أهمية ذكرى الولاية في مثل هذه المرحلة بالذات.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
خطاب ذكرى الولاية عام 1431هـ.
إن هذه المناسبة العزيزة, المناسبة الهامة – أيها الإخوة الأعزاء – لها قيمتها الكبيرة ولها أهميتها الكبيرة في هذا العصر بالذات, في هذه المرحلة بالذات, لها قيمتها ولها أهميتها في مواجهة أكبر مشروع تآمري ضد الأمة, في مواجهة أكبر مؤامرة على الأمة, ما يمثل خطورة كبيرة على الأمة, ففي هذا العصر وعلى نحو غير مسبوق تُدفع الأمة دفعاً بشتى الأساليب وبكل الوسائل إلى اتخاذ اليهود والنصارى أولياء, أولياء, إلى أن يكون اليهود والنصارى ألد أعداء هذه الأمة, أسوأ أعداء هذه الأمة, أقبح أعداء هذه الأمة, يكونون هم أولياء هذه الأمة, ويكون ولاء هذه الأمة لهم, يكونون هم من يحكمون هذه الأمة ومن يتحكمون بها, ومن يتحكمون بكل شؤونها, ويحكمونها في كل مجالاتها, ويسيطرون عليها سيطرة تامة.
هذا المشروع الذي يُعتبر خطراً جداً على الأمة, يعتبر مؤامرة العصر, وأكبر مشروع تآمري لضرب الأمة, هو بحد ذاته يمثل ارتداداً عن الإسلام, يمثل طمساً لهوية الإسلام, يضرب انتماء الأمة للإسلام, فالله سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(المائدة:الآية51), لكن على هذا المستوى من الخطورة أن تُضرب هوية الأمة في إسلامها انتمائها لدينها وأن تتحول الهوية فيكون من يتقبلون ذلك, من يتجهون لاتخاذ اليهود والنصارى أولياء محسوبون عند الله منهم قد فقدوا انتماءهم للإسلام وخسروا بذلك خسراناً مبيناً.
إن هذا التوجه وهذا التآمر الخطير على الأمة الذي هو أكبر مشروع تآمري لضرب الأمة هو ما تتحرك فيه الحكومات والأنظمة والحكام على مستوى منطقتنا العربية وعلى مستوى العالم الإسلامي, تُسخر له كل مقدرات الأمة, ويتحرك فيه ومن أجله الكثير, وتُحرك فيه الكثير من المؤامرات, ويحمل الكثير من العناوين التي فيها الخداع للأمة, والتضليل للأمة, تحرك كبير, ودفع كبير للأمة في هذا الاتجاه لأن تتولى أعداءها لأن يكون كل أمرها بيد أعدائها, لأن يتحكم فيها أعداؤها, لأن يسيطر عليها أعداؤها أي خطورة تساوي هذه الخطورة, وأي كيد يساوي هذا الكيد, وأي مؤامرة بمستوى هذه المؤامرة وأسوأ من هذه المؤامرة.