كلمة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى عيد الغدير يوم ولاية الإمام علي ( ع) 1439هـ
| محاضرات وخطابات السيد القائد | 18 ذو الحجة ذ439هـ/ الثقافة القرآنية:-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات، شعبنا اليمني المسلم العزيز..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اليوم احتفل شعبنا العزيز بمناسبة إسلامية عظيمة ومهمة، ويحتفل كثير من المسلمين بها في أقطار كثيرة من العالم سواء من كانوا سيحتفلون اليوم أو من سيحتفلون الغد بحسب اختلاف التواريخ، وهذه المناسبة العزيزة والمهمة هي مناسبة يوم الغدير، ذكرى يوم الولاية، يوم الغدير تلك المناسبة عظيمة الشأن وبالغة الأهمية والتي عندما نتأمل فيما يتعلق بها ويتصل بها من نصوص قرآنية ونتأمل في ذلك البلاغ الذي أعلنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك اليوم العظيم ندرك جيدا أهمية هذه المناسبة وعلاقتنا بهذه المناسبة من واقع انتمائنا الديني وهويتنا الإسلامية والإيمانية، وشعبنا العزيز اعتاد على مر التأريخ وعبر الأجيال أن يحتفل بهذه المناسبة وليست مناسبة طارئة في واقعه، لا، هي مناسبة كان يحتفل بها أسلافنا وأجدادنا على مر التاريخ كشعب يمني بحكم هويته الإيمانية وأصالته في تمسكه بقيم الإسلام ومبادئ الإسلام واستيعابه لمفاهيم عظيمة في هذا الإسلام العظيم.
ونتحدث الآن عن هذه المناسبة أولا في طبيعة البلاغ، والنصوص القرآنية المتصلة بها، وندخل ضمن ذلك على كثير من المفاهيم الرئيسية ذات الأهمية القصوى في الإسلام والتي لا بد لنا كمسلمين من التركيز عليها والسعي لاستيعابها، والسعي للالتزام بها كمبادئ ومفاهيم قرآنية وإسلامية، الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم وهو عائد من حجة الوداع والتي سميت بهذا الاسم لأن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله عندما تحدث فيها أشعر أمته الإسلامية ومن خلال تحدثه إلى المجاميع الكبيرة، عشرات الآلاف من الحجاج أنه على وشك الرحيل من هذه الحياة، وبالتالي كان هناك أهمية قصوى لكل ما يركز على تقدميه إلى أمته وعلى تبليغه للناس، لأنه وهو في المرحلة الأخيرة من حياته وقبل رحيله من هذه الحياة يركز على أهم المسائل ويركز على استكمال ما تبقى مما ينبغي التأكيد عليه أو تقديمه إلى الأمة بما له صلة أساسية بدينها.
الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وأثناء عودته من حجة الوداع وعندما بلغ إلى وادي يسمى خم، وهو ما بين مكة والمدينة، وهو إلى مكة كما يقال أقرب منه إلى المدينة، نزل عليه قول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)، كان ذلك في يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة.
هذه الآية العجيبة المضمون والمهمة المضمون والساخنة المضمون تأكيد على رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله بأن يبلغ ما أنزل إليه من ربه، موضوع معين له أهمية قصوى بلغت أهميته لدرجة أن الله قال له في ذات الآية (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)، بأدنى تأمل مع التجرد من الأهواء والعصبيات ومع التوجه الصادق نحو الله سبحانه وتعالى وطلب الهداية يتجلى لنا كم هي أهمية موضوع يخاطب الله نبيه بشأنه بهذا الخطاب ويقول له بهذا النص، وإن لم تفعل، يعني لم تبلغ هذا الموضوع فما بلغت رسالته، غياب هذا المبدأ الذي مطلوب منك وأنت مأمور من الله أن تبلغه، غيابه أو كذلك تجاهله يمثل مشكلة كبيرة تمتد آثارها السلبية والسيئة على واقع الدين بكله، حتى يبقى ما بقي من الدين بكله في كل تشريعاته في كل توجيهاته، في كل قيمه، في بقية محتواه وكأنه لم يُبلَغ، يكون عديم الجدوى، يكون عديم التأثير، تتعطل آثاره وفوائده وثماره التي هي مفترضة من دين الله سبحانه وتعالى حتى كأنه لا شيء منه في واقع الحياة.
هذا النص القرآني يدلل على أهمية هذا المبدأ، هذا الموضوع الذي له أهمية قصوى في فاعلية الدين بكله، في حيوية الدين بكله، في أن تتحقق آثار هذا الدين في مجمل وتفاصيل تشريعاته وتوجيهاته وتعليماته، فما هو هذا الموضوع؟ هذا النص الإلهي وهذا الأمر الإلهي وهذا التوجيه الإلهي أتى إلى النبي صلوات الله عليه وعلى آله وأنزل عليه في آخر أيام حياته ما قبل وفاته بأقل من ثلاثة أشهر، إذا جئنا للنظرة إلى الدين وإلى تعليمات هذا الدين وإلى مبادئ هذا الدين وإلى أسس هذا الدين وإلى شرائع هذا الدين وإلى أحكام هذا الدين نجد أنها في هذا الزمن كانت قد نزلت، أكثرها كان قد نزل، كل ما يتصل بمسألة التوحيد قد نزل، ومن أول ما نزل مسألة التوحيد ومحاربة الشرك وما يتصل بمعرفة الله سبحانه وتعالى والجوانب الإيمانية ذات الصلة بهذا الموضوع، أبرز الأحكام الشرعية والإسلامية كانت قد نزلت، مثلا أركان الإسلام الخمسة كلها قد قدمت إلى الأمة، مبدأ التوحيد، مسألة الصلاة، مسألة الزكاة، مسألة الصيام، مسالة الحج، كلها كانت قد نزلت، المواقف ذات الأهمية الكبرى من كل كيانات الطاغوت وقوى الشر والباطل، الموقف المتعلق بالكافرين من اليهود والنصارى وكل الفئات الحاضرة في الساحة المحلية والعالمية آنذاك كانت قد نزلت وبشكل حاسم بما في ذلك المواقف ذات الصلة باليهود أو بالنصارى، كلها كانت قد نزلت والنبي صلوات الله عليه وعلى آله قد قطع شوطا عظيما ومهما في هذا الجانب حتى على المستوى العملي، مثلا فيما يتعلق بالصراع مع اليهود تحدد الموقف منهم واتخذ عمليا الموقف اللازم منهم وهزموا وطرد أكثرهم من الجزيرة العربية، البعض منهم قتلوا في ظل الحروب معهم والبعض منهم أرغموا على دفع الجزية واستسلموا للدولة الإسلامية، خلاص تجاوز المشكلة معهم يعني، لم يبق هناك شيء إضافي يمكن أن يمثل حساسية كبيرة في تبليغه للناس أو في تقديمه للناس مما يتصل بالمواقف من كل تلك الفئات التي هي خارج إطار الإسلام والأمة الإسلامية والتي لها مواقف أو هناك صراعات معها في الساحة العالمية، لا، الروم غيرهم، المسألة هذه خلاص استكملت من الأساس.
لتصفح وقراءة وتنزيل الكلمة كاملة اضغط الرابط التالي:-
كلمة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى عيد الغدير يوم ولاية الإمام علي1439هـ