عيد بلا ملابس جديدة.. بين القبول والرفض. بقلم/ هاشم شرف الدين.
| مقالات | يظن نفسه ليس غبيا من يقابل دعوة عدم لبس الجديد في العيد – مراعاة لمشاعر الفقراء ومن لن يستطيعوا شراء الملابس الجديدة – باستغلالها سياسيا لتحميل شريكه مسئولية التبعات الاقتصادية الخانقة جراء العدوان والحصار..
ويظن أنه ذكي من يتخذ موقفا رافضا لها ليجعلها فرصة للكسب السياسي في مواجهة شريكه بتشويه صورته وقوفا على معاناة الناس ﻻستقطابهم..
لكنه في الحقيقة مزيج خبيث من شخص يحاول احتراف التغابي والتذاكي، كان له أن ينجح في مواجهة أي دعوة من نوع آخر، لأن رفض الاستجابة لدعوة خير وإحسان وتراحم ﻻ يمكن بأي حال أن يكون موقفا قابلا للتغرير على المظلومين الذين تستهدفهم هذه الدعوة في نتائجها..
فببساطة شديدة كيف للمظلومين أن ﻻ يرحبوا بدعوة تقول: لنكن سواسية مراعين لمشاعر بعضنا البعض ميسورين وفقراء وكثير ممن لم يتمكنوا من شراء ملابس جديدة هذا العيد للأسباب المعلومة للجميع..
ولهذا فسرعان ما لاقت الدعوة ترحيب أولئك المظلومين فعلا وتقديرهم لأنها نبعت من شعور إنساني ووطني وديني طبيعي، فيما رفضها شريك لم يعتد الاحساس بالناس واحتياجاتهم، أو قل لا يطيق تجربة شعور الفقراء في العيد..
فكيف لمن لم يعتبر من صيام شهر رمضان فيحس بحوع الفقراء وظمأهم ان يحس بهم في العيد؟
وكيف لمن لم يعتد التماهي في الشعب – كجسد واحد – بمعايشة جوعه وفقره طوال عقود أن يتداعى مع جزء منه إن عانى وضاقت عليه مصادر دخله باستهداف عدوان وحصار؟
ومضة:
شكرا للأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا موجه الدعوة، وتعسا لغير المكترثين بهموم الناس والمزايدين ممن لم يلبوها..
يعلمهم أبوأحمد أساليب جديدة لكسب أبناء الشعب بالتواضع والقرب الحقيقي منهم والوقوف إلى جانبهم ومراعاة شعورهم، فيما اولئك مبرمجون على الأساليب القديمة التي شاخت وقادت إلى ثورة تغيير..
ستنجح الدعوة بإذن الله وسيكون لها أثر إيجابي في تماسك المجتمع، فيما سيعزل رافضوها أنفسهم في حاجز أنانيتهم المعهودة..
وعيدكم مبارك بلا ملابس جديدة.