهود والنصارى، لن يروا جميلاً لتوليكم لهم، إنهم يسخرون منكم. وفعلاً إن اليهود في إعلامهم وتثقيفهم في الغرب يزرعون في نفس الغربيين السخرية للعرب أنهم أمة بهيمية، أمة متخلفة، أمة حيوانية، أمة لا تفهم شيئاً، يسخرون منا، يسخرون منا ولا يحبونا.
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}(البقرة: من الآية120) أنت يا محمد الذي هم يعرفون أنك نبي كما يعرفون أبناءهم، فكيف يرضون عن أمتك، وهم لم يرضوا عنك {لن تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} حتى تدين بدينهم، وتصبح يهودياً مثلهم. وهم قالوا: بأنهم غير مستعدين أن يدعوا أحداً أن يكون يهودياً. ليس هناك من يصلح من العرب أن يحظى بمكانة أن يصبح يهودياً، لكن يريدون أن يضلوا الناس.
فلماذا, لماذا خسر العرب تلك الفرصة العظيمة؟ لماذا ضيع العرب حتى الفلسطينيون أنفسهم؟. كانت إيران دولة موالية لإسرائيل قبل قيام الإمام الخميني والثورة الإسلامية، كان هناك سفارة لإسرائيل في طهران حولها الإمام الخميني إلى سفارة لفلسطين قبل أن تنشأ دولة فلسطينية، وقبل أن ينشأ في أي بلد عربي آخر سفارة لفلسطين، كانت هناك فقط مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في مختلف العواصم.
أما الخميني فإنه حول سفارة إسرائيل إلى سفارة لفلسطين، وأعلن ووعد عرفات, وأكد لعرفات أنه سيقف مع الفلسطينيين، ومع ذلك كان يتجه عرفات إلى مبارك وإلى آخرين, ولم يهتم بما قاله الإمام الخميني، وهو يعرف أن إيران أقوى من مصر، الإيرانيون أقدر من المصريين وأثبت من المصريين وأكثر ولاء لقيادتهم، وفي ميادين القتال أقدر من المصريين، وإيران أغنى من مصر، وقيادة إيران أصدق من قيادة مصر، ومع ذلك كان يخرج من عند الخميني ويتجه إلى زعيم مصر إلى حسني مبارك.
العرب هم الذين أوصلوا أنفسهم إلى هذه الحالة، إلى هذه الذلة، إلى هذا الخزي؛ لأنهم ضيعوا أشياء كثيرة، ضيعوا فرصاً عظيمة.