الافلاس الديني والأخلاقي يجعل البعض يقفون في صف الباطل في مواجهة الحق.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة ذكرى عاشوراء لعام 1433هجرية.
الأمة لو سارت على المستوى الصحيح وفق بناء الإسلام، وفق توجيهات القرآن وتربية القرآن، لكانت على مستوى عظيم من زكاء النفوس والأخلاق العالية والصفات الحميدة، لكانت أمة عزيزة طاهرة صالحة مستقيمة, تنفر من الظلم وتأبى الباطل، وتكره الإجرام، أمة تتوجه في حياتها على أساس توجيهات ربها وبأخلاق دينها العالية بالصدق بالصفاء بالإخلاص بالنقاء، وتوجهها في حياتها وفق مسئوليتها الكبرى؛ لإقامة الحق لإرساء دعائم العدل لتطهير الأرض من الفساد والإجرام، فما الذي حدث؟ لماذا كانت الأمة بذلك المستوى الدنيء والهابط جداً والمفلس أخلاقياً؟! جماهير كثيرة وأعداد غفيرة من الناس لا أخلاق لهم، لا رحمة فيهم، لا عزة فيهم، لا شرف لهم، يعشقون الإجرام، ميالون إلى الظلم، مستجيبون للطغاة، يصطفون في صف الباطل، يرتكبون أبشع الجرائم، ويتصفون بأسوإ الصفات، حتى أنهم صاروا بعيدون حتى عن الإنسانية، بعيدون عن الفطرة، وحشية رهيبة، وإجرام فضيع، تُشترى ولاءاتهم، وتُشترى مواقفهم بالقليل القليل القليل من المال، ويُدفعون لمواجهة قرآنهم، لمواجهة رموزهم، لمواجهة هداتهم، في صف مَن؟ في صف طغاتهم وأكابر مجرميهم، والمتوحشون فيهم، بُعد شاسع، وفراق كبير كبير، وابتعاد رهيب رهيب عن دينهم، عن أخلاق دينهم، عن مبادئ دينهم، وإفلاس إفلاس في القيم إفلاس رهيب جداً..
هذا الانحطاط والتحول الكبير في واقع الأمة المؤسف والمؤلم؛ لأن قادة الأمة قبل يزيد والحكومة التي كان ينبغي لها أن تربي الأمة وتصلحها وتبني واقع المجتمع المسلم على أساس دينه، قيمه، أخلاقه، قرآنه، هدي ربه، كان لها توجه آخر، التوجه الذي بُنيت الأمة من خلاله على الفسق والفجور والعبودية للمال، والطمع والهلع والجشع, والسعي وراء الرغبات, واللهف وراء حطام الدنيا ووراء المناصب، روحية اليهود، النفسية الإسرائيلية الخبيثة التي صارت هي السائدة, هذه دلالة واحدة من دلائل تلك الحادثة وتلك الجريمة.