من أبرز مظاهر الظلم هو التعاون على الإثم والعدوان.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية السادسة عشرة 16 رمضان 1441هـ.
من أبرز مظاهر الظلم في المعاملة وفي الواقع الاجتماعي لدى الناس: هو الظلم الذي يتعاون عليه البعض، قد يكون على مستوى قبيلة تتعاون في موقفٍ يعتبر ظلماً، أو على مستوى مجموعة من الناس، أو على مستوى جهة معينة، هذا الظلم الذي يتعصب فيه البعض مع بعضهم، ويقف البعض مع بعضهم، يعتبر خطيراً جدًّا، ويعتبر من الظواهر المنتشرة في المجتمع الإسلامي، كثيراً ما يحدث هذا النوع من الظلم.
وعندما نعود إلى القرآن الكريم يأتي النهي والتحذير، وكذلك عن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله-، النهي والتحذير الشديد من التعاون على العدوان، على الظلم للناس، على موقفٍ فيه ظلم، ولذلك يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة: من الآية2]، وهذا يشمل كل مستويات التعاون على الإثم أو على العدوان، التعاون على الإثم والعدوان على أي مستوى: دولة، تحالف، مجتمع، قبيلة، أسرة، مجموعة… بأي مستوى يكون.
التعاون على الإثم والعدوان أمرٌ خطير، ولهذا جاء النهي عنه؛ لأنه من عوامل تعزيز الظلم، ومن العوامل المؤثرة سلباً على واقع المجتمع: على أمنه، على استقراره، على ألفته، على تعاونه… الحالة الصحيحة هي التعاون على البر والتقوى، هذه حالة إيجابية، حالة عظيمة، حالة مفيدة، حالة مثمرة، وفيها رضا الله -سبحانه وتعالى-، ولها النتائج الإيجابية في واقع الحياة.
أمَّا التعاون على الإثم والعدوان بدافع العصبية، أن تتعصب للظالم، أو في موقع ظلم، من أجل قبيلتك، أو من أجل أسرتك، أو من أجل أصحابك، أو من أجل حزبك، أو من أجل جماعتك، فهذا ما لا يجوز، هذا أمرٌ خطير، وهو العصبية (عصبية الجاهلية) المنهي عنها، في الحديث عن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- أنه سئل عن العصبية ما هي؟ قال: (أن تعين قومك على الظلم)، فإذا تعاونت في موقفٍ هو ظلم، وتدعم ذلك الموقف الذي هو ظلم، وتدعم ذلك الشخص الذي هو في موقف ظلم، تدعمه على ظلمه، تعينه على ظلمه؛ فأنت ستكون شريكاً في ذلك الظلم، وستتحمل الوزر والإثم عند الله -سبحانه وتعالى