المفاهيم الصحيحة والأفكار النيِّرة تبني جيلاً حراً واعياً ومسؤولاً.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة تدشين الدورات الصيفية 1440هـ 2019م.
في هذه الظروف وفي هذه المرحلة التي تواجه فيها أمتنا أيضاً تحديات غير مسبوقة على كل المستويات، والأعداء يسعون بكل جهد إلى السيطرة التامة عليها: إنساناً، وأرضاً، وثروات، في هذه المرحلة التي يُستهدف فيها أبناء أمتنا بكل الوسائل القاتلة والمدمِّرة، وكذلك بكل وسائل السيطرة التي تهدف- في الأخير- إلى إحكام السيطرة علينا كأمةٍ مسلمة، لا بدَّ أن يتسلح هذا الجيل الناشئ بالوعي، بالمعرفة الصحيحة، بالمفاهيم النيِّرة؛ حتى يتحرك في هذه الحياة في شتى مجالات هذه الحياة، وأيضاً في تحمّل المسؤولية بوعي، بفهم، بمعرفة صحيحة، بخطوات موثوقة، ببصيرة، ولا يكون فاقداً للمنعة الثقافية، والمعرفة الفكرية الصحيحة؛ فيكون قابلاً لما يأتي من هنا وهناك من أفكار ظلامية، ومن مفاهيم مغلوطة، ومن ثقافات خاطئة، تهدف إلى الانحراف به، والسيطرة عليه.
هذه المرحلة التي يواجه فيها شعبنا اليمني المسلم العزيز أيضاً العدوان الأمريكي السعودي الظالم، والذي هدف أيضاً إلى تدمير كل ما من شأنه أن يساعد على التعليم: المدارس، التجمعات التعليمية في كثيرٍ من المناطق، المساجد، سعى كذلك إلى التأثير بأنشطة تضليلية يحركها في الساحة بشكلٍ أو بآخر، بعنوانٍ أو بعنوانٍ آخر، كذلك ونحن نواجه هذا التحدي من جانب، ونحن نعيش في ظل نعمة الحرية والاستقلال والكرامة، التي يتهيأ لنا فيها: التحرر الفكري، والتحرر الثقافي، والانعتاق من رِبَقْ العبودية الثقافية، والأغلال التضليلية الفكرية الهدّامة، أيضاً هناك فرصة حقيقية وفرصة مهمة لنشاط ثقافي، وعملية تعليمية نسعى فيها أن تكون مبنيةً على أسسٍ صحيحة، وعلى أسسٍ سليمة، وعلى توجهاتٍ وبأهدافٍ سليمةٍ وصحيحةٍ أيضاً.
في ظل كل هذه الظروف، وفي ضوء كل هذه الاعتبارات نجد أنفسنا أيضاً في موقع المسؤولية أيضاً تجاه أبنائنا ألَّا نهملهم، ألَّا نضيعهم، ألَّا نتركهم من الاهتمام في هذا الاتجاه المهم جداً، هذا الاتجاه الذي هو رئيسيٌ في حياة الإنسان، حياة الإنسان في شتى مجالاتها تعتمد على العلم، على المعرفة، على التعليم، على التثقيف، وبالذات إذا كان تعليماً صحيحاً، إذا كان ما يقدَّم لهذا الجيل المفاهيم الصحيحة، الأفكار النيِّرة التي تبنيهم جيلاً حراً، واعياً، مسؤولاً، يتخلق بمكارم الأخلاق، كذلك ناهضاً بالمسؤولية، متحلياً بالمسؤولية، مستشعراً للمسؤولية، يعي واقعه، ويعي مسؤوليته، ويعي واقع العالم من حوله، ويتحرك على ضوء هذه المعرفة الصحيحة وهذه المفاهيم الصحيحة، فهي مسؤولية تقتضيها أيضاً مسؤوليتنا الدينية، وتقتضيها الظروف والتحديات التي نعيشها.