طريق الحق تعتمد على الاستقلالية التامة ولهذا سميت صراطاً مستقيما.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس الثامن من دروس رمضان صـ5.
حينما ينصرف الإنسان بذهنه على الإطلاق في كل قضية يتحرك فيها في سبيل الحق لا تدري وإذا هو قد أصبح يحول ذهنه إلى هذه الجهة أو هذه الجهة يبحث كيف يعرف أسلوب حق وكيف الطريقة إلى الحق، من هنا أو من هنا. لا. يجب أن تفهم أنك في حالة البحث لمعرفة الحق الذي تسير عليه لتقوم بالحق أن تفهم بأن عليك أن تلجأ إلى الله فإنه قد رسم الطريقة الحق، أعني: أنه يقدم هذا الموضوع باستقلالية تامة؛ ولهذا سماه صراطاً مستقيماً، وسماه سبيلاً {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (الأنعام: من الآية153) جعل القضية جاهزة طريقة مستقيمة وواضحة لست بحاجة إلى أن تتلفت كذا أو كذا أو تستعين بهذا أو بهذا أو بأي طريقة أخرى على الإطلاق.
الحق هو من ربك وسيهدي للحق في كل قضية في أساليبك في منهجيتك في طريقتك؛ لأن الله سبحانه وتعالى في الأخير قدم القضية بالشكل الذي تبدو سهلة ليست حتى مرهقة ذهنياً ليست حتى مرهقة لذهنك ولا تجعلك تتخبط، لكن افهم الطريقة الحق الأساسية.
حركة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحركة الذين كانوا معه ألم تكن حركة حق؟ هل كانوا هم كل واحد منهم ملان اضطرابات وترددات [وكيف نسوي، وكيف نعمل و .. و] وأشياء من هذه؟ لا. قال الله لهم: اتبعوه، أطيعوه، هو نفسه سيعرف الحق وأسلوب الحق وطريقة الحق ويتبعونه وهو في نفس الوقت يبين لهم الحق ويسير بهم مسيرة الحق وإلى غايات الحق، وهكذا.
جاء في القضية الأولى بأنه أن يكون الإنسان مطمئنا أنه إذا كان هناك من يكتم الحق أن الله سيهيء من يبين الحق ويهدي إلى الحق، هذه القضية هامة يجب أن نفهمها؛ لأنه أحياناً قد تبدو حالة من يبين الحق هي الحالة الشاذة يعتبرونه الحالة الشاذة! يقول لك: العلماء الباقون لا يقولون هكذا، أو فلان، وفلان، وفلان من العلماء لا يتكلمون لماذا إما فلان! عندما تنظر هذه النظرة {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (البقرة:146ـ147) قل ـ وقد أنت عارف لربك الرحيم ـ إذاً لا يمكن أن يترك الناس هكذا يأتي من يغلق باب الحق، سيهيئ من يبين الحق حينها تتقبل أنت المسألة عندما تجد أحدا من الناس يبين الحق لن تعتبرها حالة شاذة، الكثير يعتبرها حالة شاذة؛ لأنه لا يعرف هذه السنة الإلهية هنا، هنا فريق يكتمون، لكن هو في نفس الوقت يهيئ من يبين الحق، وعندما ترجع إلى الكاتمين وتقول: هؤلاء هم الأصل لماذا فلان هو لوحده ويتحرك لوحده ويعمل له طريقا لوحده …. وأشياء من هذه، معناه أنك لست فاهماً لهذه وتكون أنت مع من يكتمون الحق وسترى في الأخير ما سيقول عنهم، قضية خطيرة جداً معظم الآيات التي ستأتي حول موضوع من يكتم الحق وأتباعهم وكيف ستكون طريقتهم ومصيرهم.