الإيمان والعمل الصالح وفق المفهوم القرآني
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية العاشرة (سورة العصر) 10 رمضان 1441هـ.
لا بدَّ من أن تمتلك من خلال الإيمان الدافع الكبير للعمل والعمل الصالح بالتحديد، كيف يكون عملك صالحاً، عندما أولاً يتوافق مع ما شرعه الله -سبحانه وتعالى-، يكون وفقاً لتوجيهات الله وتعليمات الله، فالعمل الذي فيه مخالفة لتوجيهات الله لا يعتبر عملاً صالحاً، يعتبر عملاً فاسداً، العمل أيضاً الذي تشوبه مخالفات لتوجيهات الله -سبحانه وتعالى-، تحوّله من عمل صالح إلى عمل فاسد، تفسد عملك الصالح، عندما تشوب العمل الصالح بظلم، أو بفساد، أو بخيانة، أو بخلل لا يتطابق مع ما شرعه الله -سبحانه وتعالى-، في هذه الحالة لا ينطبق عليه بأنه عمل صالح، العمل الصالح له ثلاثة عناصر أساسية:
موافقة ما شرعه الله -سبحانه وتعالى-، يتطابق مع التوجيهات الإلهية لا يخالفها، وليس فيه اختلال عنها، ثم الإتقان في العمل، الإتقان في العمل هو من صلاحه، الإنسان إذا كان يعمل العمل كيف ما كان، على حسب التعبير المحلي [مغضى]، ليس عملاً متقناً، لا يتحرك فيه بجد، ويحاول أن يتقن عمله، فقد ينقص، ينقص من صفة الصلاح، لا يصلح، يتخرب حتى كثيرٌ من أعمال الناس، تتخرب؛ لأنها غير متقنة، الإتقان في العمل مطلوب، “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”، حتى في أعمالنا التي ترتبط بشؤون حياتنا المعيشية، ونحن في واقعنا الإيماني نربط كل شؤون حياتنا بالدين؛ لأن الدين هو نظام للحياة، تعليمات للحياة، توجيهات لإصلاح هذه الحياة، ولو بقيت هذه النظرة إلى الدين قائمة في أوساط المسلمين لكانوا هم أرقى الأمم، ولكانوا هم اليوم من يتصدرون الحضارة البشرية في كل الدنيا، ولكن هبطوا لما أضاعوا فهمهم للدين أنه تعليمات لصلاح هذه الحياة، ولنظم هذه الحياة، وللارتقاء بالإنسان في هذه الحياة، ولحل مشاكل هذه الحياة، وأفلسوا وانطلقوا من اعتبارات ومفاهيم أخرى ناقصة وقاصرة، فكانت النتيجة هي الخسارة، خسارة في كل شيء.
لاحظوا علاقة هذا المفهوم: العمل الصالح بالنجاح أو الخسارة، العمل غير المتقن كم يخسر الإنسان من أشياء كثيرة؛ لأنه لم يعملها بإتقان، فيفشل ويخسر، أما بمفهوم طبعاً هنا العمل الصالح يدخل فيه بشكل رئيسي الأعمال التي نحظى من خلالها برضوان الله -سبحانه وتعالى-، وإذا صححنا منطلقاتنا في هذه الحياة يتحول كل عمل نعمله، حتى في أعمالنا المعيشية الى عمل صالح