إذا لم نؤمن بالثقلين فسنظل أذلاء وليطل الزمن مّا طال ولن نحظى بعزة، ولا بقوة.
برنامج رجال الله اليومي.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس الأول من سورة ال عمران صـ9ـ 10.
نحن حتى عندما نؤمن بالثقلين كتاب الله وعترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ربما – وإن كانت عبارة غير مؤدبة لكن لنعرف, لنفهم نحن [إن عاد احنا مكلوسين, مكلوسين] لم تصبح وضعيتنا كوضعية من كان في حياة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، ونحن مَن في زمن أطول، ونحن من وُوجِهْنا من قِبَل أعداء أشد خبثاً وأكثر قوةً، ما هذا الذي حصل؟. لو نريد أن نُقاصي الله.
لولا أنه يعلم أن في المسألة كفاية لكان بالإمكان أن نقول: كان تنعكس القضية كان خلي محمد يأتي في القرن العشرين ووقت الشدة وقت الأزمات، ووقت كذا.. لكن لا؛ لأن الله يعلم أن في المسألة كفاية وفوق الكفاية، أن عترته (صلوات الله عليه وعلى آله) فيهم كفاية وفوق الكفاية، أن يكونوا أعلام للأمة، ومع هذا نقول: [ما قد امتغطت المسألة, ما نشتيهم]!.
يا أخي لو تنظر إلى واقع القضية عادك مكلوس – بعد أن تؤمن وتقبل – بالنسبة لما كان للناس في مجتمع النبي نحن مكلوسين، لو لا ثقتنا بالله سبحانه وتعالى, ثقتنا بالله أنه سيجعل في هذه الأمة من بعد حياة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) منهم أزكى وأقوى وأعظم نفعاً للإسلام والمسلمين ممن كانوا في أيام النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، ما عدا الإمام علي والأقلية منهم.
ولهذا في حديث صحيح أن النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) كان يسمى أناساً سيأتون من بعده ((إخوانه)) بعبارة – لا أذكر نص الحديث – أنه كان يتأوه على إخوانه، قالوا: نحن إخوانك يا رسول الله. قال: لا، إخواني الذين سيأتون من بعدي فيرون كتاباً – أو بعبارة تشبه هذه – فيؤمنون به ويصدقون به.
أنه رسول الله نفسه كان يُقَدَّر لمن يأتي بعده أنه ممكن أن يكون بعده ممن هم في واقع المسألة لم يحظوا بما حظي به من كان في مجتمعه، في حياته من مشاهدة القرآن يتنزل، ومشاهدة الرسول يتحرك حياً بين أيديهم، لكن الله سيرعاهم فيكون منهم من سيصبح إخواناً للنبي فوق درجة أن يقولوا: صحابي, صحابه, صحابه.
ولهذا كان الحديث محرجاً حتى حاول الكثير أن يقولوا فيه: هي فضيلة عظيمة لكنها لا ترقى إلى درجة الصحبة، مع أن الحديث ينص أن النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما كان يتكلم بهذا الحديث ((إخواني، إخواني)) قالوا نحن يا رسول الله؟. قال: لا, إخواني من يأتون بعدي. أليست كلمة ((إخواني)) بهذا المعنى هي أرقى من كلمة (أصحابي)؟.
يعني ماذا؟ أن الله قائم, أن الله حي قيوم وموجود يستطيع أن يجعل فيما بين المسلمين الكفاية. [فرق كبير بين من يتلى عليه القرآن من فم رسول الله وهو ينزل طري وبين] كتاب تعرض للهزات من قِبَل المسلمين أنفسهم: نزل على سبعة حروف، نزل على سبع قراءات، لحد الآن لم يعرفوا ما هي هذه الحروف، أناس قالوا: سبع لغات، وأناس قالوا: كذا، لحد الآن لم تتميز المسألة لحد الآن فعلاً، أنهم كانوا يتضاربون ناس يقرؤون كذا، وناس يقرؤون كذا، ثم أحرقوه وبقي نسخة واحدة جمَّعها عثمان وطبع عليها ووزعها في المناطق. وعَظْمِي من هنا كان فيه آية، وعظمي آخر جمَّعوه، ولوح من هنا.
اقرؤوا كتاب[علوم القرآن] للقطان؛ لتجدوا كيف تعرض القرآن الكريم لهزات لولا أنه محفوظ من قبل الله لطلع فيه سور أخرى واحدة لمعاوية، وواحدة لعائشة، وواحدة لأبي بكر، وواحدة لعمر، وواحدة لعثمان… لكن الله سبحانه وتعالى حفظه.
من أجل من؟ حفظه حتى ممن رأوا النبي من أجل أن يصل إلينا نظيفاً وسليماً. أعتقد أنه حفظه حتى ممن كانوا في زمن النبي؛ لأنهم بعد موته كانوا يشكلون خطورة عليه كثير منهم، معاوية ألم يعاصر النبي أليس صحابياً؟ عمرو بن العاص أليس صحابياً؟ المغيره بن شعبة وعائشة ما هم صحابة؟ لكن ما كان هناك مجال والا معاوية مِن يطلِّع لك عشرين مصحف، يطلِّع لبني أمية سورة، وفي أهل البيت سورة تكون لعناً وسباً.
سبروا حديثاً في أهل البيت ((إن آل أبي طالب ليسو لي بأولياء)) أن رسول الله قال كذا، لكن كَبُرت عليهم المسألة، حتى المحدثين تحاشوا أن يصدروها في كتبهم، فجعلوا بدلها ((فلان)) ((إن آل أبي فلان ليسو لي بأولياء))! قالوا إما هذه كبرت، لكن السند صحيح رواه فلان عن فلان ثقة – بيسموه – ثقة ضابط، ثقة! [ضابط أموي برتبة عميد].! أليسوا يقولون ثقة ضابط؟.
أقول نحن فعلاً [الزيدية] إذا لم نصل إلى قناعة بهذه المسألة بالثقلين، وأن نتحرك في إطار الثقلين فسنظل أخذل الأمة وأرذل الأمة، أتعرفون أننا الآن أضعف طائفة؟ وأننا الآن أذل الطوائف والاّ لا؟ تعال انظر إلى المسلمين جميعا تجد المسلمين تحت أقدام اليهود، تعال إلى الشيعة تجد الشيعة طوائف متعددة كلها في وضعية جيدة احترمت نفسها، لماذا؟ ربما لأنها ليست المسئولية موجهة عليها بشكل كبير كما هي موجهة إلى [الزيدية]، [الإثنا عشرية] محترمون ولديهم دولة ولديهم أحزاب قوية، ولديهم إمكانيات هائلة وصحف ومجلات ومطابع وأعلام وأشياء كثيرة يملئون الدنيا بها. [المكارمة] من يحسبون أنفسهم على الشيعة، ونحن بعد لم نعترف بهذه [الباطنية] في حراز وفي الهند. [البُهْرة] هؤلاء من يعدون أنفسهم من الشيعة الإسماعيلية كلهم طوائف وضعيتها جيدة.
ما الذي حصل للمكارمة في [نجران]؟ عندما تعرض واحد من طلاب سيدهم إلى إهانة أو استجواب من السلطة السعودية ماذا عملوا؟ عملوا ثورة في نجران وخرجوا في الشوارع وضرب بالبنادق حتى ضربوا مكتب الأمير نفسه، وكسروا سيارات، وحرقوا أقاموا لعبة داخل السعودية. [البُهْرَة] طائفة غنية، طائفة منظمة، لكن الزيدية بيلعب بهم مدير مدرسة، أو يلعب بهم محافظ, أو سارق, أو مدير ناحية أو حاكم أو عسكري، يعني وضعية سيئة جداً، لماذا؟.
ليس لأن أولئك لديهم الحق، تعال تصفح لن تجد عندهم الحق، لكن عند هؤلاء الحق وهم من أضاعوا المسؤولية، هم من أضاعوا مسئوليتهم هم فاستحقوا أن يذلوا كما قلت سابقاً.
ألم نصبح نحن كعرب أذلاء تحت أقدام اليهود والنصارى؟ لأننا أضعنا ما استوجبنا به أن نكون تحت أقدام من قد أذلوا, من ضربت عليهم الذلة والمسكنة. ألسنا نحن الزيدية تحت أقدام السنيّة؟ لأننا نحن من أضعنا المسؤولية الكبرى، ونحن من نتنكر لأهل البيت، ولم نؤمن بعد بقضية الثقلين: ((كتاب الله وعترتي))، وقد آمن بها الآخرون، إنما لم يطبقوها، آمنوا بها لأن هذا الحديث صحيح، لكن ثُقِّفُوا ثقافة أخرى وانطبعت في نفوسهم عقائد أخرى وثقافة أخرى جعلتهم يعدلون عنها، وإلا فهم مؤمنون بها.
نحن متى لم نؤمن بالثقلين فسنظل أذلاء وليطل الزمن كمّا طال، ولن نحظى بعزة، ولا بقوة، ولا بتمكن، ولن نستطيع أن نقدم للإسلام شيئاً.
كيف نستطيع أن نقدم ونحن ندخل بوجهة نظر ناقصة، هي نفسها تجعلنا ندخل إلى القرآن ناقصين، وننظر إليه بنظره ناقصة… لسنا بحاجة إلى أعلام بينما الله يقول لأولئك – كما قلت سابقاً وأكثر من مرة – {وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}(آل عمران: من الآية101) في مواجهة [بدو] من أهل الكتاب، ما الحديث عن {إن تطيعوا فريقاً}؟ فريق أما الآن دول، أليس صحيحاً؟ فريقاً يعني مجموعة من أهل الكتاب، أما الآن أنت تواجه الصهيونية بإمكانياتها الهائلة، وتوسعها في العالم، أنت تواجه دولاً بأكملها، تعمل كلها جاهدة على أن تكفرك، أن تصل بك إلى درجة الكفر، تمتلك إمكانيات هائلة تعمل فعلاً على دعم وسائل الضلال.
[الدُّشَّات] هذه ما كان الدُّش بمائة وستين ألفاً أو بمائة وثلاثين ألفاً؟ دعمته الصهيونية بأخبار مؤكدة أنها دعمته الصهيونية من أجل أن ينتشر بين الناس برخص فيصل سعره إلى خمسة عشر ألف، عشرين ألف، والباقي عليهم، يعطوا الشركات المصنعة المبالغ التي هي قيمة هذه الأجهزة وتنزل لدينا برخص.
أتعرفون ما معنى الدعم؟ الدعم: إذا كان هذا الجهاز تصنعه الشركة الفلانية يصل قيمته إلى مثلاُ ألف دولار، الشركة يُدْفع لها – مثلا ً- تسع مائة دولار.. وبيعيه في السوق بمائة دولار، هذا هو الدعم.
{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ}(آل عمران: من الآية101) نريد أن نعرف نحن كم نحن مجموعة من الزيدية كم نحن هنا قد نكون مائة شخص أو أقل، من يعرف بأننا نحن المائة هذه – ونحن نموذج لغيرنا – أن فينا على الأقل ثمانين في المائة مؤمنين بالقضية هذه، مؤمنين بقضية الثقلين بوعي، أنها هي المسألة التي لا بد منها في الاهتداء بالدين ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) أليس هذا صمام أمان من الضلال في كل مجالات الدين, في كل مجالات الحياة؟.