الإسلام، دين مواقف، دين حرية، دين كرامة.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
محاضرة غزوة بدر الكبرى 17 رمضان 1438هـ.
أصحاب مبدأ “من منزلك إلى مسجدك.. ما لك حاجة.. ما لك دخل.. لا تدخل نفسك في مشاكل الناس الآخرين.. صلِّ وصم.. زكّي تصدق.. قم بهذه الشعائر.. واترك لك من هذه المشاكل يا أخي”!! هؤلاء لهم نموذج أو لهم توجه يختلف عما كان عليه الرسول القدوة والأسوة في تقديم الدين وتعاليم الدين.
ثانياً: المتنصلون عن المسؤولية والمتهربون منها، والذين يعفون أنفسهم بكل بساطة، يعطون أنفسهم ترخيصاً! هؤلاء “منكتين” على حسب تعبيرنا المحلي، يعطي نفسه ترخيص! ويعفي نفسه بكل راحة بال من المسؤولية! خلاص.. أنا لا أريد أن أتحمل أي مسؤولية في هذه الحياة! أنا سآخذ من هذا الإسلام صلاته وصيامه وبعض الشعائر فيه، بعض الالتزامات فيه، بالحدود التي اعتادها، وبالمقدار الذي لا يضايقني، ولا أتحمل فيه أي مشاق كبيرة أو أشياء لا تعجبني! لا دخل لي ولا علاقة لي لا بمشاكل لا بأحداث لا بمسؤوليات لا بمواقف!! يريد الراحة لنفسه، لا يريد أن يدخل في مسؤوليات لها شكل معين من المعاناة أو المشاق!!
لا.. يا أخي إذا أنت تنتمي للإسلام، انظر نبي الإسلام بمقامه العظيم بمكانته ومنزلته العالية عن الله لم يعفى من المسؤولية، لم يرخص له أن يبقى في منزله في بيته ويتنصل عن المهام والأحداث ويترهبن، ولربما لو قبل بهذا المسار، مسار الرهبنة أمكن أن يدهن مع الأعداء وأن يُحتوى، وأن يكون كما حال النظام السعودي، حالة دينية ولكن تحت الاحتواء، تصلي.. لا بأس.. لكن وتشتغل لأبو جهل.. تسرح تنفذ أجندته ومؤامراته ومكائده، وبوقاً له، وداعية له، وتُخضع الأمة لمصالحه ومؤامراته.. لا بأس!! حالة احتوائية!!
لكن لا، الإسلام في جوهرة الحقيقي التحرري، بين قوسين، بين معكوفين، بين هلالين “التحرري”. عموماً، (أَخْرَجَكَ رَبُّكَ)، الله، أمر إلهي، أمر من الله، ولم يكن حتى اجتهاداً شخصياً ولا رأياً شخصياً، أنه هكذا الإسلام، دين مواقف، دين حرية، دين كرامة
لا تنتظر في بيتك، في داخل منزلك، إلى أن يصل العدو إلى منزلك فيدوسك بحذائه، ويخضعك ويهينك ويستهدفك.
هو دين مبادرة، فيه مسارعة، فيه تحرك بإباء وعزم وجد وصدق وروحية عالية وكرامة للتصدي للعدو، هذا الذي يريده الله، هذا الذي يوجه إليه الله سبحانه وتعالى.