الشراكة هي ضرورة وطنية للتخلص من الاستبداد السياسي.
بصائر من نور القياده.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
خطاب المطالبة بتنفيذ اتفاق السلم والشراكه 15/7/2014م
الشراكة هي ضرورة وطنية وهي استحقاق وهي شيءٌ أساسي للتخلُّص من الاستبداد السياسي لا يمكنُ أَبَداً التخلص من الاستبداد السياسي إلا بالشراكة، إذا بقي الحال على ما كان عليه في السابق، قوى معيَّنة كانت طوال المرحلة الماضية ولاتزال إلى الآن تسيطر على كُلّ مفاصل السلطة وتتحكم في القرار السياسي وتراعي دَائماً في موقعها في السلطة وفي مفاصل السلطة، دَائماً تراعي مصالحها الخَاصَّة وما تدخل فيه من مؤامرات مع قوىً خارجية كيف يمكننا مع هذا الحال أن نبني دولة حقيقية؟، الدولةُ المنشودة التي نَصَّت عليها مخرجاتُ الحوار الوطني إذا كان التوجه لتلك القوى أن تعزِّزَ من سيطرتها وأن تقوِّيَ من قبضتها على السلطة وأن لا تُشرِكَ بقية المكونات وبتمثيل عادل كما نصت عليه وثيقة السلم والشراكة كيف يمكننا بناء دولة جديدة؟ كيف يمكننا أن نتخلص من موروث الماضي بكل معاناته؟.
كيف يمكننا الوصول إلى الدولة المدَنية التي نُنادي بها كمكوّنات سياسية ومكوّنات مجتمعية؟، كيف يمكننا الوصولُ إلى ذلك؛ لتستمرَّ المشكلةُ هي ذاتها، البلاء هو ذاته، المعاناةُ هي ذاتها، الشراكة التي يمكن أن تكون هي فعلاً مساعداً وعاملاً مهماً في التوازن السياسي في البلد بحيث تراعى مصلحة كُلّ الأطياف والمكونات؛ لأنهم للأسف الشديد المكونات المسيطرة على مقاليد الأمور هي لا تحسب حسابَ بقية أطياف الشَّعْب هي تحسب حسابَ ما يخصها هي أو يخُصُّ جمهورَها وما شابه ذلك، وتبقى فئة كبيرة من أبناء الشَّعْب اليَمَني متضررة ومعانية، لا أحد يبالى بها ولا يفكر بها ولا يحسب حسابَها؛ لأنه للأسف الشديد طغت طغياناً شديداً الهُوية الحزبية الهُوية المذهبية الهُوية المناطقية طغت على الهُوية الجامعة، الهُوية الوطنية الوطن الواحد والدين الواحد والأمة الواحدة.
أصبح الكثير لا يبالي بهذه ويحمل هذا الاحساسَ إن على مستوى الوطني تجاه كُلّ أبناء وطنه أو على المستوى الديني تجاه كُلّ أبناء بلده وهو الشَّعْب اليَمَني المسلم أو على المستوى الإنْسَاني، وَهناك رابطة الإنْسَانية أو على كُلّ المستويات البعض لا يفكِّرُ دَائماً إلا في محيطه الصغير فحسب كُلّ مشاريعه كُلّ اهتماماته كُلّ توجُّهاته في محيطه الصغير، ولذلك يضيق ذرعاً بالآخرين ولا يريد أن يقبل بالآخرين، ولذلك لم يريدوا أن يتقبلوا الشراكة أَبَداً ووقفوا موقفاً سلبياً جدّاً في مسألة الشراكة سواءٌ تجاه مكون أَنْصَار الله أو تجاه بقية المكونات.