المراكز الصيفية وقاية من صقيع شتاء الانحراف. بقلم/ زيد البعوه
| مقالات | 24 ذو القعدة 1440هـ/ الثقافة القرآنية:- الحرب الفكرية والثقافية والدينية والعقائدية هي اشد خطورة من الحرب العسكرية والأمنية لأن الحرب الفكرية والثقافية تستهدف قيم واخلاق ومبادئ الانسان فتحوله الى شيطان وعندما يتحول الى شيطان لا حاجة لاستخدام الأسلحة العسكرية ضده لأنه يكون قد اصبح عنصراً هداماً يعمل لمصلحة الباطل تلقائياً اما اذا كان الانسان محصناً بالوعي والثقافة القرآنية والقيم الراقية والمبادئ العظيمة فهوا لا يزال قوياً ولن تستطع الأسلحة العسكرية ان تتغلب عليه والدورات الصيفية عبارة عن جرعات ايمانية لحماية الأجيال والمجتمع من الفيروسات الفكرية المنحرفة
الدورات الصيفية انقاذ وتحصين للمجتمع من الاستحمار والتدجين والتخبط والضياع وهي تمثل حصناً منيعاً يحول بين ما يسعى أعداء الأمة الى غرسة في اذهان المجتمعات من ثقافات باطلة ومشاريع هدامة وهناك فرق بين من يتجه ويعمل على بناء مراقص وديسكوهات وبارات للخمور تحت مبرر الترفيه ومحاربة التشدد والتطرف وبين من يدعوا لتحصين الأجيال والمجتمع من الانحلال والعهر والفساد والثقافات المغلوطة والضلال والضياع والانحراف والتحريف والتدجين والضلال والضياع والاستحمار
أهمية الدورات الصيفية تكمن في تحصين المجتمع واجيال المستقبل من الهجمة الفكرية والثقافية المشحونة بالضلال والفساد والباطل والتدجين التي تستهدف الأمة بشكل عام والشعب اليمني بشكل خاص في ظل العدوان الأمريكي السعودي لأن تحالف العدوان سعى ولا يزال على استهداف المدارس والمساجد وكلما يتعلق بالتعليم لأنه يعلم ان الشعب اليمني اذا كان محصناً بالوعي والثقافة فأنه من الصعب بل من المستحيل التغلب عليه ولا هزيمته مهما امتلك العدوان من أسلحة ومهما طال امد العدوان
السيد عبد الملك حفظه الله في كلمته الأخيرة التي القاها مباركة وتدشينا ودعماً وتحفيزاً للدورات الصيفية اكد على ان المعركة مع أعداء الأمة معركة شاملة وان الصراع الفكري والثقافي هو اخطر أنواع الصراع وان علينا ان نعمل على تحصين انفسنا ومجتمعنا واجيالنا من الثقافات المغلوطة التي يسعى الأعداء على غرسها في أوساطنا لكي يكون من السهل عليهم الوصول عبرها الى أهدافهم الاستعمارية
والسيد عبد الملك حفظه الله اكد على ان إقامة الدورات الصيفية مسؤولية على الجميع وليس فقط على الشريحة معينة او طرف معين بل مسؤولية المعلمين والعلماء والمثقفين والمجتمع والطلاب والجانب الرسمي وجميع أبناء الشعب لأن الدورات الصيفية عبارة عن شحنات ثقافية تمنح اجيالنا ومجتمعنا الوعي والبصيرة
الدورات الصيفية سوف تعالج الكثير من القضايا والمشاكل الاجتماعية والتربوية والتعليمية والفكرية والثقافية وسوف تسهم في صناعة مجتمع قوي محصن من أي اختراق وتساعد على محاربة الفساد وعلى محو الأمية وسوف تكون بمثابة الحصن المنيع في مواجهة التحديات لأن الدورات الصيفية لا تتجه فقط الى الطلاب الصغار بل هي تشمل أبناء المجتمع بشكل عام من مختلف الفئات العمرية وهذا ما اكد عليه السيد القائد واذا حصل تفاعل ودعم معنوي ومادي قوي فأنه سوف يؤثر بشكل إيجابي يلمس اثره الجميع
ومن يعرف ثقافة القران وتعاليم الإسلام ومبادئ الدين واخلاق رسول الله ص واله لاشك انه يعرف مدى أهمية إقامة هذه الدورات الصيفية في مثل هذه الظروف التي يمر بها اليمن وتمر بها الأمة الإسلامية.