التواصي بالحق يعالج الأخطاء ويضبط توازن العمل ويعزز المواقف ويسد الثغرات.
بصائر من نور القيادة.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
المحاضرة الرمضانية الحادية عشر 1441هـ.
الحق عنوانٌ رئيسيٌ ومهمٌ في المسيرة الإيمانية، في طريق النجاة، وموقعه في تعليمات الله -سبحانه وتعالى- كعنوانٍ رئيسي بارزٌ جدًّا، ولذلك من لوازم النجاة، من لوازم الإيمان الصادق أن يكون الإنسان متَّبعاً للحق، مهتدياً يهتدي إلى الحق، فيعرف الحق، ويلتزم بهذا الحق، ويتمسك بهذا الحق من واقعه الفردي أولاً، ثم الأمة كأمة؛ لأن هناك مسؤوليات جماعية، هناك التزامات عليك كشخصٍ مؤمن، التزامات عليك في حياتك الشخصية، في واقعك العملي، في واقعك الأسري، في واقعك ومحيطك المجتمعي، ثم التزامات على مستوى أوسع، التزاماتٌ عليك ضمن أمة، فردية لكن ضمن أمة، تتعاون فيها مع إخوتك من المؤمنين والمؤمنات للنهوض بها
الحق كمسؤوليات جانبٌ مهم، هناك مسؤوليات مهمة علينا أن نلتزم بها، علينا أن نهتم بها، علينا أن ننهض بها، من بينها إقامة الحق في هذه الحياة؛ لكي يكون سائداً، لكي يكون متَّبعاً، لكي يكون قائماً بشكلٍ فعليٍ وعملي، وليس فقط موجوداً في بطون الكتب، موجوداً في داخل الآيات القرآنية، بل يتحول إلى الواقع العملي، إلى واقع الحياة، نلتزم به في شؤون حياتنا وفي مواقفنا، المواقف الحق التي تتعلق بالمسؤوليات الكبيرة للأمة: في الجهاد في سبيل الله، في العمل على إعلاء كلمة الله، في التصدي للأشرار والطغاة والمفسدين في الأرض، في دفع الشر عن الناس، ودفع البغي والعدوان، في العمل على دفع المظالم الكبيرة منها والصغيرة، مسؤوليات جماعية يتحرك فيها كل الذين يستجيبون لله -سبحانه وتعالى-، عباد الله من المؤمنين والمؤمنات يتحركون فيها بشكلٍ جماعي، ويتعاونون على القيام بها، وهنا لا بدَّ من التواصي، التواصي في هذه المواقف الكبيرة له أهميةٌ كبيرة؛ لأنه يزرع النشاط، يعزز الموقف، ولأنه أيضاً يسد الثغرة الكبيرة والفجوة الكبيرة في النشاط التوعوي في الأمة، إذا كانت عملية التواصي من المسؤوليات العامة، على كلٍ أن يساهم فيها، فهذا سيفيد؛ حتى لا تبقى الساحة في حالةٍ من الفراغ، يعني: موضوع التواصي بالحق يمكن لكل شخص أن يوصي بالحق، أن يذكِّر بالمسؤوليات الكبيرة، يمكن للجميع أن يتحركوا؛ حتى لا يسود الملل والفتور، أحياناً حتى بعد القيام بالمسؤوليات الكبيرة، والتحرك للمواقف الكبيرة، يبقى هناك أهمية للتذكير؛ حتى يكون الاستمرار بشكلٍ نشط، وعلى نحوٍ قويٍ وفاعلٍ وواسع، وإلَّا يسود الفتور أحياناً، ويسود الملل أحياناً، ثم يأتي التقصير بعد ذلك، فلا بد من التواصي بالحق بكل ما له من أهمية، بكل ما يتركه من أثر في التشجيع للناس، بكل ما له من قيمة في تفعيل حركة الناس في الساحة للالتزام بمسؤولياتهم الكبيرة، هذه مسألة مهمة جدًّا.