يوم القدس محطة عملية تربوية توعوية يستنهض الأمة ويدفعها للشعور بالمسؤولية.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
كلمة يوم القدس العالمي 28 رمضان 1441هـ.
يوم القدس العالمي، الذي أعلنه ودعا إليه الإمام الخميني -رضوان الله عليه-؛ ليكون مناسبةً مهمةً على المستوى التوعوي والتعبوي للأمة، لاستشعارها للمسؤولية، وتذكيرها بواجبها الكبير تجاه قضية من أهم قضاياها، بل هي تحتل المرتبة الأولى في القضايا المعاصرة التي تتعلق بها مسؤولية كبيرة على الأمة، وهي فرصةٌ مهمة للحديث عن هذه القضية من حيث الخطورة، ومن حيث التذكير بالمسؤولية، ومن حيث الرؤية اللازمة التي ينبغي أن تتحرك على ضوئها الأمة بحسب مسؤوليتها، وبحسب مستوى الخطورة عليها من جانبٍ عدوٍ لدود، هو: العدو الإسرائيلي.
وفي هذه المناسبة من المهم التذكير بالأهمية وبحجم هذه القضية، التي عادةً ما يسعى الأعداء والعملاء إلى تقديم صورة مختلفة عنها لدى الأمة؛ حتى تؤثِّر على الموقف العملي للأمة تجاه هذه القضية، فمن أول ما نحتاج إليه هو: كيف نستشعر أهمية هذه القضية، ومستوى حجمها، ومستوى خطورتها.
العدو الإسرائيلي الذي يحتل بلداً هو جزءٌ من هذه الأمة، جزءٌ من الأرض الإسلامية، ويضطهد شعباً هو جزءٌ من هذه الأمة نفسها، من المسلمين: الشعب الفلسطيني، ويحتل أيضاً أجزاء أخرى من بلدان مسلمةٍ أخرى، ويحمل عداءً شديداً للأمة الإسلامية بكلها، ويحمل طموحاً وتوجهات للسيطرة العامة على هذه المنطقة بكلها، وعلى هذه الأمة بكلها، هو عدوٌ خطير، وقضية بهذا الحجم هي تحتاج إلى اهتمام والتفات جاد، وتستحق الالتفاتة الجادة نحوها من أبناء الأمة.
لربما الكثير من أبناء الأمة بات التصور الراسخ والسائد لديهم تجاه هذه القضية: أنَّ العدو الإسرائيلي تقتصر خطورته وتقتصر المشكلة معه على الإطار الجغرافي الذي يتواجد فيه حالياً، فهو عدو مشكلتنا معه أنه قد احتل بلداً معيناً، وهو يشكِّل تهديداً على مقدسات معينة، حتى بهذا المستوى، حتى لو كانت النظرة محدودةً على هذا النحو، فالقضية تمثِّل أهميةً كبيرة في موقعها من مسؤولية الأمة الدينية، والتزاماتها الدينية؛ لأننا نحن المسلمين في ثقافتنا، في التزاماتنا الإيمانية الدينية، نعتبر أنَّ أيَّ جزءٍ من أبناء الأمة على المستوى الجغرافي: أرض معينة من بلاد المسلمين، أو أيَّ جزءٍ من الأمة نفسها: منطقة معينة، سكان بلد معين اضطهدوا وهم ينتمون للإسلام، فنحن كمسلمين نتحمل مسؤوليةً في وجوب أن نسعى ونعمل إلى طرد العدو من أي بقعةٍ من بقاع العالم الإسلامي يحتلها، حتى ولو كانت شبراً واحداً.