آيات الله ومتغيرات الحياة تثبت لنا ان اليهود والنصارى لن يرضوا عنا مهما عملنا لهم.
برنامج رجال الله اليومي.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى نهاية الدرس.
إذاً آمنا وعرفنا فعلاً بأن أولئك كما قال الله عنهم، ومن خلال الآيات التي تجلت في الآفاق والمتغيرات أنهم لن يرضوا عنا حتى ولو أظهرنا أنفسنا كعملاء لهم، حتى ولو انطلقنا كجنود لهم لن يرضوا عنا أبداً، لا يهوديهم ولا نصرانيهم حتى نتبع ملتهم، ونحن لا يمكن أن نتبع ملتهم، ونحن من أمرنا الله بأن نحاربهم، أمرنا الله بأن نذلهم، أمرنا الله بأن نقاتلهم حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
جاء في الأسئلة بالأمس أنه هل الرئيس موافق على العمل ضد الإرهاب ومكافحة الإرهاب بهذه الطريقة العسكرية حتى لضرب أي دولة، العراق أو غيرها حتى وإن كان اليمن؟!. السؤال على هذا النحو.
ماذا يعني هذا السؤال؟. يوحي بأن هناك في الحملة الدعائية ضد اليمن من يقترح من الكتاب ومن صحفيين هناك أنه يجب أن يصنف اليمن كتلك الدول كالعراق وكأفغانستان وأنه يجب أن يتلقى ضربة كما تلقى أفغانستان، وأنه يجب أيضاً أن يكون في قائمة الدول التي يجب أن تضرب كما ضرب أفغانستان.
فيسأل الرئيس هل هو موافق على ضربه؟ هل هو موافق على ضرب بلده؟ بالطبع لا، من الذي يمكن أن يقول هو موافق على ضرب بلده، لكن السؤال يوحي بأن الحملة الدعائية هي على هذا النحو.
ولاحظوا الآخرون مثلاً الأمريكيون يهمهم جداً الرأي العالمي هناك في أمريكا وفي بلدان أوروبا؛ لأنهم هناك إنما يتحركون بعد أن توافق مجالسهم النيابية ومجالسهم التشريعية توافق وتعطي الرئيس صلاحية.. تعطي الرئيس أو الملك أو رئيس الوزراء صلاحية أن يتحرك على هذا النحو. هم ليسوا أيضاً كزعماء العرب ينطلق في تصرفاته دون أن يتشاور مع مجلس النواب، ودون أن يكون تصرفه قائم على وفق قرار أو وفق قانون يقره مجلس النواب ويوافق عليه يتحرك هكذا.
ثم هم حينئذٍ وسائل الإعلام هناك هي مَن متى ما وافق الرأي العالمي هناك فوسائل الإعلام هي من تتجه إلى هنا إلى هذه المناطق، ونحن العرب يكفينا قليل من الكلام؛ لأن العرب فعلاً ترسخ لديهم ما كان قائماً ولا يزال عند بني إسرائيل {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ}(المائدة: من الآية41) يتجهون إلى أن يقولوا: هناك إرهاب في اليمن، هناك إرهاب في أفغانستان، هناك إرهاب في العراق، وهذه الدولة إرهابية، هذا الشخص إرهابي، والإرهاب يعني كذا يجب مكافحته.. يجب.. وأننا نريد أن نطهر الشعوب من الإرهاب، الإرهاب هو يضر بالجميع، فيوافق سريعاً، يوافق زعماؤنا سريعاً ونحن تعودنا على أن نوافق زعماءنا سريعاً!! فما الذي يحصل؟.
يحصل موافقة عالمية داخل الدول وداخل الشعوب، فيوافق الناس من حيث لا يشعرون على ضرب أنفسهم، يوافق الناس من خلال موافقتهم لحركات زعمائهم، ولتصريحات زعمائهم ولاستعدادهم للتعاون مع أولئك، يعني ذلك موافقة ضمنية على أن نضرب، فكل تصريحات علي عبد الله التي كان يقول فيها: نحن عانينا من الإرهاب، أصبحت الآن لدى الأمريكيين حجة على أن اليمن إذاً يجب أن يصنف كدولة إرهابية وكبلد إرهابي، وأنه من منابع الإرهاب.
فإذا ما سكت المواطنون أنفسهم لسكوت الدولة، لسكوت الرئيس فمن الذي يكون ضحية قبل الكبار؟ أليسوا هم الصغار؟ أليسوا هم الشعب؟ من كان الضحية في أفغانستان هل أسامة ومحمد عمر أم الشعب الأفغاني؟ الشعب الأفغاني كان هو الضحية، من الذي كان الضحية في العراق الشعب العراقي أم صدام؟ الشعب العراقي.
وهؤلاء الزعماء متى ما ضربوا أيضاً فإنما يضربون على هامش ضرب الشعب نفسه، لا تتوقع أنه سيضرب الزعيم دون أن يضرب الشعب، إذا ما ضرب الزعيم وضربت الدولة ستكون أيضاً على هامش ضرب الشعب.
ماذا يحصل في فلسطين؟ ألم تدمر البيوت وتدمر المباني الحكومية في فلسطين؟ وعرفات أيضاً حوصر.. أين أشد ألماً وضرراً عرفات أم الشعب؟ هل دمر بيته؟ لم يدمر بيته، دمرت بيوت الآخرين، لكن دمرت نفسيته، دمرت شخصيته، أصبح تحت رحمتهم، وفعلاً في الأخير قد يدمر نهائياً كما هم الآن يبحثون عن بديل له، وهكذا مصير الزعماء الآخرين.
فنحن إذاً إذا كنا ننطلق في محاربة اليهود والنصارى على وفق الحقائق الإلهية فإنه العمل الصحيح والموقف الثابت الذي ينسجم مع الواقع، والذي يدفع عن الناس الكثير، الكثير من خطرهم، والكثير من شرهم فيصبح شرهم بالنسبة لنا على النحو الذي ذكره الله في القرآن: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران:111).
أما إذا لم نرجع إلى القرآن وإذا لم نتأمل الآيات في الآفاق وفي أنفسنا من خلال التغيرات التي تطرأ على يد الإنسان في هذه الآفاق فإن معنى ذلك أنهم سيضربوننا وسيقهروننا وبالتالي لا نستطيع أن نعمل شيئاً ضدهم، كما وجدنا عليه الآخرين.
إذاً فلنضع نصب أعيننا في هذه المرحلة هي الآيات التي تتحدث عن بني إسرائيل، عن أهل الكتاب، عن اليهود في نظرتهم إلينا، في نظرتهم إلى ديننا، فلنعتبرها حقائق، ثم لننظر إلى الواقع نفسه وعندها سترى الشواهد الكثيرة، عندها حينئذٍ سيزداد الناس بصيرة وهم في ميدان العمل، حينئذ لا يستطيع أحد أن يوقفهم، ولا يستطيع أحد أن يؤثر عليهم لا بدعايته ولا بفتاواه، ولا بأن يقرأ عليهم آيات من القرآن، أو أن يقرأ عليهم أحاديث من سنة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)؛ لأنه حينئذٍ ستصبح بصيرتك نافذة وقوية.
آيات الله في القرآن الكريم، والآيات في الآفاق التي تشهد على أن تلك حقائق واقعية لا تتخلف، وتشهد على أنه ليس هناك ما يحول بيننا وبين ذلك الخطر إلا عمل من هذا النوع وأرقى من هذا النوع، حينئذٍ سيزداد الناس بصيرة فلا يتأثرون، ويزداد الناس بصيرة بأنهم على الحق في عملهم؛ لأنهم تحركوا وفق ما تقضي به تلك الحقائق داخل القرآن الكريم، ووفق ما يقضي به الحقائق في واقع هذا الكون. هذا ما أريد أن أقول هذه الليلة.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يبصرنا وأن يكفينا شر أعداءنا، وأن يعيننا على أنفسنا.
ونقول: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
والسلام عليكم ورحمة الله
[الله أكبر / الموت لأمريكا/ الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود/ النصر للإسلام]