البرنامج اليومي (دين الله لا يحده حدود وليس أمامه عوج).
برنامج رجال الله اليومي.
آيات من سورة الكهف صـ5 ـ 6.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
نحن نقول: يجب أن تفهم، يجب أن تفهم، أن عليك أن تعتقد عقيدة أن دين الله لا يحده حدود، وليس أمامه عوج، وأنه يجب أن تنظر نظرة القرآن، وإلا فقد يكون الإنسان فعلاً عقيدته باطلة في الله؛ لأن كل الأفكار لدينا هي تقصر المسافات، تقصر الرؤى، يصير معناها أنه ماذا؟ أن هذا الدين غير قادر، ومن وراء هذا الدين وهو الله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه، أن يعلي كلمته، أن يظهره على الدين كله. تفهمون أنها حالة خطيرة؟ تحدثنا عنها أكثر من مرة.
الإنسان يكون عنده: [وين هي أمريكا! ووين احنا من امريكا!..] ثم يفتر، ما هو في الأخير يفتر واحد؟ يرجع يفتر؟ لماذا؟ لأنه ليس ممن {جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِه} كان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) والله يذكر هنا في نفس هذه السورة عندما قال: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً}(الكهف6)؛ لأنه مصدق بهذا الحديث هو، ينطلق بجدية، ينطلق باهتمام، ينطلق برؤية لديه عالمية، مع أنه كان في مدينة واحدة، في المدينة المنورة، ورؤيته رؤية القرآن، ونظرته نظرة القرآن، وهو يعلم أنه رسول للعالمين جميعاً.
فهو في زمنه يخطط، ويتحرك فعلاً في رسالته يتحرك ليبني أمة، ولبناء أمة تكون قادرة على أن تتحرك بهذا الدين على العالمين، ليظهر على كل الديانات، ليظهر على كل الثقافات، ليظهر على كل المجتمعات الأخرى الباطلة؛ {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(التوبة33).
إذاً فعليك كواجب؛ لأن الله يريد منا أن نعمل، أن نعمل، نحارب أمريكا، إسرائيل، هي الدنيا هي صغيرة في عالم الله، إعتبر أننا نحن وإياهم داخل بيت فقط، داخل بيت واحد، يعني بيت واحد من ضمن هذه البيوت الكثيرة، الكواكب الكثيرة في هذا العالم الفسيح.
نتصارع نحن وإياهم، نتكلم, نرفع شعارات، منشورات، نعد أنفسنا، يحصل ما حصل. ابعد من ذهنك أمريكا كبيرة؛ إسرائيل كبيرة، بالعناوين الكبيرة، هي عوج، هي تعتبر عوج، وهي التي دائماً تقعد الناس فعلا، هي التي تقعدهم، لا يأتي عوج أبداً إلا من داخل النفوس، تخلي الناس يقعدوا، فلا يعودوا يتحركوا لشيء، أو يتحركوا ببرودة، وتثاقل.
أول شيء نفهم نحن، نفهم نحن، الذين كنا نسمع على مدى السنين هذه الماضية، أنهم قالوا: ملاحقين إرهابيين! ألم نكن نسمع هذه؟ أليس هذا تصرف من هو ليس مفكر في إرهابيين؟ هو مفكر في احتلال الكل؟ سحب الأسلحة هذه كل ابوها، يسحبوها كلها، ويعملوا على سحبها، والهيمنة على المناهج؛ ليغيروا المناهج، ويثقفوا هذا المجتمع الكبير، في المدارس الحكومية: الأساسية، الثانوية، الجامعة.
أليس هذا عمل من لديه فكرة أن يحتل؟ إذاً يجب أن نفهم نحن على الأقل، نفهم نحن أولاً أننا فعلاً أمام أعداء يريدون أن يحتلوا، ويحاربوا ديننا فعلاً؛ لأنه عندما نسكت سنسكت عن أعداء رهيبين يتجهوا لأن يجعلوا هذا القرآن قراطيس، وقد جعلوه لحد الآن قراطيس، نحن وإياهم، لم نعد نجعل له قيمة في الحياة، ولا في حركتنا على أساسه.
أيضاً زيادة {تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً} وهذه نقطة ثانية: {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ}، والله يتحدث معهم عن كتابهم، التوراة {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى} (الأنعام91) ثم قال بعد: {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً}. إذا كانوا عملوا هذا بالتوراة وهو الكتاب الذي أنزل عليهم فكيف بالقرآن الذي هم أعداء له، ما هم سيخفون كثيراً؟ ما بتقرأوا في الأخبار، في الصحف، أنهم يريدون أن يغيروا آيات الجهاد، يبعدوها؟ هذا من الإخفاء، وآيات في بني إسرائيل، هذا من الإخفاء كثيرة جداً.
عندما يبعدوا حوالي ثلث القرآن، أو نصف القرآن، يخفوه ما يبعدوه منه، ما يستطيعوا يخفوه، ويخفوا المصحف نفسه. ما هذا يدل على أنهم حرب للدين؟. لكن تجد أن الناس لا يهتمون بهذا، لا يدرون ماذا وراءها؟ بعضهم لا يهمه أمر الدين، يحرقوه، أو يدمروه!.
لكن ننظر إلى مثال تحدثنا عنه بالأمس، حتى نعرف علاقة الدين بنا في هذه الدنيا، في حياتنا هنا في الدنيا، وفي حياتنا في الآخرة؛ لتعرف كيف يعمل الأذكياء من الأعداء، كيف يتجهون لمحاربة ديننا.
مثلاً الشيطان ما الله ذكر في القرآن بأنه عدو مبين للإنسان، شديد العداوة للإنسان؟ الشيطان هذا نفسه، هو وشياطينه، ومعه جنود كثير، هل هو يسلطهم على [قاتنا] يقطفوه؛ لكراهته لنا، أو على سياراتنا يكسروها، أو على أولادنا يسقطوهم؟ أو على [بنِّنا] يكسروه.؟
هل هو يسلطهم على شيء من أمور الحياة هذه التي لدينا؟ مع أنه عدو شديد العداوة. لماذا يتجه إلى أن يفصلنا عن الحق، وعن الدين؟ لماذا؟ لأنه يعرف بأنه إذا ضربنا في ديننا، ضربنا في الحياة هذه، وفي الآخرة، وأوصلنا إلى جهنم؛ لأنه عدو شديد العداوة، يريد أن يلحق بنا أقصى، وأقسى ضرر.
فهو يعرف أن حياتنا هنا، سعادتنا، قوتنا، عزتنا، مجدنا، شرفنا، مرتبط بديننا، فليضرب الدين حتى لا تقم لنا قائمة. الشيطان ربما يعرف أكثر مما يعرف كثير من الناس السنن الإلهية، التي ذكرها الله في القرآن؛ لأنه سمع من أول يوم {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}(طه123) ولنصبح هكذا: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي}{طه124) فهو يعمل على أن نعرض {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
الشيطان ما هو ذكي؟ لأنه فهم تماماً علاقة سعادة أعدائه هؤلاء، الذين هم بني آدم، أن سعادتهم مرتبطة بدينهم في هذه الدنيا، وفي الآخرة، وعزتهم، وقوتهم، ومجدهم، ورفعتهم. إذاً فليهاجمهم في هذه النقطة في دينهم، [وإلا يستطيع أن يكسر سيارات الناس، ويقطف قاتهم، وبنهم].
أليس الأعداء إذا هناك متعادين، أليسوا يعتدون على بعضهم بعض؟ هذا يقطف [قات] ذاك، وهذا يقطف [بِنَّه]، أو يحرق حطبه، أليس هذا الذي يحصل من الناس؟ الشيطان ينظر إلى أن هذه القضية قضية من يعملها يعتبر مغفل. إذا أنا أريد أن أضرب الناس تماماً، أضربهم في دينهم.
اليهود والنصارى، أولياء الشيطان يعرفون تماماً الطريقة هذه. أعداء الله الذين حكى عنهم بأنهم أعداء لنا، ألم يتجه اليهود بسرعة، وما قد احتلوا إلا شعبين، هما العراق وأفغانستان، واتجهوا ليغيروا المناهج، ويسيطروا عليها في معظم البلدان العربية. فاهمين هم أن أهم شيء يجب أن يركزوا عليه هو ما يتعلق بديننا، فليفصلونا عن هدي الله، عن دينه، فيكونوا قد حققوا كل شيء.
يخرجون أمة ضعيفة، هزيلة، مفرقة، مشتته، لا تعرف شيئاً، لا تحرك ساكناً، ويكونون قد هيمنوا على كل شيء، مما يجعل معيشتنا في الأخير معيشة ضنكا.
السعوديون الآن معيشتهم ضنكا، وهم لديهم خمسة ملايين برميل في اليوم، من غير الموارد الأخرى، من بعد ما دخل الأمريكيون لديهم في حرب الخليج من عام [91م] وضعيتهم الآن سيئة جداً مقارنة بما كانوا عليه سابقاً.
إذاً فلنفهم، نفهم أن الناس الذين يفكرون [قالوا أن هناك حرب للدين] وعنده الدين! مادام أنه ستسلم له أموره الخاصة، فليست مشكلة لديه، لا، يجب أن نفهم أن هذا الشيء، وهو: علاقة الدين بنا. لهذا في الواقع أن ما الدين هو الذي هو بحاجة هو إلينا مثلما نقول، العبارات التي تعودنا عليها: [ندافع عن ديننا].
إن الدين هو الذي يدافع عنا، نحن بحاجة إلى الدين نحن، نحن بحاجة إلى الدين في حياتنا هذه؛ لأنه ماذا يعني الدين؟ الدين هو هدى الله، هداه، هدانا، أي رسم لنا طريقة، وهدانا إليها؛ لكي نتحرك في هذه الدنيا؛ لنكون أقوياء، لنكون أعزاء، لنكون سعداء، لنكون عظماء، في هذه الدنيا، وفي الآخرة. هذا هو معنى الدين.
أليست حياة الناس ضنكا؛ لإعراضنا عن الدين، والحياة كلها ضنكا، عندنا وعند غيرنا. الحكام الذين نراهم الآن مرتاحين، بأموال كثيرة، وممتلكات هائلة، في أشد ضنك الآن، قد كل واحد ينظر إلى ما لديه، وقد هو يرى أنها لم تعد إلا أيام وأمريكا ستقضي عليهم. أليس هذا من ضنك المعيشة؟.
تصبح أموالهم، وأولادهم وسيلة تعذيب نفسي شديد لهم، مثلما قال الله في القرآن: {وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا} (التوبة85) لأن أشد عذاب لك في هذه الدنيا عندما تأتيك الأشياء الصعبة وأنت في أحسن حال باعتبار ممتلكاتك. أليست الحالة ستكون نكايتها أشد؟