الحق من ربك فعرف ربك لكي تعرف طريق الحق.
يوميات من هدي القران الكريم.
السيد حسين بدر الدين الحوثي.
الدرس الثامن من دروس رمضان صـ2.
لا يستطيع أحد في الأخير أن يقفل باب الحق تماماً على البشر، الحق هو من الله، والله سبحانه وتعالى هو لديه سنن: إذا رفض هؤلاء هيأ أولئك، إذا كتم هذا هيأ آخر؛ لأنه رحيم بعباده إنما ليبين سوء عمل من يكتمون الحق كيف أنها جريمة كبيرة. الحق هو بكل ما تعنيه الكلمة وفي كل القضايا في مجال الهداية، التشريع، الحق في كل قضية من قضايا الناس في كل شأن من شئونهم هو من الله وهو من اختصاص الله سبحانه وتعالى.
هذه الآية تعطي الإنسان قاعدة يجب أن يفهمها كل واحد منا وكل واحد من الناس: هو أنه باعتبار أن الحق هو مطلب للناس جميعاً وكل من يتحركون هم يحاولون ـ مهما قدموا من ضلال ـ أن يقولوا إنهم يقدمون حقا، فحتى لا يكون هناك لبس، لبس لدى أي إنسان منا أن يفهم: أن مصدر الحق هو الله، فليكن همه أن يعرف الطريقة التي من خلالها يعرف الحق الذي هو من جهة الله؛ لأن المسألة ليس فيها لبس، حتى قضية الحق ليس فيها لبس حتى وإن وجدنا هنا أنه يذكر: أن هناك من يكتمون الحق وهناك من يضللون وهناك من يخادعون وهناك من يردون وأشياء كثيرة.
لكن بين كل هذه الأشياء السيئة لا يضيع الحق؛ لأن الحق هو من الله والحق هو نور هو النور الذي ذكره في كثير من الآيات الأخرى وهو من جهة الله، إنما ليبقى البشر ليبقى كل إنسان مؤمن بهذه القضية: أن مصدر الحق هو من الله، وعندما تعود إلى الله سبحانه وتعالى الذي هو مصدر الحق تجد أنه يقول عن نفسه أنه هو رحيم بعباده رؤوف رحيم يهدي يرشد يهيئ هو الخالق، إذا كان هناك من كتم الحق سيخلق، يخلق غيره ويجعله هادياً إلى الحق الذي من عنده، وفي الأخير تحصل طمأنينة عند الناس؛ لأن الكثير من الناس يقولون: قد ضاعت القضية لم يعد أحد يدري أين الحق ولم نعد عارفين أين الحق قد الناس طوائف وكل واحد يقول هو على الحق وكل واحد يقول أنه يدعو إلى الحق وكل واحد كذا .. اختبصت … !.
{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} (البقرة: من الآية147) فاعرف ربك لتعرف طريق الحق وستجد في الأخير لا تشكل كل الأشياء الأخرى عوائق أمام معرفة الحق وطريق الحق ومواقف الحق