على عتبة رمضان الرابع. بقلم/ علي جاحز.
| مقالات | الثقافة القرآنية:- نلج غدا عتبة شهر رمضان المبارك وهو رمضان الرابع في ظل العدوان والحصار وبالأصح في ملحمة الصمود والتصدي الأسطورية التي يجسدها شعبنا اليمني العظيم
لازلنا نتذكر بداية العدوان حين كنا نقول هل سيأتي رمضان ونحن نعيش تحت القصف والعدوان والحصار .؟
كنا نشعر بجزع وقلق كبيرين ، هذا الشعور تلاشى بفضل الله وعونه وبات الشعب اليمني اليوم لا يبالي أتى رمضان أو أتى العيد ، مر عام أو عامان أو أربعة أو خمسة ، ليس عدم إحساس بالمأساة بل دليل على إننا تجاوزنا مرحلة الجزع والقلق والخوف ، وبتنا نجسد روحية التحدي والتماسك والصمود في أرقى مراتبها ومعانيها .
السكينة التي انزلها الله على اليمنيين مع مرور الأعوام في ظل أبشع عدوان وحصار في تاريخ البشرية ، هي علامة من علامات النصر الإلهي المحسوم والمكتوب لليمنيين في ظل إرهاصات كبرى يشهدها العالم العربي اليوم .
وإن ما نعيشه من مآس ومعاناة لا يعدو كونه تمحيصاً وامتحاناً لتزكية النفوس وتهذيبها لكي تستحق النصر الموعود الكبير الذي لا يمنحه الله إلا لأناس يستحقونه بكل جدارة بعد أن يتجاوزوا الامتحان الصعب وهو امتحان الصبر والمجاهدة والتسليم والاستعداد للتضحية والبذل والعطاء والبيع من الله عز وجل بطيب خاطر وبدون تكاسل أو تفريط أو تراخٍ .
نعم ، هذا الامتحان وهذا التمحيص إشارة من إشارات محبة الله لهذا الشعب وإراداته في أن يجعلهم مؤهلين ليستحقوا النصر الكبير ، وبإذن الله سيتجاوز اليمنيون هذا الامتحان ويستحقون النصر ، فكل المؤشرات تقول أن مستوى الإيمان والثقة بالله وبالنصر وصل عالياً وكبيراً .
وفي المجمل حري بنا أن نستشعر أهمية العمل والمجاهدة بروحية عالية لتجاوز هذا التمحيص والوصول إلى مرتبة أولياء الله الذين يستحقون نصره وتمكينه ، وعلى رأس المعنيين بهذا قيادتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية وكل القيادات الذين بيدهم القرار والحل والعقد ، معنيون أن يجسدوا المنهج القويم في إدارة شئون البلاد وعدم التهاون في تقويم أي اعوجاج .
إن أساس نجاح أي دولة وأي سلطة هو العدل ، والعدل معانيه واسعة وكبيرة ، وإذا أرست القيادات العدل فان ذلك سيترتب عليه بلاشك ولا ريب صلاح واقع الناس وبالتالي فان بقية الأمور ستصلح وحينها سيكون الواقع مؤهلا للنصر بإذن الله.
ارفع من هنا التهاني والتبريكات للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، ولكل المجاهدين في كل جبهات الشرف والبطولة وللشعب العظيم الصابر الصامد ، وبالأخص اسر الشهداء والجرحى ، والى القيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط وكل المخلصين في هذا الوطن العظيم.
رمضان مبارك وكل عام وانتم والوطن بألف خير ونصر وعزة وكرامة واستقلال .
وسننتصر بإذن الله