محاضرة مواصفات المؤمنين – المحاضرة الرمضانية التاسعة عشرة للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي 1439 هـ
| محاضرات وخطابات السيد القائد | 21 رمضان 1439هـ/ الثقافة القرآنية:-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين.، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في القرآن الكريم يرسم لنا الله سبحانه وتعالى سبيل النجاة والفوز والفلاح، ودين الله سبحانه وتعالى وهديه ونوره أتى لإنقاذ البشرية وهدايتها وإصلاحها، ولما يضمن فلاحها ونجاحها وفوزها، وفي القرآن الكريم يبين الله لنا طريق الفلاح كيف نكسب هذه الحياة كيف لا تكون هذه الحياة التي نعيش فيها فيما نحن فيه من أعمال وتصرفات ومواقف وسائر الحالة السلوكية لا تتحول إلى وبال ووزر علينا، وإثم وسبب لسخط لله، وسبب للشقاء، وسبب للخسران.
والإنسان بفطرته فطره الله سبحانه وتعالى على أن يحب لنفسه الخير وأن يخشى على نفسه الشر والسوء والخزي والعذاب والهوان مفطور في فطرته (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) ولكن الإنسان أحياناً يخطئ، وأحياناً تستغل حالة الرغبة لديه بخير نفسه ونفع نفسه وراحة نفسه وسعادة نفسه فيعمل إبليس، يعمل الشيطان، وتعمل الشياطين من الإنس والجن وكذلك الميول النفسية التي تنفصل عن حالة التفكير الصحيح والفهم والوعي الصحيح تتجه بالإنسان إلى حيث الشر، إلى حيث الفساد، إلى حيث الخطر، ويهن الإنسان يتجه يريد لنفسه السعادة في فعل ما أو تصرف ما أو عمل ما أو موقف ما يرى فيه الخير لنفسه فإذا به شراً، وإذا به خطراً كبيراً عليه.
القرآن الكريم لابدّ من العودة إليه، وطريق الإيمان التي رسمها الله سبحانه وتعالى هي الكفيلة أن تحقق للإنسان الفلاح والفوز والخير، الخير في هذه الحياة والخير الأبدي والدائم والباقي في الآخرة، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة مهمة في القرآن الكريم وسميت “المؤمنون” قدمت فيها المواصفات الرئيسية الكفيلة بتحقق الإيمان.
وطريق الإيمان هو الكفيل بتحقق الفلاح للإنسان حتى يكون من الفائزين في هذه الحياة من الناجحين في هذه الحياة، لا يخسر حياته هذه لا يخسر عمره، لا يخسر هذه الفرصة التي أعطاه الله سبحانه وتعالى وهو تائه يبحث عن سعادة نفسه حيث يضر بنفسه حيث يحمل نفسه الأوزار والآثام والمعاصي والذنوب.
نقرأ من سورة المؤمنون أول هذه السورة، فيما فيها من مواصفات مهمة ورئيسية ونماذج أساسية من أعمال المؤمنين والتزاماتهم، وطريقة القرآن الكريم عندما يتحدث عن المؤمنين وعن المتقين ويقدم نماذج رئيسية، هي تضمن ما عداها يعني إذا تحققت هذه النماذج الرئيسية فلا بدّ أن يتحقق معها ما بقي من الالتزامات العملية وما بقي من الانضباط فيما بقي أن ينتهي الإنسان عنه، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)) قد أفلح المؤمنون قد هذه يقولون عنها أنها تفيد التحقيق، تحقق وتؤكد أن الفلاح تحقق لمن في هذه الحياة من الذي فاز بحياته هذه من الذي سعى في حياته هذه بما يضمن لنفسه الخير والفوز بالخير والفوز بالسعادة الأبدية والحياة في هذه الدنيا بطمأنينة وسمو وشرف وسعادة وكرامة وعزة، من؟!! فئة واحدة، فئة واحدة من بين كل البشرية، والكثير من الناس يتخبط هنا وهناك، والكثير من الناس يبذل جهداً عملياً رهيباً وكبيراً جداً في مساعيه لتحقيق الخير لنفسه في تحقيق السعادة لنفسه لضمان المستقبل الأبدي أو المستقبل الصالح لنفسه حتى أن المستقبل بات هاجساً رئيسياً لدى الناس كثقافة عامة، يريد أن يؤمن مستقبله، من الذي يؤمن مستقبله الدائم والحقيقي على أرقى وأعظم مستوى؟!! هم هؤلاء.. هذه الفئة، المؤمنون، والمؤمنون من هم؟! هذه مسألة مهمة جداً سبق لنا في محاضرات سابقة الحديث عن أن الانتماء الإسلامي كمسلم مثلاً هو انتماء واسع، انتماء واسع داخل الانتماء الإسلامي ينبغي أن يسعى الإنسان المسلم ليحقق في واقعه التقوى والإيمان، فيرتقي إلى درجة الإيمان، من حالة الانتماء العام للإسلام إلى حالة الانتماء للإيمان، انتماؤك للإسلام هو الخطوة الأولى في الطريق وبات يهيئ لك هذه الفرصة، فرصة أن تنعم بهذا الدين أن تنعم بتوجيهاته بتشريعاته، وبات ميثاقاً ما بينك وبين الله سبحانه وتعالى لمواصلة مشوارك في هذا الطريق للسير فيه عملياً، بما تعمل.. بما تتخلق به.. بما تتحلى به.. بما تلتزم به وليس فقط تصل إلى الخطوة الأولى في الطريق ثم تتوقف عندها ولا تواصل المشوار.
الله يقدم في القرآن الكريم مواصفات للمؤمنين مواصفات رئيسية لا يمكن أن يكون الإنسان من المؤمنين إلا إذا تحققت لديه هذه المواصفات إذا أخل بها ولم تنطبق على واقعه على توجهاته فهو لم يصل بعد إلى أن يكون من المؤمنين وبالتالي لن يكون من المتقين بالتأكيد .
يقول الله سبحانه وتعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) من هم هؤلاء المؤمنون؟ (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) الذين يُصلّون هم الكثير، المصلين هم الكثير، أكثر أبناء أمتنا الإسلامية يصلون، وباتت الصلاة لدى الكثير من الناس حالة روتينية اعتيادية وبشكل بارد جداً، ليس لها روح ليس لها أثر، وأحياناً البعض من الناس يفصلها عن كل شيء في هذه الحياة لا يعي قيمة هذه الهبة الربانية، الصلاة عطية إلهية عظيمة ومحطة تربوية إيمانية راقية جداً وعظيمة الأثر جداً، لكن لمن يعي ذلك ولمن يتفاعل معها بناءً على ذلك، ولذلك لو نأتي إلى الحديث عن الصلاة في القرآن الكريم حديث واسع جداً وهي في الإسلام الركن الثاني منه، ركن عظيم وأساسي جداً، ويتعلق بها مسائل كثيرة جداً لا يسع الوقت للحديث عنها لكن محطة مختصرة نتحدث قليلاً عنها.
لتصفح وقراءة وتنزيل المحاضرة كاملة اضغط الرابط التالي:-
محاضرة مواصفات المؤمنين المحاضرة الرمضانية التاسعة عشرة للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي 1439 هـ