ما يسمى بصفقة القرن هي غاية الاستهتار الأمريكي الصهيوني بالأمة الإسلامية جمعاء.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية الثامنة والعشرون 1441هـ.
الكل يعرف بأنَّ العدو الإسرائيلي هو عدوٌ حقيقيٌ وفعليٌ للأمة، وأنه معتدٍ على أبناء هذه الأمة، وما فعله بشعبنا الفلسطيني الذي هو جزءٌ من هذه الأمة، وما احتله من مقدسات وأرض هي جزءٌ من مقدسات وأرضي وبلدان هذه الأمة، هذا أمرٌ معروف، قد يكون هناك قصور كبير في تقييم وتشخيص مستوى الخطورة، ومجالات هذا الخطر، وامتدادات هذا الخطر من جانب العدو الإسرائيلي، لا شك أنَّ هناك قصوراً في الوعي والاستيعاب لذلك، ولكن إجمالاً هناك وضوحٌ تام في المسألة.
كذلك العدو الأمريكي عدوٌ واضحٌ وصريحٌ للأمة، ودوره مع إسرائيل دورٌ مرتبط، ودورٌ مقترن، ودورٌ متلازم، فهما وجهان لعملةٍ واحدة، وهو أكبر داعم وحاضن وراعٍ للعدو الإسرائيلي، ويقف إلى جانبه بكل وضوح، ويتآمر معه في كل المجالات: على المستوى السياسي، يدعمه عسكرياً، يدعمه اقتصادياً، يتبناه بشكلٍ كامل، ويوفر له دعماً مفتوحاً، وفي نفس الوقت آخر ما قدَّمه هو ما عرف بصفقة القرن، التي هي في غاية الاستهتار والسخرية بالأمة الإسلامية جمعاء، وما فعله الأمريكي في العراق، في أفغانستان… في مناطق أخرى من الأمة، في مؤامراته على شعوب هذه الأمة، مسألةٌ في غاية الوضوح.
ثم على مستوى القرآن الكريم: عندما نعود إلى القرآن الكريم في حديثه عن أعدائنا من أهل الكتاب، هم من يتجلى في واقعهم على أوضح ما يكون، وعلى أبين ما يكون، أنهم تنطبق عليهم تلك المواصفات القرآنية في عدائهم الشديد للأمة، في مؤامراتهم ضد هذه الأمة، أنهم من يتجهون في هذا الزمن كفريقٍ هو فريق الشر من أهل الكتاب، فريق الغدر، فريق المكر، الفريق الذي يعادي هذه الأمة، ويستهدف هذه الأمة، ويتآمر بكل أشكال وأنواع المؤامرات على هذه الأمة، ويستهدف هذه الأمة في كل المجالات، له برنامج كبير، وأعمال واسعة، واهتمامات كثيرة، وأنشطة واسعة: على المستوى السياسي، على المستوى الإعلامي، على المستوى الاقتصادي، يشتغل بوضوح، هو حاضر في ساحتنا الإسلامية بشكلٍ مباشر، وعبر أدواته من الموالين له، الذين يستغلهم ويستخدمهم كأدوات؛ لتنفيذ الكثير من مؤامراته، التي لا يتمكن من تنفيذها بشكلٍ مباشر، أو لا يحتاج إلى تنفيذها بشكلٍ مباشر.