التسليم لله يعني الاتباع له ولكتابه ورسله وللقيادة من ورثة كتابة.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي
الدرس الرابع عشر من دروس رمضان صـ 18.
التأكيدات الإلهية على التسليم له هذه هي قاعدة هامة، إذا كان هناك معرفة بالله، لأنه كيف يمكن أن يقول للناس أن يكونوا مسلمين له، ولا يرسم الطريقة التي تمثل إسلامهم له هل سيتركها لأمزجتهم؟! التوجيهات التي رأيناها في [سورة البقرة] وفي [سورة آل عمران] وفي سور أخرى على أن يكون الناس مسلمين له، مسلمين {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ} (آل عمران: من الآية19) لا يمكن أن يقول لك هكذا، إلا وقد رسم الطريقة تماماً التي تسلم نفسك باتباعها، بالسير عليها، ولهذا سماه صراطاً مستقيماً، وسماه سبيلاً، ألم يسمه سبيلاً، وسماه صراطاً مستقيماً؟. لا يقول: مسلمين أن تكون مسلماً لله أن تسلِّم لله وتسلِّم نفسك لله ثم في الأخير كل واحد يتحرك من عنده يقدم رؤى ويقدم مناهج ويقدم أشياء، ويعتبر أنه لأجل يسلّم نفسه لله ويسير عليها، أليس معنى هذا بأنه سيعتبر تقصيراً من جانب الله لو أن المسألة بهذا الشكل؟ أبداً، لا يمكن أن يكون هناك تقصير من جانب الله؛ لأنه لا أحد يمكن أن يقول لك أن تكون مسلماً إلا وقد قدّم طريقة يمثل سيرك عليها التسليم له.
إضافة إلى الحالة النفسية لديك، إخضاع نفسك هناك طريقة {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (النساء: من الآية80) {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} (الأنعام: من الآية153) هنا معنى التسليم {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ} و {فَاتَّبِعُوهُ} أليس معنى التسليم؟ عندما يقول تسليم هنا، أليس فيه طاعة واتباع؟ أليس هناك فيه أشياء واضحة صراط وهناك رسول؟ ألم يجعل التسليم قضية عملية؟ أن يكون التسليم قضية عملية، يعني هناك منهج متكامل يمثل تسليمك لله أن تسير عليه.
إذا ما فهمنا هذه سنغلط حتى في إخلاصنا لله، ألسنا نقول: ممكن أن تغلط وأنت مخلص؟ لأن أول فاتحة إخلاصك لله أن تسير على كتابه وإلا فأنت غير صادق أنت مخادع لنفسك أنت تشتغل بالمقلوب تخلص لله بباطل، أحياناً قد يكون عندك ضلال يكون عندك باطل، وعندك أنه من دين الله وتكون أنت تقدمه لله وتخلص له به، هذه قضية غريبة تقدم لله شيئاً هو كاره له ولا يريده وبإخلاص له.
فالإخلاص لله، الذي هو ماذا؟ يعني التسليم لله أو مظهر من مظاهر تسليم الإنسان نفسه لله يجب أن يكون معروفاً لدينا بأنه يتجسد في ماذا؟ أن يكون عندك فكرة أنك تتبع، تتبع كتاب الله، تتبع هدى الله هذا يتمثل فيه إخلاصك لله.