كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة جمعة رجب 1440هـ
| محاضرات وخطابات السيد القائد | 1 رجب 1440هـ/ الثقافة القرآنية:-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في المناسبة المجيدة في الذكرى العزيزة في الجمعة الأولى من شهر رجب نتوجه بالتهاني والتبريك إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز، ونتحدث مما يمكن أن نستفيده على ضوء هذه المناسبة الدينية المهمة التي يعتبر الاحتفاء بها والتذكر لها تذكر لنعمة الله سبحانه وتعالى وتذكير بها وتقدير لها وأيضاً توجه إلى الله سبحانه وتعالى بالشكر من خلال الاعتراف بهذه النعمة والتقدير لهذه النعمة والسعي إلى الاستفادة من هذه الذكرى لما يعزز ويرسخ من هوية شعبنا اليمني المسلم العزيز هذه المناسبة هي مناسبة مهمة للتذكير بالنعمة والتذكر لها وأيضاً لهذا الموضوع المهم والرئيسي وهو الترسيخ لهوية شعبنا اليمني المسلم.
كل شعب وكل أمة في هذه الدنيا لها مناسبات مختلفة متنوعة متعددة ولتلك المناسبات علاقة وتأثير في واقع حياتها في ثقافتها في توجهاتها في واقعها بكله ومن نعمة الله سبحانه وتعالى علينا كشعب يمني أن يكون لنا مثل هذه المناسبة التي هي مناسبة عظيمة يرتبط بها أشرف وأسمى وأعظم موضوع، وهو انتماؤنا كشعب يمني للإسلام وهويتنا الإيمانية.
الشعب اليمني كان له منذ بداية مسيرة الإسلام الشرف الكبير والفضل العظيم أولا في المسيرة الإسلامية في مراحلها المبكرة منذ أن أضاء نور الإسلام في مكة كان هناك ممن هو من هذا البلد ومن هذا الشعب من القاطنين في مكة من كان لهم فضيلة السبق والالتحاق بالإسلام والانتماء للإسلام منذ أيامه الأولى، مثل عمار بن ياسر وأسرته والده وكذلك والدته وكذلك زيد بن حارثة وكذلك المقداد بن عمرو وأشخاص آخرون ثم بالاستمرار مع مسيرة الإسلام كان هناك أيضاً الفضيلة العظيمة والتوفيق الإلهي الكبير للقبيلتين اليمنيتين الأوس والخزرج لأن يكون لهما شرف الانتماء للإسلام والاحتضان لراية الإسلام والحظوة والنيل لشرف الوسام الإلهي العظيم بالنصرة لهذا الإسلام وحمل رايته، فكان مسمى الأنصار والذي هو تسمية إلهية تسمية من الله سبحانه وتعالى للأوس والخزرج الذين كانوا حاضنة لهذا الدين وقاعدة ابتنت فيها الأمة الإسلامية في نواتها الأولى وترعرع فيها الإسلام ونما وانتشر إلى بقية البقاع واستمرت عملية الالتحاق بالإسلام من أبناء هذا الشعب قبيلة تلو أخرى، أشخاصاً تلو آخرين وهكذا من مختلف بقاع هذا الشعب ومواطنه وقبائله، استمرت إلى أن وصلت إلى الجمعة الأولى في شهر رجب عندما تحرك الإمام علي عليه السلام بعد أن بعثه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله إلى اليمن، وصل إلى صنعاء وبلّغ الجميع رسالة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله التي فيها دعوة إلى الإسلام فدخل الناس في دين الله أفواجاً، وعندما وصل الخبر إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله من خلال رسالة أرسل بها الإمام علي عليه السلام إليه سجد شكرا وحمد الله سبحانه وتعالى على ذلك.
وهذه المناسبة العزيزة – الجمعة الأولى من رجب – والتي كان فيها دخول جماعي وكبير في دين الله أفواجاً على يد الإمام علي عليه السلام بقي اليمنيون على مر التاريخ يحتفون بهذه الذكرى لأنها ذكرى للنعمة الإلهية، للتوفيق الإلهي، والله سبحانه وتعالى يحث عباده على التذكر للنعم وفي مقدمتها نعمة الهدى وهي أعظم النعم على الإطلاق ونعم الله سبحانه وتعالى جديرة بالتذكر، التذكر للنعم، والتذكير بها هو عامل مساعد في التقدير لها وبالتالي الشكر للنعمة بكل ما يترتب على الشكر من المزيد من رعاية الله سبحانه وتعالى وإنعامه، نجد في القرآن الكريم تركيزًا على مسألة التذكر والذكر للنعم (اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ) (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) (فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ) (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه) (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، فالتذكر للنعم ولاسيما النعم الكبرى والنعم العظيمة التي لها أهمية كبيرة في واقع الناس في الدنيا وفي الآخرة، نعمة الهداية لها أهمية كبيرة في مسيرة الحياة في هذه الدنيا وفي المستقبل الأبدي والدائم في الآخرة .
فشعبنا العزيز على مر التاريخ يستذكر هذه النعمة ومثلما قلنا في بداية الكلام من أهم ما نستفيد منه لتذكرنا لهذه النعمة هو التركيز على ترسيخ الهوية الإيمانية لشعبنا العزيز، هذه مسألة من أهم المسائل النبي صلوات الله عليه وعلى آله روي عنه أنه قال: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) تلكم هي هوية هذا الشعب هوية إيمانية، الإيمان والانتماء للإيمان، الإيمان في مبادئه، الإيمان في قيمه، الإيمان في أخلاقه الإيمان في تشريعاته وتعليماته، هو الهوية التي نبني عليها ثقافتنا وانتماءنا وأخلاقنا ومواقفنا وسيرتنا في هذه الحياة، نبني عليها مشروعنا في هذه الحياة وتوجهنا في هذه الحياة وهذه هي أشرف وأسمى هوية.
نحن في السنوات الماضية في مثل هذه المناسبة أشرنا إلى أن كثيراً من الشعوب والأمم في كثير من بقاع الأرض تتمسك بهويتها المعتمدة على كثير من الخرافات والأباطيل وهو حاصل إلى حد اليوم، أما نحن فهذه من أعظم النعم، هوية مشرفة وعظيمة ولها أهمية كبيرة في واقع الحياة وثمرة طيبة بقدر ما نرسخ هذه الهوية ونرتبط بها بقدر ما تتحقق لنا نتائج مهمة في واقعنا التربوي والأخلاقي والعملي، وكذلك في واقعنا في الحياة، مسيرة حياتنا في جانبها الحضاري وفي شتى الجوانب والمجالات فإذن هذه الهوية الإيمانية التي مثلت أهمية كبيرة في صناعة دور هذا الشعب في ماضيه وفي حاضره وفي صناعته في المستقبل والتي إن أضعناها ضعنا وإن فقدناها خسرنا وإن تخلينا عنها كنا متنكرين للنعمة، جاحدين للفضل وخاسرين في حياتنا
لقراءة وتنزيل الكلمة كاملة اضغط الرابط التالي:-
كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة جمعة رجب 1440هـ